أطلَّ نيسانُ على قلبِ يوري المُنهك ، كانَ يرمي بالزّهورِ و البراعمِ على جراحها اللّاهبة ، فيزيدُها لهيباً و ألماً ، كانَتْ تذكرُ جونغوون مع مرورِ كلِّ يومٍ منذُ نهايةِ تشرين و حتّى اليوم ، صادفته عدّةَ مرّات ، كلّها غيرُ جديرٍ بالذّكرِ إلّا اثنتين ، مرّةً عندما كانَتْ مع هاروتو قربَ بيتِ جايهيون ، و كانَ هو واقفاً أمام الباب ، و لم يرها ، أو ادّعى أنّه لم يفعل ، و في المرّةِ الأخيرةِ حيث كانَتْ لوحدها ، تشتري غرضاً من دكّانِ الحيّ ، رأته هنالك ، يشتري أيضاً بعض الأغراض ، كانَتْ تلك المرّةُ الأكثرَ إيلاماً ، فقدْ عاملها فيها كما يعاملُ أيّ غريب ، بل و أفظع ، لم يدّعي أنّه لم يرها ، لا ، لقَدْ نظرَ في وجهها ببساطةٍ و مرَّ عليه و كأنّه لم يكن وجهه المفضّلَ في يومٍ من الأيّام ، نظرَ إليها كما نظرَ إلى أيّ زبونٍ آخرَ في المحلّ ، نظرَ و حسب ، و حسب.
لم تعد يوري من بعد هذا الموقفِ تخرجُ كثيراً ، أصبحَتْ تخشى أن تقابله من جديدٍ و يكرّرَ ما فعل ، فهي تعلمُ أنّه ما يزالُ منزعجاً منها ، ما يزالُ منزعجاً لأنّها لم تراسله من بعدِ اعتذاره ، و لم تجرّب أن تتقرّبَ منه و لا بأيّ شكل ، لربّما يظنُّ أنّها استبدلته بريكي ، فهي لم تفارق ريكي منذُ ذلك الوقت ، لا أحدَ يعلمُ ما يدورُ في رأسه لا في ساعةِ المشكلةِ و لا ساعةِ الاعتذارِ و لا أيّةِ ساعةٍ أُخرى ، و هاروتو لن يتسامحَ معها كثيراً إذا ما حاولتِ الذّهابَ إليه و اكتشافَ سوءِ الفهم الحاصل ، يوري قَدْ فقدتِ الأمل ، لا تعرفُ إلّا أن تذكرَ جونغوون و تشتاق ، لا شيءَ آخر ، لا شيء..
كانَتْ و ريكي يتمشّيان حولَ المدرسة ، في طريقهما إلى متجرِ السّيّدِ واتانابي ، و في يدِ كلِّ واحدٍ منهما قنّينةُ حليبٍ بالشّوكولاتة ، مخفوقٌ رخيصٌ يحبّانه حديثاً ، و تتساقطُ فوق رأسيهما بتلاتُ الرّبيعِ البكر.
أمسكَت يوري ذراعَ ريكي ، و استندَتْ إليها بقصدِ بيانِ الخمولِ و الضّجر ، و راحَتْ تمشي بخطواتٍ واسعةٍ متباطئة ، أضحى يجاريها بها بعد مرورِ بعض الوقت ، و رأساهما كلّ في كون؛
لم يكن الجوُّ دافئاً جدّاً ، و لا بارداً ، كانَ أزرق و ورديّاً في ذاتِ الآن ، لا أحدَ يعلمُ كيف_"أكرهُ الرّبيع"
تمتمتْ يوري ، و وافقها ريكي بهمهمةٍ بسيطة ، ربّما هما لا يكرهان فصلاً ، و إنّما يكرهان الأوقات جميعها ، الأيّامُ جميعها أضحت ثقيلةً صعبة ، و أضحى مرورها أجملَ ما فيها ، الجميلَ الوحيدَ فيها.
ريكي و أبوه كالعادةِ على كلّ شيءٍ إلّا الوفاق ، و يوري وضعها يزدادُ سوءاً؛
زفافُ ناري على الأبواب ، حُدّدَ موعدُه و اختيرَ الفستانُ و الكنيسةُ جاهزةٌ لاستقبالهما ، والدتُها الوحيدةُ الموافقة ، كيكو و جيسونغ لم يقربا البيتَ مُذْ سمعا بالخبر ، و أبوها لا يكلّمُها ، و هاروتو يتوعّدُها بتدميرِ البيتِ على رأسها و رأسِ أمّها ، و لا تنجعُ تهديداتُه ، و يوري ، ساكتة ، ساكتةٌ و لا تحاولُ فعلَ شيء ، رغمَ أنّ هذا العروسَ العظيمَ هو سببُ فشلِ حُبِّها و حياتها تقريباً ، و لكن ما تفعل؟ لا أحدَ يستطيعُ إقناعَ ناري الآن ، لا أحدَ على الإطلاق
أنت تقرأ
حديقةٌ و زنبق ~ يانغ جونغوون
Fanficأتعرفين؟ إذا فارقَ أحدُنا الآخر في يومٍ من الأيّام سيدعو لأجله و سيزورُ الحديقة سيراه هنا ، حيث التقاه لأوّلِ مرّة لن نفترقَ أبداً جونغوون و يوري في حديقةِ الزّنبق 27/04/2024🌷 ???🌷 ملاحظة؛ تنتمي هذه الرّوايةُ إلى الحديقةِ السّرّيّةِ التّي تحتوي عل...