يوري و اللّيمون؛
هي لا تُحِبُّه ، لا تطيقُ الطّعامَ عندما تضيفُ إليه ناري المجنونةُ عشر ليموناتٍ و كأنّها عديمةُ ليمون ، و كلّما تذمّرتْ توبّخها ، و تقولُ لها أنّ النّاسَ في العالمِ لا يجدون طعاماً يأكلونه و هي تنتقي الطّعامَ كأنّها أميرةٌ في قصر ، ما علاقةُ هذا باللّيمون؟ هي تُحِبُّ الطّعام ، و لكن ألا يمكنُ أن تخفّفَ حضرتُها شيئاً من الحامضِ فيه لأجلها؟ ألا يمكنُ أن تتبرّعَ طيّبةُ القلبِ بالبقيّةِ للجائعين مثلاً؟
حسناً ، اليوم ، هنالك شيءٌ مختلف ، حامضٌ مرغوب؛اختارَتْ يوري عدّةَ ليموناتٍ عشوائيّاً من أحدِ دكاكينِ الحيّ ، لا تنظرُ إليها و لا تفكّرُ فيها ، و إنّما عينُها على المكتبةِ التّي باتَتْ على بعدِ محلّين اثنين و قلقٍ كبير؛
لقَدْ وافقَت طلبَ ناري فوراً لأجلِ الخروجِ من البيت ، على الرّغمِ من كلِّ شيء ، و اختارَتْ هذه الدّكّانَ بالذّاتِ لأجلِ تحقيقِ هدفها الأكبر ، رؤيةِ جونغوون ، لو أرسلتها إلى الفضاءِ كانَتْ ستصعدُ لتراه من أعلى ، ستأخذُ معها مُعدّاتٍ ملائمة ، ألا يرصدون الأرضَ من أعلى في العادة؟
دفعَتْ ثمنَ اللّيمون ، و خرجَتْ مع الكيسِ البغيضِ إلى الشّارع ، تتلفّتُ هنا و هناك ، هاروتو الآن في البيت ، كانَ سيخرجُ هو بدلاً منها لولا أن عبستْ ناري في وجهه ، و لولا أنّه يلعبُ الشّطرنجَ مع جيسونغ و لا يستطيعُ تركَ الرّقعة ، لكنّه لم يمنع حرصَه الزّائدَ عليها أبداً ، أوصاها و هي خارجةٌ بألّا تتأخّر ، و شدّدَ على ذلك ، لا حجّةً ملائمةً تتأخّرُ لأجلها في كافّةِ الأحوال ، كلُّ الأمرِ إحضارُ بضعةِ ليموناتٍ من محلٍّ قريب ، ربّما لو تأخّرتْ أكثرَ من عشرِ دقائق سيخرجُ ليتفقّدها ، هذا الكائنُ يحسبُها ما تزالُ بنتاً صغيرةً يمكنُ أن تتوهَ بسهولةٍ عن البيت ، و يمكنُ لأيٍّ كانَ جرُّها حيث أراد و خطفها ، يستحيلُ أن يقنعَ بأنّها قادرةٌ على تدبّرِ أمورها لوحدها ، لا بأس الآن ، الأمرُ يستحقُّ الصّدامَ معه فيما بعد.
اقتربَتْ من بابِ المكتبة ، و ألقَتْ نظرةً على داخلها المُعتِم ، كانَ العمُّ يحملُ شيئاً في يدِه و يروحُ و يجيءُ بنشاطٍ من أوّلِ المكتبةِ حتّى آخرها ، كما لم تكن طاولاتُ القراءةِ في محلّها المُعتاد ، جونغوون ليس هنا على الأكيد ، بيدَ أنّ فضولَ يوري جعلها تمدُّ رأسها قليلاً من فتحةِ البابِ و تطرقُه ، تريدُ أن تعرفَ إن كانَ جونغوون قَدْ مرّ اليوم ، أو سوف يفعل_"مرحباً عمّي.. هل أساعدُكَ في شيء؟"
استدارَ الجدُّ نيشيمورا نحو الباب ، كانَ قد وصلَ إلى قربِ أرففِ الكتبِ عندما سمعَ صوتَ البنتِ الواقفةِ هناك ، و الأضواءُ في الدّاخلِ اليوم أكثرُ خفوتاً من العادةِ بسببِ أعمالِ التّنظيف ، لذلك استغرقَ عدّةَ ثوانٍ حتّى تعرّفَ إليها؛
نعم ، هذه.. هذه..
هو لا يذكرُ اسمها ، يذكرُ أنّه رآها مع جونغوون في عدّةِ مرّاتٍ من قبل ، تلك المرّاتُ القليلةُ كانَ يلمحُ فيها ابتسامةَ جونغوون واضحةً في ضوءِ المكتبةِ البسيط ، و كانَ يسعدُ برؤيتها كما لو أنّه يرى ماسةً ما ، لذا هو يُحِبُّ وجودهما معاً ، مع الأسفِ وون ليس هنا ، كانت تسألُ عنه أليس كذلك؟
أنت تقرأ
حديقةٌ و زنبق ~ يانغ جونغوون
Fanfictionأتعرفين؟ إذا فارقَ أحدُنا الآخر في يومٍ من الأيّام سيدعو لأجله و سيزورُ الحديقة سيراه هنا ، حيث التقاه لأوّلِ مرّة لن نفترقَ أبداً جونغوون و يوري في حديقةِ الزّنبق 27/04/2024🌷 ???🌷 ملاحظة؛ تنتمي هذه الرّوايةُ إلى الحديقةِ السّرّيّةِ التّي تحتوي عل...