مخالفةُ تجاوزِ السّرعةِ المسموحةِ في داخلِ المدينة ، و ربّما اثنتان ؛ كانَ هاروتو يحاولُ أن يطيرَ بالسّيّارةِ كي يصلَ إلى المدرسة ، و الأفكارُ المتضادّةُ في رأسِه لا ترحمُه ، لقَدْ فشلَ في المهمّةِ الوحيدةِ التّي أرادَ أخذَها على محملِ الجدّ ، رعايةِ يوري ، لقَدْ فشلَ فشلاً ذريعاً ؛ هي على الأكيدِ واقفةٌ تبكي لوحدها في الشّارع ، أو ربّما.. أو ربّما ضاعَتْ عن المدرسةِ و هي تحاولُ العودة.. أو ربّما..
ماذا لو اختُطِفَتْ!؟ ماذا لو حاولَتْ قطعَ الشّارعِ العامّ الذّي يعجُّ بالحافلاتِ و السّيّارات!؟ ماذا حدثَ ليوري!؟ ماذا حدثَ لمدلّلةِ هاروتو!؟
وصلَ بمعجزة ، بعدَ أن كادَ لبرهةٍ يرى نفسه في قلبِ أحدِ الجدران و الحجارةُ و رجالُ الشّرطةِ من حوله ؛ كانَ يتوهّمُ بذلك ، هاروتو كانَ قلقاً جدّاً ، كانَ متزعزعاً تماماً ، و لم يعِ بذلك بعد.
ركنَ السّيّارةَ و ترجّلَ منها ، و ركضاً ، توجّهَ إلى بوّابةِ المدرسةِ شبهِ المُغلقة ، تلفّتَ هنالك علّه يراها ، ثمَّ دخلَ و كأنَّه يقتحم ، لم يأبه بثقلِ البوّابة ، كانَ يتمنّى رؤيتَها..
_"يوري!"
صاحَ بصوتٍ مخارجُه تجرّحت ، جفلَ الرّجلُ المُسِنُّ على إثرِ هذه الصّرخة ، كانَ ينظّفُ الأرضيّةَ إلى قربِ الزّرعِ بمكنسةٍ هرئة ، لم يكن ليجفلَ لولا أن سمعَ صوتَ هاروتو من خلفِ ظهره ، فالرّجلُ معروفٌ عنه برودُ الأعصاب ، البرودُ المستفزّ.
التفتَ الرّجلُ بهدوءٍ نحو الشّابِّ الذّي يلتقطُ أنفاسه في قلبِ السّاحة ، ثمّ ، و ببطء ، تركَ المكنسةَ فوق الأرضِ و توجّهَ نحوه.
وجهُ الشّابِّ كانَ ملوّناً بألفِ لون ، تارةً ما يتحوّرُ غاضباً جدّاً و ساعياً للانتقام ، و في ذاتِ اللّحظةِ يبدو هيّناً ضعيفاً ، ثمّ شديداً قلقاً ؛ و في أثناءِ تفحّصُه السّريعِ جدّاً جدّاً ، استذكرَ الرّجلُ شيئاً ممّا غفلَ عنه..
_"عمَّ تبحثُ أيُّها الشّابّ؟"
_"أختي الصّغيرة.. لم.. لم يأتوا لأخذِها.. هي في الصّفِّ التّحضيريّ.."
كانَ يلهثُ بين كلِّ جملةٍ و تاليتها ، نتيجةً للتّعبِ من جهة ، و نتيجةً للقلقِ من جهةٍ أُخرى ؛ حسنٌ ، كانَ كلامُه مفهوماً مسبقاً من قبلِ الرّجل ، لذلك لم يواجه مشكلةً في تحليله ، و لم يواجه قلقه أيّةَ عقباتٍ في هذه المرّة ، على العكس ، لقَدْ خشي لأوّلِ مرّةٍ من العاقبة ، فازدردَ ريقَه ، و شرعَ يفكّرُ على عجلةٍ في طريقةٍ للتّملّصِ ممّا حدث ، هو على قدرة ، يقدرُ على تناولِ الأمورِ بطبيعيّة ، نعم فما علاقتُه بالأمر؟
_"كيف تبدو؟"
_"صغيرةُ الحجم.. و تحملُ حقيبةً أرجوانيّة.. اسمُها واتانابي يوري.. "
_"يابانيّة؟ لم أرها ، لم يكن هنالك طفلةٌ ضائعة ، على أيّةِ حالٍ ادخل و اسأل الإدارة"
أنت تقرأ
حديقةٌ و زنبق ~ يانغ جونغوون
Fanfictionأتعرفين؟ إذا فارقَ أحدُنا الآخر في يومٍ من الأيّام سيدعو لأجله و سيزورُ الحديقة سيراه هنا ، حيث التقاه لأوّلِ مرّة لن نفترقَ أبداً جونغوون و يوري في حديقةِ الزّنبق تمّ صنعُ الغلاف بوساطة المُبدعة ميساء: @maigrphx 27/04/2024🌷 22/12/2024🌷 ملاحظة؛ تن...
