أبطالُ يوري

167 21 16
                                        

انتهى اليومُ الأوّلُ على خيرٍ و سلامة ، ودّعَتْ يوري جيا و افترقتا عندَ بابِ الانصراف ، قبل بوّابةِ الخروج ؛ لم ترَ يوري جونغوون بعدما أوصلها ، أبداً ، إذ لم تسمح المُعلّمةُ لصفّهم بالخروجِ إلى مكان ، تركَتهم في الاستراحةِ يأكلون ما يحملون ، و أرسلَتْ تحضرُ لهم بعضَ الكعكِ و الحلوى ، المُعلّمةُ تُحبُّ طلّابها كثيراً ، و الطّلّابُ منذُ اللّحظةِ الأولى ، أحبّوها جميعاً.
حسنٌ ، ها قَدْ عادَتِ البنتُ وحيدةً الآن ، إذ خرجَ كلُّ طلبةِ صفّها من البوّابةِ و توجّهوا إلى الحافلات ، و ظلَّتْ هي واقفةً كما وعدَتْ كيكو من قبل ، إلى حينِ يأتي أحدُهم و يأخذُها.
دقيقة ، دقيقتان ، خمسة ، كانَتْ تعدُّ إلى خمسة في كلِّ مرّةٍ و تنتظر ، تظنُّ أنّها كلّما عدّت إلى الرّقمِ خمسة تمرُّ دقيقة ، و ها قَدْ مرّت ، و لكن لحظة! لم تعد تعدّ الدّقائق!
تلفّتَتْ حولها تستكشفُ الأمور ، لم يعد هنالك أطفالٌ يسرقون الهواءَ كما كانتْ ترى صباحاً ، هي وحيدةٌ تماماً هنالك ، مع رجلٍ مُسِنٍّ و امرأةٍ مُخيفةٍ تحملُ عصا غليظةً في يدها ، لا يسمحان لها بالخروجِ من البابِ ، لقَدْ طالَ انتظارُ يوري كثيراً.
شاهدتِ العصافيرَ في السّماء ، و راقبتِ الأشجارَ و الأوراق ، حفظَتْ شكلَ بعضِ الغيومِ كي تخبرَ ووني عنها ، فهو يُحِبُّ الغيوم ، و راقبَتِ الرّجلَ و هو يسقي الشّجر ، بابُ الانصرافِ أمامه ساحةٌ صغيرةٌ مسوّرةٌ فيها زرع ، و فيها غرفةُ الحارس ، و أمامها البوّابةُ العملاقةُ إلى الخارج ، هنالك حيثُ خرجَتْ جيا ، و حيثُ تريدُ يوري أن تخرجَ بأيّ ثمن ، ماذا سيحدثُ لو خرجَت؟ أين هاروتو الآن؟
اقتربَتِ المرأةُ المخيفةُ منها ، و رفعَتْ نظّارتها الغليظةَ ترغبُ في مخاطبتها ، حسنٌ ، لقَدْ تراجعَتْ يوري قليلاً إلى خلف مُذ دنت منها ، و بدأت تحفظُ عنها بضعةَ ملاحظات؛
هي أقصرُ من كيكو ، بكثير ، و منتفخةٌ كالكرة ، لها ساقان نحيلتان كالطّيورِ في التّلفاز ، و ترتدي تنّورةً سوداءَ قصيرةً إلى حدٍّ ما ، و حاجباها رفيعان كما لو أنّها رسمتهما بأحدِ أقلامِ ناري ، و لا تبتسم ، شكلُها مخيف ، هذا ما انتهى إليه استنتاجُ يوري منذُ البداية

_"يا بنت ، أين أهلُكِ؟ لقَدْ رحلَ الجميع"

_"من أين ستعرف؟ اتركيها يا آنسة"

اقتربَ المُسِنُّ منهما و في يدِه إبريقُ السّقي ، و بدأ يجادلُ المُخيفةَ في أمرِ يوري ، بدا للطّفلةِ طيّباً ، على العكسِ من تلك الأُخرى ، لذلك ابتعدتْ منها و اقتربَتْ تحتمي به ، و تركّزُ على عصاها الغليظةِ من بعيد ، إنّها مخيفة

_"كيف أتركُها؟ ستنصرفُ الصّفوفُ الأُولى بعد قليل ، لو ضاعَتْ بينهم أنا المسؤولة!"

_"لا تقلقي سأنتبهُ إليها ، يمكنُكِ الذّهاب"

_"واثق؟ تعرف ، هي أمانة ، الإدارةُ ستفصلُني لو.."

حديقةٌ و زنبق ~ يانغ جونغوونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن