تحت لسانها

117 14 176
                                        

كالعادة؛
ريكي و يوري هاربان من الحصّةِ الأخيرة ، و لكن متوجّهان نحو مكتبةِ جدّ ريكي بدلاً من أن يخرجَ كلٌّ منهما إلى مكان ، يريدُ ريكي أن يرى وون في شكله الطّبيعيّ ، بعيداً عن أجواءِ عمله حتّى في أثناءِ عمله نفسه ، و لم يبلغ يوري بأيّ سبب ، سألها فقط أن تعرّفه إلى وون في نهايةِ الحصّةِ ما قبلَ الأخيرة ، قبل الهروب؛
صحيح ، لقَدْ كانَتْ الحصّةُ التّي هربا منها حصّةَ رسمٍ أيضاً ، بمعلّمةٍ جديدةٍ تماماً ، و بذاتِ علاقةِ ريكي مع القديمة ، الجديدةُ هذه لم تنذرهما بعدُ لأجلِ الهرب ، لقدِ انتهى مفعولُ إنذارِ الهربِ مُذْ تخرّجَ الاثنان من الإعداديّة ، أصبحَ في إمكانهما فعلُ ما يريدان حتّى تنتبه هذه الأُخرى ، و لا يبدو أنّها ستفعلُ في وقتٍ قريب ، فهي تكرهُ ريكي كُرهاً عظيماً و ستفعلُ أيّ شيءٍ لئلّا تراه في الحصّة ، فليهرب إن أراد ، المهمُّ ألّا يقفَ لها في منتصفِ الحصّةِ و يقولَ أنّه لا يستطيعُ التّركيزَ في مادّتها "الصّعبة" جيّداً و في حاجةِ دروسٍ خصوصيّة ، الأمرُ مستفزٌّ جدّاً

_"انظري أمامكِ يا غبيّة"

وقفتْ من فورها و نظرَتْ حيث يشير ، كانَ ذهنُها شارداً قبلَ تلك اللّحظة ، أوشكَتْ على الاصطدامِ بشيءٍ اسمنتيٍّ غريبٍ يصلُ في طولِه إلى ركبتها لولا أن لحظَ ريكي المشهدَ بأكمله ، كالعادة؛
كانَ الاثنان عندَ ناصيةِ الشّارعِ العامّ المؤدّي إلى حيِّ يوري ، كلاهما ساكت ، ريكي يشاهدُ الأبنيةَ و البيوتَ و المتاجرَ و يوري ، و الأخيرةُ تفكّرُ في جونغوون ، و في ردِّ فعله عندما سيراهما قادمين معاً؛
تذكرُ أنّها كلّما حكتْ له عن ريكي يغمقُ وجهه و يشردُ ذهنه ، يصيرُ التّواصُلُ معه صعباً قليلاً ، و لكن لا بأس ، لا مشكلة ، لن يحدثَ شيءٌ الآن ، فَنِيّةُ ريكي سليمةٌ تماماً ، و جدُّه حاضر ، لن يحدثَ أيُّ شيء..
بل سيحدث!
لا تستطيعُ ألّا تقلقَ في هذا الشّأن ، سوف ينزعجُ جونغوون ليس أمام ريكي ، و إنّما في قرارةِ نفسه ، و لن يعترفَ بذلك أبداً ، سيكذبُ و سيغيّرُ المواضيعَ بكلِّ قوّته ، سيصبحُ الجلوسُ معه ثقيلاً و غريباً حتّى فترةٍ معيّنة ، لا تريدُ لذلك أن يحدث

_"ريكي.."

_"نعم"

_"ما رأيُكَ أن نذهبَ لرؤيةِ كيوو؟ هو في بيتنا اليوم"

نظرَ نحوها مستغرباً ، و لم يبالغ كثيراً في استغرابه ، حسره من فوره و زمّ فمه ، لقَدْ توقّعَ أن تتراجعَ يوري عن هذا اللّقاءِ عاجلاً أو آجلاً ، لهجتُها المُهتزّةُ عندما وافقَت عليه كانَتْ خيرَ دليل ، هنالك مشكلة ، و هو يعرفُ أين

_"لا تريدين الذّهابَ إلى المكتبة؟"

_"لنؤجّلِ الأمر.. أخبرتُ جونغوون أنّني قادمةٌ في المساءِ و ليس الآن ، ربّما سيكونُ في الجامعة"

حديقةٌ و زنبق ~ يانغ جونغوونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن