"عندما يرى الزّنبقُ هذه الرّسالة ، سيكونُ نورُ الصّبحِ قَدْ أنارَ بتلاته البيضاء
هل أخبرتُك أنّك زنبقٌ أبيض حصراً؟
أنّكَ نقيٌّ و رقيقٌ و طاهرٌ و ليس مثلك في الزّهرِ أحد؟"
الفجرُ لاحَ و بانَتْ علائمُه ، و رسالةُ جونغوون كانَتْ تلوحُ مع نسائمه الأولى مُعلّقةً بقضبان نافذةِ يوري ، ثمَّ أضحتْ و الضّحى بين يديها الباردتين ، و في مجرى دموعها الحارّة ، أصبحَ يكنّي نفسه بالحديقةِ حديثاً ، بالحديقةِ البائرة ، لم يعجبها شيءٌ من هذه الكنية ، و لا من بقيّةِ الرّسالة ، فطوتها بين يديها ، و قصّتها بحذر ، حفظتِ المُقدّمةَ في دفترها الصّغير ، و دسّتْ ما قصّته في جيبها لتعرضه على ريكي ، ليس في استطاعتها أن تستشيرَ غيره في أمرِ جونغوون ، لا أحدَ سيحاولُ فهمها إلّاه.
طُرِقَ البابُ بعدَ وقت ، و فتحتْه ناري ، ها قَدْ جاءَ المُنتظرُ آنفُ الذّكر ، لقَدْ باتَ يرافقُ الصّغيرةَ إلى المدرسةِ عوضاً عن إخوتها ، بطلبٍ سرّيٍّ من العزيزِ هاروتو.
آهٍ منه!
لم يعد يكلّمها مُذْ صادفها في المكتبة ، أصبحَ يتجاهلها حيثما كانَتْ و لا يجالسها في مكان ، لم يعد يسألها عن شيءٍ أو يهتمُّ بأمورها ، عادَتْ يوري وحيدة ، و عادَتِ الأيّامُ تمرُّ على حالتين ، إمّا أن تبان ثقيلةً كأنّها سنوات ، أو أن تمرّ بسرعة ، ليس و كأنّها جزءٌ من حياتها ، ليس و كأنّها تعيشُها.
حملَتْ حقيبتها و غادرَتْ غرفتها ، إلى ممرِّ البيتِ حيث يقفُ ريكي منتظراً ، الوقتُ مبكّرٌ قليلاً على الدّوامِ المدرسيّ ، بل كثيراً ، و لكن لا بأس ، ستجدُ مساحةً لتخبره عن جونغوون في الطّريق.
ابتسمَتْ له ما إن لمحها قادمة ، و فكّرتْ في أن تسلّمَ عليه ببشاشة ، بيدَ أنّه لم يردَّ الابتسامة ، بل و أشاحَ بناظريه عنها ما إن اقتربت ، ما بالُ هذا الثّالثِ اليوم؟
_"ما بك؟"
_"ما بي؟"
_"براحتك"
حاولتْ تجاوزَ جسدِه في طريقها نحو الباب ، و طبعاً لم تستطع ، فحسُّ الظّرافةِ فيه ما فتئ و غابَ للحظةٍ حتّى عادَ يحرّكُ بلادةَ الأجواء ، كلّما أخذتْ جهةً تسيرُ عبرها تحرّكَ و قطعها ، تحاولُ أن تمرّ عبر اليمين فيقفُ هنالك ، تجري إلى اليسارِ فتجدُه في وجهها ، تعودُ إلى المنتصفِ فيعودُ أسرع منها ، إلى أن نفدَ صبرُها ، رفعَتْ رأسها إليه و تجهّزت لكي تشتمه ، لا لا ، و لكن ستريه!
_"ريكي!"
_"ماذا؟"
سألَ بنغمةٍ يدّعي بها المسكنة ، و زمَّ شفته السّفليّةَ إلى أعلى ، كانَ شكلُه مستفزّاً جدّاً بالنّسبةِ إليها ، إلى حدِّ أرادَتْ ضربَه ، لكنّها لا تستطيع ، فمبادئه العظيمةُ التّي تمنعه عن ضربِ الفتياتِ تنتهي عندها ، جيّدٌ أنّه يشدُّ شعرها فقط ، فما حدث بشعرِ سويون و سترتها كانَ فظيعاً ، الضّربُ أهون عليها منه
أنت تقرأ
حديقةٌ و زنبق ~ يانغ جونغوون
Фанфикшнأتعرفين؟ إذا فارقَ أحدُنا الآخر في يومٍ من الأيّام سيدعو لأجله و سيزورُ الحديقة سيراه هنا ، حيث التقاه لأوّلِ مرّة لن نفترقَ أبداً جونغوون و يوري في حديقةِ الزّنبق تمّ صنعُ الغلاف بوساطة المُبدعة ميساء: @maigrphx 27/04/2024🌷 22/12/2024🌷 ملاحظة؛ تن...
