يُدعَى حُبّاً

94 8 58
                                    

السّاعةُ الخامسةُ إلّا ربع؛
يوري لا تزالُ في المحلّ ، في مطبخِ المحلِّ بالأحرى ، تُعِدُّ الشّاي طوعاً لوالدِها و الضّيفِ اللّاجئ إليه ، ريكي؛
تعرّفتْ إليه لمجرّدِ سماعِ صوته و ما عرفَ بأنّها هنا بعد ، ظلَّتْ تسترقُ السّمعَ طوالَ الوقتِ إلى أحاديثِهما الغريبةِ عن أصله و عن السّلوكِ السّليمِ و كيف يستطيعُ أن يهذّبَ أحداً دون الوقوعِ في مشكلة ، حتّى تأخّرت على وون و لحظَتْ ذلك ، كانَتْ تتمنّى لو استطاعَتْ رؤيته اليوم أيضاً ، العجيبُ في الأمرِ أنّها لو جلسَتْ معه طوالَ النّهارِ لا تكلّ ، و ما إن يمضي ، و يختفي ظلُّه من مرآها ، تشعرُ بحنينٍ رهيبٍ يسيطرُ على صدرها و ينتشرُ بغير أن تعي إلى رأسها ، يطلُّ عليها الصّباحُ و فكرُها لا يتركه ، يوري تُحِبُّه ، لقدِ اكتشفَتْ ذلك مُذ شاهدَت فيلماً رومنسيّاً لوحدها في نهايةِ الأسبوعِ الماضي ، لقَدْ ذكروا كلّ شعورٍ خابرته مع وون ، و سمّوه باسمِ الحُبّ ، هي تُحِبُّه و ذلك يُدعَى حُبّاً ، و لكن ما تفعلُ إزاءَ ذلك الحُبّ؟
لا يمكنُها فعلُ شيء ، هي حتّى لم تخبر أحداً بأنّها عادَتْ تلتقي به ، لم تخبر سوى ريكي ، و بشكلٍ سطحيٍّ جدّاً ، أخبرته فقط أنّها عادَتْ ترى صديقَ طفولتها و أنّه أهداها قلادةً فضيّة ، أصبحَ على إثرِ ذلك يتصرّفُ على نحوٍ غريب ، لو أنّها أخبرته بسهراتها معه عند النّافذة ماذا كانَ ليفعل؟
ريكي غريب ، تجدُه ساعياً إلى أن يمتلكَ أصدقاءه أحياناً ، لا يُحِبُّ أن يقتربَ النّاسُ منهم إلّا لو سمحَ بذلك و أشرفَ عليه ، و هي واحدةٌ من أصدقائه ، لا يجبُ أن يكونَ لها أصدقاء أقربُ منه ، سيخرجُ عن شخصيّته فوراً إن شكَّ في حدوثِ ذلك ، تماماً كما حدثَ في اليومِ السّابق.
جهزَ الشّاي منذ وقت ، و صبّته في فنجانين لأبيها و للبغيضِ معه ، فتحَتْ بابَ المطبخِ ما إن هدأتِ المناقشات ، و أوصلتِ الفنجانين إلى الطّاولة ، لم تقل مرحباً ، فاجأت والدها بالشّاي ، فهو لم يطلب شيئاً منها و لم يكلّمها منذ وصولِ ريكي ، أبوها يعرفُ كم تخافُ من الدّم ، لذلك لم يشأ أن يحرجها ، تركها حيث ارتاحت.
و حسناً ، لم يكن والدها المتفاجئ الوحيد ، لقَدْ فوجئ أحدٌ آخر ، بل و صُعِق ، شُدِهَ فاهُ و تجمّدَ وجهه

_"شكراً لكِ حبيبتي ، هذا ريكي ، حفيدُ الجدِّ نيشيمورا"

ألقتْ نظرةً باردةً على وجهِ ريكي جعلته يلملمُ نفسه سريعاً ، حاولَ كذلك دسَّ ساقِه تحتَ كرسيّه لئلّا تلمح القماشَ الطّبّيّ الملتفّ حولها ، و لكنّه تأخّر ، فقَد عرفتْ بكلّ شيءٍ و ما من داعٍ للاختباء.
هي لا تعرفُ من يقصدُ أبوها بالجدِّ نيشيمورا ، فهي لا تعرفُ أحداً في الحيِّ سوى جونغوون و جايهيون و بعضُ الأطفال و بعضُ صديقاتِ كيكو أيضاً ، و البوّابُ نعم ، فقط

_"عليكَ العافية"

_"شكراً"

حديقةٌ و زنبق ~ يانغ جونغوونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن