عادَ هاروتو من المهجرِ في زيارةٍ عرضيّةٍ لمدّةِ أسبوعين ، لم يكن مُخطّطاً لها ، لم يكن في الواقعِ يخطّطُ للعودةِ قبل عطلاتِ نهايةِ العام ، لكنّ استعجالَ جيسونغ لعقدِ خطوبتِه و كيكو قَدْ أعادَه الآن ، و بطلبٍ شخصيٍّ من الشّابِّ أيضاً ، لقَدْ قال:
"إمّا أن يحدثَ ذلك الآن ، أو صدّقني هاروتو ، سنخسرُ بعضنا إلى الأبد"
لم يفهم الأمرَ فعلاً ، و قَدْ أبى جيسونغ أن يشرحَه عبرَ الهاتف ، كانَ مستعدّاً للعودةِ فقط ليعرفَ ما الأمر ، لكنَّه في الواقعِ عادَ لئلّا يخسرَ جيسونغ ، لقدِ ارتاحَ لوجودِه مع كيكو و أهله ، بطريقةٍ ما.
هاروتو لا يفكّرُ بطريقةٍ حديثة ، و لا يمكنُ لشيءٍ أو أحدٍ أو موقفٍ في العالمِ أن يقنعَه أنّ إحدى أخواتِه يمكنُ أن تتدبّرَ أمورها لوحدها في يومٍ من الأيّام ، و على الرّغمِ من أنّ ناري سبقَ و ساعدته كثيراً حتّى استطاعَ السّفر ، يعتقدُ أنّ هذه حدودها و حدود أخواته ، الدّعم ، سواء أكان ماديّاً أو معنويّاً ، و فقط ، و هنّ في أمسِّ الحاجةِ إلى ردِّ ذلك الدّعمِ بكافّةِ أشكاله في القريبِ العاجل.
وصلَ إلى البيتِ فجأةً ، في صباحِ يومِ ثلاثاء مُشمِس ، شربَ قهوةً مع والدتِه و حدّثها في كثيرٍ من الأمور ، عن أخباره و ترقيته في الشّركة ، و عن شابّةٍ خرجَ معها في الآونةِ الأخيرة ، و كذلك عن رغبته في أخذِ يوري معه إلى اليابانِ بدايةً من العامِ القادم ، لم تمانع فعلاً ، لكنّها فضّلتْ أن يناقش أباه بدلاً منها في ذلك ، فهي ستعتبرُ نفسها لئيمةً أيّما كانَ خيارُها.
و استمرّتِ الأحاديثُ و فناجينُ القهوةِ و الحلويّاتِ حتّى حانَتْ ساعةُ انصرافِ الأطفال ، بدا أنّه يتجهّزُ للنّهوض ، فقَدْ كانَ يحدّقُ في ساعةِ يدِه مهتمّاً ، و والدتُه شرعَتْ تعضُّ على شفتها سرّاً ، لم يخبره أحدٌ بعد بأنّ يوري تعودُ مع ابن الجيران ، و عندما يكتشفُ الحقيقةَ و يكتشفُ أنّهم جميعاً يكذبون عليه ، لا أحدَ يعرفُ ما سيفعلُ عندما يكتشف.
ما يزالُ هاروتو مأخوذاً بحالةِ الرّجلِ المسؤولِ المسيطر ، تخبرها ناري أحياناً بذلك_"أُمّي ، هل ستمرُّ كيكو على يوري؟"
سألَها بغتةً ، فتلعثمتْ و ارتبكَتْ ، ثمّ رفعَتْ كتفيها و ابتسمَتْ ، ببساطة ، لا فكرةَ لديها عن مكانِ الاثنتين في هذه اللّحظة ، و هذا صادقٌ إلى حدٍّ ما.
فكّرَ لبرهة ، انساقَ مع عدّةِ تيّاراتٍ فكريّةٍ متعاكسة ، و تحوّرَتْ ملامحُ وجهه مع كلِّ تغيّرٍ في نحوِ الأفكار ، ثمّ أخيراً هزَّ برأسِه و فاه:_"أعتذر ، أنتِ لا تكونين في البيتِ عندما تعود ، هذا صحيح"
حدّقَتْ قليلاً في وجهه ، علّها تفهمُ قصده ، و لم تفعل ، لم تعِ إن كانَ يقصدُ عتاباً أو لوماً أو تفهّماً فعلاً ، لم تعِ سوى بمشاعرها هي ، بانزعاجِها من طباعه أخيراً ، بعدَ عامٍ كاملٍ قضته في إقناعِ ناري و كيكو بأنّ لديه الحقّ فيما يفعل ، و أنّه حتّى لو بالغَ فذلك لأنّه يُحِبُّهم جميعاً ، أهو يفعلُ فعلاً؟
كانَ هذا النّزاعُ الصّامتُ سيستمرُّ إلى الأبدِ لولا أن رنّ هاتفُ البيتِ و فضّه ، نهضَتِ الوالدةُ و عينُها على مُدّعي القوّة ابنها الجالسِ معها ، رفعتِ السّمّاعة ، و ردّت:
أنت تقرأ
حديقةٌ و زنبق ~ يانغ جونغوون
Fanficأتعرفين؟ إذا فارقَ أحدُنا الآخر في يومٍ من الأيّام سيدعو لأجله و سيزورُ الحديقة سيراه هنا ، حيث التقاه لأوّلِ مرّة لن نفترقَ أبداً جونغوون و يوري في حديقةِ الزّنبق 27/04/2024🌷 ???🌷 ملاحظة؛ تنتمي هذه الرّوايةُ إلى الحديقةِ السّرّيّةِ التّي تحتوي عل...