الشّمسُ و القمرُ اليومَ يجتمعان في السّماء ، القمرُ متأخّرٌ عنها كثيراً ، يبدو خافتاً ، و متداخلاً مع زرقةِ السّماءِ على حُلّةٍ بهيّةٍ أثارَتْ إعجابَ جونغوون ، يبدو المنظرُ رقيقاً هادئاً مريحاً ، و مُسكتاً لصخبِ الصّغيرِ الرّاغبِ في الاستراحة ، و ربّما في البكاءِ بحريّةٍ مع الأسفِ ليس يجدُها في مكان.
كانَ مستلقياً فوق العشبِ في السّاحة ، في يومِ عطلةٍ من أهونِ أيّامِ وحدته الأخيرة ، بعيداً منه بقليل يلعبُ جايهيون بالكرةِ مع صديقٍ آخر ، و ليس يخافُ مهما علتِ الكرةُ أن تصيبَ رأسه المُستندَ إلى الأرض ، لم يكن يشعرُ بأيّ شيء ، يتأمّلُ فحسب ، و يتنفّسُ بعمق ، لا شيء ، فراغٌ مريحٌ جدّاً ، مريح_"يا جونغوون ، أليس هذا كينجي؟"
أنهى جايهيون كلَّ السّكونِ السّالفِ بسؤالٍ قصيرٍ واحد ، جعلَه يقفزُ بجذعه من فوقِ الأرضِ أيضاً ، و ينظرُ في ناحيةِ صديقه ثمّ يتتبّعُ إشاراته ، بسرعة.
كانَ جايهيون يشيرُ إلى الطّريقِ العام ، الجميعُ في السّاحةِ رأى ذاتَ المشهد ، و ركّزَ على ذاتِ الشّيء ، إذ تمايزَ عن المعتاد ، بشكلٍ مضحك؛
كانَ هنالك شابٌّ غريبُ الهيئةِ يسيرُ بمحاذاةِ الرّصيف ، قادماً من ناحيةِ الأبنية ، و ينظرُ إلى خلف باستمرارٍ و كأنّه لصٌّ مُلاحَق ، ذلك المجنونُ كينجي ليس غيرُه.
نهضَ جونغوون من فوقِ الأرض ، نفضَ ملابسَه و همَّ بالاختباءِ قبلَ أن يصلَ المعتوه ، لم يكن يريدُ أن يسمعَه كلاماً أمام رفاقِه ، و لم يكن يريدُ أن يفتعلَ مشكلةً بينه و بين أُمِّه ، يعرفُه ، يخرجُ المشاكلَ من تحتِ أظافره لو عزّتْ عليه بقيّةُ المباحث.
ما الذّي يفعلُه هذا المعتوهُ هنا على أيّةِ حال؟ ما الذّي يقصدُه هنا؟ ليس من مُحبّي المشي في العادة ، و لا يُحِبُّ التّوغّلَ في الأماكنِ السّكنيّةِ إلّا في حالٍ واحدة ، إلّا في حالِ كانَتْ لديه خطّةٌ جديدة ، و هذا ما يخيفُ جونغوون ، أُمُّه تخطئ و تتحدّثُ عن أفعاله هذه في العادة ، و تتوقّعُ من خطواته شيئاً جديداً ، برغمِ أنّها لن تعترفَ في يومٍ بفظاعةِ أخيها الأصغر ، و لا حتّى عندما يؤذي ابنها الصّغير ، لن تفعل.
حاولَ جونغوون أن يصلَ خلفَ الصّخرِ في السّاحةِ بسرعة ، ذاته الذّي يجلسون عليه في العادة ، و قَدْ فعل ، و توارى بواسطته جسدُه الصّغيرُ عن مرأى كينجي ، كما أمّنَ له الصّخرُ أن يسترقَ النّظرَ دون أن يُلحظ.
كانَ جايهيون واقفاً يتابعُ المشهدَ كذلك ، يتابعان كينجي يمشي ببطءٍ شديد ، و يتلفّتُ إلى خلف أكثر ممّا مشى إلى الأمام ، ظلّ الأمرُ ساكناً تماماً ، إلى لحظةٍ ما ، إلى لحظةِ رأى الاثنان جسداً صغيراً يركضُ من خلفِ كينجي ، و يوقفُه الأخيرُ بنداءٍ و إشارات..
"يا ربّ السّماء!"_"يوري!"
ارتجفَتْ ساقا جونغوون تحته ما إن فهمَ الأمر ، و طرقَ قلبُه بعنفٍ و عنفٍ و عنف ، حتّى كادَ يشلَّه في مكانه ، كينجي يعرفُ يوري الآن ، كينجي يعرفُ يوري ، بسببه هو على الأكيد..
"ماذا أفعل؟ ماذا أفعل؟ ماذا أفعل!؟"
سألَ نفسه مرّاتٍ متتابعةً و على عجلة ، كادَ يبكي في خلالها ، ليس يجدُ حلّاً ، و ليس قادراً على الحركة ، يجبُ أن يفعلَ شيئاً ، بسرعة..
تمسّكَ بالصّخر ، و بكلّ شجاعةٍ استطاعَ أن استجمعها ، قامَ و مشى في اتّجاههما بسرعة ، مشى و مشى و صلّى كي تنتهي هذه الخطواتُ بسرعة ، و لم تكن تفعل ، لم يكن الاثنان قدْ لحظا قدومه حتّى بعدما أصبحَ قريباً ، كانَتْ يوري تحفظُ مسافةَ أمانٍ بينها و بين قاطعِ الطّريقِ ذاك ، و الآخرُ يحاولُ أن يقتربَ و يحدّثها ، أسرع جونغوون!
أنت تقرأ
حديقةٌ و زنبق ~ يانغ جونغوون
Fiksi Penggemarأتعرفين؟ إذا فارقَ أحدُنا الآخر في يومٍ من الأيّام سيدعو لأجله و سيزورُ الحديقة سيراه هنا ، حيث التقاه لأوّلِ مرّة لن نفترقَ أبداً جونغوون و يوري في حديقةِ الزّنبق 27/04/2024🌷 ???🌷 ملاحظة؛ تنتمي هذه الرّوايةُ إلى الحديقةِ السّرّيّةِ التّي تحتوي عل...