سرّحَتْ كيكو شعرَ أُختِها الصُّغرى بعناية ، ربطته بشريطةٍ حمراءَ لامعة و وزّعَتْ فيه بضعةَ مشابك ، كانَتْ عيونُ الطّفلةِ تلمعُ أمام المرآةِ و هي تشاهدُ تنّورتها و قميصها الأبيض الجديدين ، هذا زيُّ مدرستها الرّسميّ ، و اليوم ، يوري ستزورُ هذا المكانَ العجيبَ لأوّلِ مرّة.
أخبرَها جونغوون أنّ المدرسةَ ممتعةٌ جدّاً ، فيها أطفالٌ و أطفالٌ و أطفال ، كلّما نظرَتْ إلى مكانٍ ستجدُ فيه أطفالاً ، فتياتٍ و صبية ، و هنالك أيضاً وقتٌ للّعب ، و وقتٌ للاستماعِ إلى المدرّسين ، و وقتٌ للرّسمِ و التّلوين ، و وقتٌ للغناءِ أيضاً ؛ بدتِ المدرسةُ حُلماً ورديّاً ليوري مُذْ قالَ جونغوون هذا الكلام ، و أيّدته كيكو ، و ناري أيضاً ، صحيحٌ أنّ ناري قَدْ تنهّدَتْ في البدايةِ و نظرَتْ إلى كيكو ، و لا تعرفُ يوري لماذا ، لكنّها وافقَتْ في الختام.
أنهَتْ كيكو طقوسَها السّحريّةَ في جعلِ يوري تبدو أجملَ الفتيات ، و تركَتْ عصاها _المشط_ على الطّاولةِ أخيراً ؛ كانَتْ تنظرُ إلى ساعةِ يدِها بين الفينةِ و الأُخرى ، و تتمتمُ بينها و بين نفسها بصوتٍ لا يكادُ يُسمَع ، ثمَّ أخيراً ، نظرَتْ نحو يوري و ابتسمَتْ ، ابتسامةً متخلخلة ، ما خطبُها؟
_"سأحملُ لكِ حقيبتكِ ، تعالي"
_"دعيني أحملها أنا!"
فكّرَتْ كيكو ، ثمَّ أومأتْ لها ، و حملتِ الحقيبةَ حتّى أسندتها إلى ظهرها ، شردَ ذهنُها للحظة ، لبرهة ، لدقيقةٍ و أكثر ، و لم تلحظ أنّ الوقتَ يمرُّ و هي لا تفلتُ الحقيبة ، تحرّكَتْ يوري قليلاً محتجزةً بين ذراعي الحقيبةِ القماشيين ، فأفاقَتْ كيكو ، لقَدْ استغرقَ ذهنُها فعلاً.
أفلتتها برفقٍ حتّى استطاعتِ الصّغيرةُ حملها ، لم تشعر بأنّ لها ثقلاً مدويّاً كما بانَ من قبل ، فهي لا تحتوي سوى دفترين كتابين بضعةَ أقلامٍ و علبةَ طعام ، أرسلَ هاروتو مبلغاً خاصّاً لشرائها و شراءِ الملابسِ و لدفعِ قسطِ المدرسةِ كذلك ، لم يرغب في أن يدفعَ أهله فلساً واحداً للصّغيرة ، و ليس فقط لأنّه راغبٌ في المساعدة ، بل يهدفُ إلى ما هو أهمُّ الآن ، و إلى ما هو جليٌّ بائنٌ للجميع ، يهدفُ إلى أن يحاسبَ أبويه على تجاهلِ الطّفلةِ و تعاملهما الجافي و القاسي معها ، و إلى تحمّلِ مسؤوليّةِ أُختِه من الآن و صاعداً ، لوحده ، دون تدخّل ، لقَدْ ضاقَ ذرعاً بما يحدثُ معها ، هذا يكفي.
خرجَتْ كيكو إلى الممرّ ، يدُها بيدِ يوري ، كانَتْ ناري تقفُ هناك ، و أمُّها و أبوها في الجهةِ الأُخرى ، الجميعُ ينتظر ، الجميعُ ينتظرُ إلّا يوري ، لا تعرفُ ما يحدثُ بعد.
نظرَتْ كيكو إلى ساعةِ يدِها من جديد ، لقَدْ تأخّرَ المُنتظَرُ نصفَ ساعةٍ عن الموعدِ المُحدّد ، و كيكو قلقةٌ من أن يتأخّر أكثر ، لا يجبُ أن تتركَ يوري انطباعاً سيّئاً لدى المدرّسين منذُ اليوم الأوّل
_"ستتأخّرُ يوري هكذا"
_"دعيها تتأخّر ، سيقتلُنا لو فعلنا شيئاً دون علمه"
أنت تقرأ
حديقةٌ و زنبق ~ يانغ جونغوون
Фанфикшнأتعرفين؟ إذا فارقَ أحدُنا الآخر في يومٍ من الأيّام سيدعو لأجله و سيزورُ الحديقة سيراه هنا ، حيث التقاه لأوّلِ مرّة لن نفترقَ أبداً جونغوون و يوري في حديقةِ الزّنبق تمّ صنعُ الغلاف بوساطة المُبدعة ميساء: @maigrphx 27/04/2024🌷 22/12/2024🌷 ملاحظة؛ تن...
