زنبقةُ ووني

219 21 116
                                    

_"أخبرتني أُمّي أنّ اسمَكِ يعني الزّنبق في اليابانيّة"

_"ال.. ماذا؟"

_"الزّنبق ، زهرُ الزّنبق ، أنتِ زنبقتي"

.
.
.

رحلَ الصّبيةُ منذُ وقتٍ إلى منازلهم ليلحقوا بالغداء ، و ظلَّ جونغوون و يوري جالسين في السّاحةِ فوق العشب ، يراقبان سماءَ الظّهرِ الصّيفيّ الصّافيةَ و ينبشان في الحشائشِ بحثاً عن زهيراتِ الأمل ، يريدان أن يتمنّيا من جديد ، أمنيتين جديدتين ، تتعلّقان بهما ، من جديد.
الجوُّ حارٌّ اليوم إلى حدٍّ ما ، و الطّفلان لا يشعران بذلك ، لم يفكّرا فيه على الإطلاق ، و لا حتّى الشّابّان في الجهةِ الأُخرى ، اللّذان و على ذكرهما ، يقهقهان بين الحينةِ و الأُخرى ، و يتحدّثان في كلِّ شيءٍ تقريباً ، عدا هدفِ جيسونغ من هذا اللّقاء ، كانَ الشّابُّ متردّداً في فتحِ هذا الحديث ، يرى أنّ الوقتَ ما يزالُ مُبكّراً ، و ربّما ، لديه الحقّ ، فقَد كانَتْ كيكو ، و قبلَ ثوانٍ من مجيئه ، تحسبُ أنَّه أسوأ يومٍ في حياتها و حياتِه و حياةِ أونجي معاً ، لأنّها لم تفكّر فيه جدّيّاً من قبلُ أبداً ، و لأنّ رفضها له إن حدثَ سيخرّبُ علاقتها بصديقةِ عمرها ، و حتّى به ، ذلك الشّابُّ اللّطيفُ الذّي يُصِرُّ دائماً على أن يسألَ عن أحوالها ، و يأخذَها و أخته حيث تريدان ، كانَتْ تخشى أن تفقدَ اثنين من أجمل معارفها ، و لكن ، تتنهّدُ كيكو و هي تعترف ، جيسونغ شخصيّاً رائع ، رائعٌ عن قربٍ و رائعٌ و هو لوحده و رائعٌ حتّى أمام النّاس ، لم تشعر معه بمرورِ الوقت ، و يمكنُ أن يكونَ لديها ببساطةٍ مشاعر تجاهه.
جيسونغ و كيكو ؛ ثنائيُّ خيالِ أونجي أصبحَ أقربَ إلى التّحقّق ، ترجو كيكو أن يكونَ لإخوتها ذاتُ الحماسة ، هذا لو تمّ الأمر فعلاً ، ما تزالُ في ريبةٍ منه.
كانَ جونغوون منهمكاً في البحثِ عن الزّهيرات ، و كانَتْ يوري تراقبُ كيكو و الفتى الغريبَ كلّما اقتربا ، بغمٍّ لا تعي به بعد ، بدا الفتى مستحوذاً على اهتمامها ، لكنّه أقصرُ من هاروتو ، أقصرُ بكثير ، و لا يشبهُ أونجي في شيء ، لم يأتِ ليتحدّثَ إليها بعد ، و لكن عندما يفعل ، ستخبرُه أنّه.. ستخبرُه شيئاً يزعجُه ، نعم.
التفتَ جونغوون إليها بعد هنيهة ، كانَ الثّنائيّ قدِ اقتربَ قليلاً من مجلسهما ، و كانا يضحكان بصوتٍ عالٍ جعلَ الصّغيرةَ تغتاظ ، ابتسمَ جونغوون ، و أخذَ يلوّحُ لها كي تنتبهَ إليه ، و عندما فعلَتْ ، بدَتْ عابسة ، ما بالها؟

_"ما الأمرُ يوري؟"

_"لا أُحِبُّه"

أشارَتْ له نحو الشّابّ ، فالتفتَ نحوه حتّى رآه ، تمعّنَ فيه قليلاً ، و لم يتحصّل على نتيجةٍ من هذا التّمعّن ، يبدو أنّه و كيكو على معرفة ، هذا كلُّ ما استنتجه

حديقةٌ و زنبق ~ يانغ جونغوونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن