سارَ جونغوون و يوري في أروقةِ المدرسة ؛ كانَ البناءُ بأكمله غاصّاً بالصّبيةِ و البنات ، ينبعون من كلِّ مكانٍ كما وصفَ لها وون من قبل ، لكنّها لم تشعر بالرّوعةِ ذاتها التّي شعرَتْ بها يوم سمعتِ الكلام ، على العكس ، أحسَّتْ بثقلٍ في صدرها ، و كأنّ الهواءَ ناقصٌ لا يكفي الجميع.
كانا في الطّابقِ الأرضيِّ حيث مكاتبُ الإدارة ، انعطفَ معها بعيداً عن بوّابةِ السّاحةِ و الأدراج ، و توجّه نحو آخرِ الممرّ ، ثمَّ إلى صفِّ السّنةِ الأخيرةِ في التّحضيريّ ، حيثُ ستحضرُ و ستدرسُ من الآن و صاعداً ، هذا الصّفُّ و الأصغرُ منه لا ينبغي عليه الاصطفافُ صباحاً ، و يوري طبعاً جديدةٌ هنا ، لذلك وون أخذَ على عاتقِه إيصالها قبلَ الذّهابِ إلى السّاحة ، حيث يقفُ رفاقُه مع المُعلّمةِ الجديدة؛
وون في الصّفِّ الثّالثِ الآن ، و هو طالبٌ مُجِدٌّ و ذكيّ ، تُحِبُّه جميعُ المُعلّماتِ تقريباً ، و يُحِبُّه رفاقُه أيضاً ، أخبرها من قبلُ كم مدحوه في الصّفّ ، و كانَتْ تشعرُ بالغيرةِ منهم ، يوري تريدُ أن تُحِبَّه أكثر منهم جميعاً ، تظنُّ أنّ الحُبَّ جميلٌ جدّاً ، حتّى لو قدّمته لزهيرةِ أمل ، فهي ستتحوّلُ إلى جنيّةٍ و ستردُّ لها هذا الحُبّ بشكلِ أمنيات ؛ حسنٌ ، ذلك خيالُ هانا ، إحدى صديقاتِ كيكو المُقرّبات.
كانَت معلّماتُ القسمِ التّحضيريّ واقفاتٍ كلٌّ عند بابَ صفّها ، تنتظرن الطّلّاب ، إحداهنّ تابعَتْ وون مُذِ انعطفَ حتّى بلغ قريباً منها ، و وجهها محمّلٌ بابتسامةٍ دافئةٍ رائقة ، تعرفُه ، و يعرفُها جيّداً.
لحظتها يوري ، كانَتِ امرأةً بيضاءَ ذاتَ شعرٍ أسودَ ملمومٍ إلى خلف بلمقط ، ترتدي تنّورةً طويلةً و سترةً قصيرةً مع قميصٍ أبيض ، ذكّرتها بوالدةِ إحدى الشّخصيّاتِ في واحدٍ من برامجها المُفضّلة ، لكنّها لم تتكلّم ، ظلَّتْ متمسّكةً بوون ذي الوجهِ المُشرقِ حتّى وصلَ هنالك ، إلى عندها بالضّبط ، عند آخر صفٍّ في الممرّ_"مرحباً مُعلّمتي"
أشرقَ وجهُ المُعلّمةِ أكثر ، و دنتْ منه و هي تتأمّلُه ؛ هذا الصّبيُّ الجميلُ قَدْ كبرَ فعلاً ، وون الطّفلُ الذّي اعتنتْ به مُذْ كانَ رضيعاً ، يقفُ أمامها الآن بقوّة ، بجرأة ، و باحترام ، لقَدْ مرَّ الوقتُ بسرعةٍ هائلة ، تفكّرُ المعلّمة
_"أهلاً حبيبي"
_"هذه يوري ، في صفّكِ مُعلّمتي"
شدَّ ذراعَ يوري المتمسّكةَ به نحو الأمام ، و عرضَها على المُعلّمة ؛ رفعَتْ يوري عينيها دون رأسها إلى وجه المُعلّمةِ الدّائريّ الصّافي ، استرقَتْ نظرةً إليها لترى إن كانَتْ سعيدةً بها أم منزعجة.
قرّبتِ المعلّمةُ كفّها من وجهِ يوري ، ببطءٍ ما سمحَ للصّغيرةِ الخائفةِ بأن تراجعَتْ ، ابتسمَتْ لأجلها ، ابتسامةً خاصّةً ليوري ، و مسحَتْ على وجنتها ، لم يسبق و أن مسحَ أحدٌ على وجنةِ يوري هكذا ، لمسةً حنونةً أشعرتها بالأمان ، و أنستها ببساطةٍ رغبتها في الهرب ؛ هذه المعلّمةُ أجملُ من والدتها ، قالَتْ يوري في نفسها
أنت تقرأ
حديقةٌ و زنبق ~ يانغ جونغوون
Hayran Kurguأتعرفين؟ إذا فارقَ أحدُنا الآخر في يومٍ من الأيّام سيدعو لأجله و سيزورُ الحديقة سيراه هنا ، حيث التقاه لأوّلِ مرّة لن نفترقَ أبداً جونغوون و يوري في حديقةِ الزّنبق 27/04/2024🌷 ???🌷 ملاحظة؛ تنتمي هذه الرّوايةُ إلى الحديقةِ السّرّيّةِ التّي تحتوي عل...