اتّصلَ هاروتو بالبيتِ بطلبٍ من المديرة ، ردَّتْ عليه ناري و أكّدَتْ له خبرَ عودةِ يوري مع ولدٍ من المنطقة ، و وضّحَتْ له أنّ اسمَه جونغوون و أنّه كانَ السّببَ في اختيارِ كيكو لهذه المدرسة ، فهمتِ المديرةُ الأمرَ فيما بعد ، و تذكّرَتْ حكاياتِ ابنها عن الطّفلةِ الرّقيقةِ التّي تأتي و تلاعبُه كلّ يومٍ في ساحةِ حيّهم ، لم يهن عليه وضعُها على الأكيد ، استطاعَتْ تصوّرَ الموقف ؛ و على أيّةِ حالٍ فقد سُعِدَت بمعرفةِ من هاروتو و من أُخته ، رحّبَتْ به كثيراً ، اعتذرتْ منه على ما حدث ، و وعدتْه بمعاقبةِ المشرفةِ و الحارسِ لقلّةِ انتباههم ، و حتّى جونغوون لئلّا يشغلَ بالهم هكذا من جديد ، كما وعدته بتأمينِ حافلةٍ أكبرَ للصّفِّ التّحضيريِّ لئلّا يجدوا مشكلةً في توصيلها بعدَ الآن ، و ظلّتْ تحدّثُه على مدارِ ربعِ ساعةٍ تحاولُ أن تكسبَه إلى جانبها ، و هو في الختام ، اعتذرَ منها ، شكرها و شكرَ كينجي ، و غادر.
كانَتْ ناري مطمئنّةً جدّاً تجاهَ ما سيحدثُ فيما بعد ، فكونه في الإدارةِ لن يسمحَ له بالخروجِ منها إلّا راضياً ، و لو أنَّ بَحْثَ حضرتِه في الشّوارعِ قَدْ طالَ أكثر بقليل ، لم يكن أحدٌ لينجوَ ممّا سيفعل ، هي و كيكو تتشاركان هذه الفكرةَ عنه الآن ، واحدةٌ في السّرّ و الأُخرى في العلن.
وصلَ إلى البيت ، بسكونٍ مقصودٍ و غيرِ مقصود ، فتحَ البابَ بمفاتيحِه و دخل ، لاقَتْه ناري في الممرّ ، لكنَّه لم يكلّمها ، دخلَ إلى غرفتِه مباشرةً و أوصدَ الباب ، هو متضايق ، متضايقٌ جدّاً.
تنهّدَتْ ناري ، فكّرَتْ قليلاً و هي تحدّقُ في ظلِّه السّالف ، غير الموجودِ بعد الآن ، خرجَتْ بفكرةٍ مفادها أن تفتدي كيكو بيوري ، هو في الأساسِ لن يقسو على يوري كثيراً ، فهي طفلةٌ و لا تعرفُ الصّحيحَ من الخاطئ جيّداً بعد ، و لكن مع كيكو ، لا أحدَ يعرفُ ما سيفعل.
عرجَتْ على صالةِ البيتِ حيث توقّعت أن تجدَ يوري ، و بالفعل ، وجدتها تجلسُ أرضاً ، وجهها مركّزٌ أمام التّلفازِ مباشرةً ، كانَتِ الصّغيرةُ تنتظرُ إعادةَ برنامجها المُفضّلِ بفارغ الصّبر ، و بما أنّها لا تحسنُ حسابَ الوقتِ و حفظَ المواعيد ، كانَتْ ستشاهدُ كلَّ ما يُعرَضُ حتّى تراه ، كانَتْ تبدو سعيدةً بما ترى ، حتّى و هي تترقّبُ البرنامجَ بفارغِ الصّبر ، كانَتْ سعيدةً بما لديها الآن ؛ أهذه فطرةُ الطّفولة؟ أم أنّها حلُّ معضلةِ الحياةِ التّي يفني البالغُ وقته الباقي في البحثِ عنها؟_"هاروتو في غرفتِه يا يوري ، اذهبي و كلّميه"
مالَتْ يوري برأسِها نحو ناري ، ميلةً متضجّرة ، كانَتْ تشعرُ أنّ هاروتو سيعاقبُها ، سيشدُّ أذنها مثلما فعلَ عندما كانَتْ صغيرة ، و لن يتكلّمَ معها على طولِ أيّامٍ عدّة ، شعرَتْ بذلك مُذْ أوصتها كيكو بأن تكذبَ عليه ، و مُذْ قالَتْ ناري "سيقتلكِ" أمام الباب ، مع أنّها قالَتْها لكيكو ؛ كانَتْ تشعرُ بكلّ ذلك الضّيقِ و أكثر ، و ليسَتْ ترغبُ في مواجهته ، ربّما ينسى الأمرَ إذا لم تتكلّم ، ربّما نعم
![](https://img.wattpad.com/cover/367888866-288-k206830.jpg)
أنت تقرأ
حديقةٌ و زنبق ~ يانغ جونغوون
Fanficأتعرفين؟ إذا فارقَ أحدُنا الآخر في يومٍ من الأيّام سيدعو لأجله و سيزورُ الحديقة سيراه هنا ، حيث التقاه لأوّلِ مرّة لن نفترقَ أبداً جونغوون و يوري في حديقةِ الزّنبق 27/04/2024🌷 22/12/2024🌷 ملاحظة؛ تنتمي هذه الرّوايةُ إلى الحديقةِ السّرّيّةِ التّي ت...