اليومُ الأوّلُ لطفلةٍ في المرحلةِ التّحضيريّة ، الطّفلةُ هي يوري ، يوري حسّاسةٌ جدّاً ، و المدارسُ بيئاتٌ مختلّة.
ظلَّتْ هذه الجملُ تتكرّرُ تباعاً في رأسِ ناري ، و على طولِ الطّريق ، تنظرُ إلى يوري الماكثةِ في حضنها ، و تعاودُ محاولةَ طردِ الأفكارِ كلّما حانتِ الفرصة ، لا تدري لماذا هي قلقة ، لديها شعورٌ قويٌّ بأنّ هنالك خطراً قريباً من إخوتها ، لا تدري أين هو ، و لا تعرفُ كيف تتعاملُ معه و تستكشفه ، نادراً ما تخابرُ كمثل هذه الأحاسيس ، ناري ثابتة ، قليلةُ القلق ، في العادة.
وصلتِ السّيّارةُ قربَ ساحةِ المدرسة ، و ركنها هاروتو قريباً ، كانَ المكانُ عاجّاً بالنّاسِ و الحافلات ؛ في الحقيقة ، لم يؤخّر هاروتو أخته على الإطلاق ، لا في مجيئه و لا على طريقِ القيادة ، على العكس ، كانَ الوقتُ مبكّراً إلى حدٍّ ما.
بالمناسبة ، هذا الشّابُّ لم يطلب مساعدةً من إحدى أختيه في الطّريق ، مع أنَّه كادَ ينعطفُ في الاتّجاهِ الخاطئ مرّتين ، و لم تجرؤ كيكو _الوحيدةُ المُلاحظة_ على أن تخبره ، كيكو تشعرُ بالخوفِ منه ، كيكو المتمرّدة ، تكادُ ترتجفُ آنما ينظرُ إليها.
ما تزالُ تفكّر ، كيف ستخبرُه بمواعدتِها لجيسونغ؟ و إذا لم تخبره و اكتشفَ لوحده ، ماذا سيفعل؟ و أين ستهربُ منه و الجميعُ سوف يؤيّدُه صالحاً كانَ أو مُخطئاً؟
كيكو تحمّلُ الأمورَ فوقَ حجمها ، تحمّلُها كثيراً و تزيدُها بخيالٍ جارفٍ أسود ، هذا ما ستقولُه ناري لها ، طبعاً ، فناري العزيزةُ تسيطرُ عليه ، لم يكن يخالفُ لها أمراً من قبل ، هي الكُبرى و هي.. و هي التّي لم يسألها رأيها في شيءٍ مُذْ سافرَ تقريباً
_"وصلنا"
أفاقَ صوتُه البناتِ الشّاردات ، كانَ ينتظرُ أن تتحرّكَ إحداهنّ ، بيدَ أنهنّ ما فعلن حتّى ترجّلَ هو ، و نادى على يوري كي تلحقَ به ، كانَت الصّغيرةُ سعيدةً جدّاً ، تشعرُ بأنّها تطيرُ من السّعادة ، سعيدةٌ بالرّحلةِ و بهاروتو و بالمدرسة ، سعيدةٌ بكلِّ شيء ، و لا شيءَ في استطاعته أن ينغّصَ عليها سعادتها هذه ، حتّى شكلُ كيكو المُضحكُ و هي شادرة ، شادرة؟ أهذه هي الكلمة؟
أنزلتها ناري ، و ترجّلَتْ و كيكو من بعدها ، و هي ، لم تأبه بأيّهما ، ركضَتْ من جهةِ مقعدها السّابقِ إلى موقفِ هاروتو ، و قبضَتْ على إصبعِه الصّغير ، كانَتْ كفُّها الصّغيرةُ تكفي لاحتواءِ إصبعين من أصابعه فقط ، يشعرُ بالدّفءِ كلّما فكّرَ بفرقِ الحجمِ بينهما ، و تشعرُ يوري بالأمان ، لا شيءَ يستطيعُ لمسها في وجودِ أخيها القويّ هنا ، إلى جانبها ، ليس في اليابان
_"سآخذُها إلى الدّاخل ، انتظراني"
انتفضَتْ كيكو عندما تكلّم ، تذكّرَتْ أنّها اتّفقَتْ مع جونغوون على اللّقاءِ أمام البوّابةِ في أوّلِ يوم ، و لا تعرفُ كيف سينظرُ هاروتو إلى هذا الأمر ، ربّما سيلومها هي.. فهي من سمحَتْ للطّفلةِ باللّعبِ مع الفتيان و هي في هذا السّنّ.. لا لا.. و هرّبتها أيضاً من النّافذة!
لو باحَتْ له يوري بكلّ هذا.. ماذا سيحدث.. ماذا سيفعل؟
عادَتْ تتساءلُ و ترتعدُ لمجرّدِ التّساؤل ، كانَ هاروتو قَدْ تحرّكَ إلى الأمامِ قليلاً مُذْ بدأتْ حالُها هذه و ريثما انتهت ، ليس لأنّ حالها كانَتْ سريعةَ المرور ، و ليس لأنّه بطيءٌ في السّير ، بل لأنّه يجاري سرعةَ ساقي يوري الضّئيلتين ، و في أعماقه ، هو سعيدٌ بعيشِ هذه اللّحظة ، بالتّواجدِ معها في أوّلِ يوم ، تماماً كما وعدها
أنت تقرأ
حديقةٌ و زنبق ~ يانغ جونغوون
Fanfictionأتعرفين؟ إذا فارقَ أحدُنا الآخر في يومٍ من الأيّام سيدعو لأجله و سيزورُ الحديقة سيراه هنا ، حيث التقاه لأوّلِ مرّة لن نفترقَ أبداً جونغوون و يوري في حديقةِ الزّنبق تمّ صنعُ الغلاف بوساطة المُبدعة ميساء: @maigrphx 27/04/2024🌷 22/12/2024🌷 ملاحظة؛ تن...
