طبولُ الحرب

81 7 19
                                    

بدأت تجهيزاتُ العشاءِ المنتظرِ تتكاثفُ عندَ حلولِ السّاعةِ السّادسة ، العشاءِ الأوّلِ الذّي سيجمعُ الإخوةَ واتانابي بالأخوين هان ، و صدحَتْ في البيتِ أصداءُ أوامرِ ناري و هي تنهالُ على رأسِ كيكو بتردادٍ يكادُ يصيبُها بالدّوار ، ثمَّ على رأسِ هاروتو الذّي لم يثبت في مكانٍ منذُ ساعةٍ تقريباً ، يخرجُ ليجيءَ بغرضٍ من محالِّ الحيِّ و يعود ، فيسألونه إحضارَ شيءٍ آخرَ بحجّةِ أنّهم لم ينتبهوا إليه في البداية ، و هو لم يبحث في الأهدافِ و لم يناقش كثيراً ، كانَ يخرجُ ساكتاً ، بيدَ أنَّ الكيلَ قَدْ طفحَ في النّهايةِ و طافَ القِدر ، لقَدْ خرجَ سبع مرّاتٍ و سألوه أن يخرجَ للمرّةِ الثّامنة ، وجدَ نفسه عندئذٍ يكادُ يقفزُ غيظاً ، و يوبّخُ شقيقتيه بصوتٍ عالٍ ، لقَدْ كانَ من أعدّ طبق الرامين قبل أن يخرجَ فوق كلّ هذا.
حلّ كلُّ ممكنٍ على هذه التّحضيرات ، من الشّجاراتِ و الصّراخِ إلى المصالحاتِ و التّعاونِ و بعضِ العجائبِ أيضاً ، لقَدْ صنعَ هاروتو طبقاً كما سبقَ و ذُكِر ، طهى المدلّلُ الذّي لم يكن يعدُّ لنفسه كأس شاي ، بل و أصبحَ خبيراً في كافّةِ الأعمالِ المنزليّة ، على العكسِ من كيكو التّي تنفّذُ الأوامرَ بالحرفِ و حسب ، و تنساها بعد برهة ، بل و تفشلُ في نصفها أيضاً ، هذا ما يفعلُه الخروجُ من تحتِ جناحِ الأبوين و السّكنُ وحيداً ، مسكينٌ هاروتو.
و يوري الصّغيرةُ كانَتْ خارجَ كلّ هذا ، فقَدْ جلسَتْ في غرفةِ الجلوسِ تشاهدُ التّلفازَ مُذْ بدؤوا تقريباً ، مُذْ طردتها ناري من المطبخِ بتعبيرٍ آخر ، خرجَتْ لتغييرِ ملابسها فقط ثمَّ عادَتْ إلى أمام التّلفاز ، و لم تستطع التّركيزَ في شيءٍ ممّا يُعرَضُ فيه ، كانَتْ حاقدةً على ناري ، لماذا لا تتركُها تساعدُ مثلاً؟ ماذا ستخسر؟
لا يُهِمّ ، تبقّى نصفُ ساعةٍ على حضورِ أونجي اللّطيفةِ و أخيها ، أخبرتها كيكو بذلك و هي تساعدُها في تبديلِ ملابسها ، قبل قليل ، كما طلبَتْ منها أن تكونَ مهذّبةً و لطيفةً و ألّا تتعاملَ مع أونجي كما تفعلُ في العادة ، و هي لم تعرف ما يجبُ فعلُه ، و لا تريدُ ذلك ، يوري لا تريدُ أن تجلسَ معهم اليوم ، بل تفضّلُ أن تخرجَ لرؤيةِ ما إن كانَ جونغوون في السّاحة ، و ما إن كانَ سيظلُّ حتّى المساء ، غير أنّها لم تصارح هاروتو بذلك بعد ، ماذا تراه سيفعل؟
غادرتِ الطّفلةُ غرفةَ الجلوسِ ، و وقفَتْ في الممرِّ ريثما يعودُ البطلُ المنشودُ من محلِّ القهوة ، سمعته يقولُ أنّها آخرُ مرّةٍ يخرجُ فيها لإحضارِ شيء ، و إلّا سيمرّغُ رأسَ أختيه ، في القهوة.
هل سيفعل؟
دخلَ بعدَ لحظات ، دخولَ الإعصار ، مرَّ على المطبخِ أمام يوري ، رمى بالكيسِ الثّامنِ في وجهِ كيكو الجالسةِ إلى الطّاولة ، ثمَّ عادَ إلى الممرِّ دون أن يرفقَ بأفعاله كلاماً ، يبدو أنّ تحذيرَه كانَ جدّيّاً ، لا تعرفان بعد.
استوقفته يوري ، اعترضَتْ طريقه المستعجلَ إلى الصّالة ، بدا لها غاضباً إلى حدٍّ ما ، لكنّها لم تكترث كثيراً ، كلُّ شيءٍ ممتازٌ طالما لم يكن غاضباً عليها هي

حديقةٌ و زنبق ~ يانغ جونغوونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن