وقتُ ووني

70 8 12
                                    

توالَتِ الأيّامُ المدرسيّةُ على يوري ، لكنّها لم تبلغ أن أصبحَتِ اعتياديّة ، كانَتْ ترتبكُ في كلِّ صباح ، و تضطربُ قبل العودةِ لأنّها لا تريدُ رؤيةَ هاروتو في البيت ، الأخيرُ كذلك أضحى يتجنّبُ الجميعَ عدا والديه ، لقَدْ تحسّنت علاقتُه بهما ، و أصبحَ الاثنان يدعمان كلّ حركاته ، أكثر بكثيرٍ ممّا كانا يفعلان من قبل.
هي لا تريدُ التّفكيرَ في أمرِ هاروتو اليوم ، فاليومُ هو يومُ القصّة ، اليومُ الأخيرُ من أسبوعهم الأوّل ، أخبرتهم المعلّمةُ أنّها ستقضي آخر حصّتين بالكاملِ في روايةِ قصّةٍ لطيفةٍ عليهم ، و هي تنتظرُ هذه الفرصةَ مُذ أخبرتهم ، أي قبل يومٍ كامل ، لم تنم جيّداً ، و لم تأكل جيّداً ، و لم تكترث بهاروتو كثيراً و هو يوصلُها إلى المدرسة ، و لم تنتبه جيّداً في أوّل درسين ، كلُّ تفكيرِها متمحورٌ حول القصّة ، حول الحصّةِ المميّزة؛
لم تعد تستطيعُ أن تصبر!
ها هي فرصةُ الاستراحةِ الأولى قَدْ حلَّتْ ، و الوقتُ يمرُّ أبطأ من استيعابِ كيكو في آخرِ يومين؛
يوري جالسةٌ في مقعدها تراقبُ النّاس و تعدُّ الوقت ، خمسةً خمسة ؛ جيا ترسمُ شيئاً ما بجانبها ، و لا تتحدّثُ كعادتها ، و طُلّابُ المقاعدِ الأولى في الجهةِ الأُخرى يتحدّثون بصوتٍ مرتفعٍ مع بعضهم ، عدا ريكي ، الفتى اليابانيّ الغريب الذّي يقضي وقته في جمعِ الملصقات ، حسناً ، يوري و ريكي يتشاركان في شيئين ، في أنّهما يابانيّان أوّلاً ، و ثانياً في أنّهما اكتشفا كونهما يابانيين هنا في المدرسة ، ما لاحظا الأمرَ من قبل.
يا للضّجر!
لا شيءَ تفعلُه ، ليسَتْ ترغبُ في تناولِ الطّعام ، و لا في الحديثِ مع ذلك الطّفلِ الغريبِ أو عنه ، و لا في فعلِ أيّ شيء ، لا ترغبُ إلّا في سماعِ القصّة ، تُحِبُّ القصص.
طُرِقَ البابُ بعدَ لحظات ، و شدَّ انتباهَ الصّغيرةِ المتضجّرة ، ظلّت تراقبُ المعلّمةَ مون في طريقِها إليه ، و تراقبُ البابَ و هو يفارقُ الجدار ، و عندما فعل ، رمَتْ بكلّ الضّجرِ و الأفكارِ أرضاً ، و ركضَتْ نحوه؛
هذا جونغوون!

_"ووني!"

ما كادَتِ المُعلّمةُ ترحّبُ به قبل أن سمعَتْ صوتَ يوري النّاعمَ يصدحُ في الصّفّ ، فضحكَتْ ، ضحكَتْ بصوتٍ منغّمٍ رقيق ، أشبهَ بمعزوفةٍ منه إلى الضّحكة ، هذا ما شعرَتْ به يوري لأوّلِ وهلة ، هي لا تريدُ أن تصبحَ سوى مثلَ المعلّمةِ مون ، هي أروعُ بنتٍ كبيرةٍ على الإطلاق!
دعته إلى الدّاخل ، فقبلَ دعوتها و وجهُه يظهرُ حبوراً غايةً في اللّطف ، المُعلّمةُ تعتقدُ بأنّه طفلٌ مميّز ، تؤمنُ بهذا الأمرِ مُذ رأته في حضنِ والدته لأوّلِ مرّةٍ في الإدارة ، كانَ في الثّانية ، و لم يكن يبكي و لا يشاغب ، كانَ هادئاً و رقيقاً ، و قريباً من القلبِ جدّاً

_"كيف حالُكَ عزيزي؟"

_"ممتاز!"

_"ما سرُّ هذه الزّيارة؟"

_"جئتُ أرى يوري معلّمتي ، لو سمحتِ لي"

حديقةٌ و زنبق ~ يانغ جونغوونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن