تيك تاك؛
عقاربُ السّاعةِ تستفزُّ جونغوون ، السّكونُ بين دقّاتها لا يُلحَظُ له أثر ، ضجّةٌ ضجّة ، الأمرُ أكثرَ إزعاجاً من أيِّ صوتٍ مستمرٍّ آخر ، بخاصّةٍ عندما ينظرُ إلى السّاعةِ و لا يجدُها قَدْ تحرّكَتْ كثيراً ، يستشيطُ غيظاً.
كانَ جونغوون ينتظرُ محينَ السّاعةِ الثّالثةِ ليقابلَ يوري أمام مكتبةِ الحيّ ، ثمّ باتَ ينتظرُ الرّابعة ، ثمّ الخامسة ، كانَ يجلسُ في المكتبةِ ذاتها ، يحتلُّ و أغراضُه أوّلَ طاولةٍ خلفَ الواجهةِ تماماً ، في يدِه كتاب ، لا يعرفُ أيّ نوعٌ من الكتبِ هو ، و أمامه كوبُ كاكاو مهجورٌ و دفترٌ و بضعةُ أقلام ، صاحبُ المكتبةِ العجوزُ لا يسمحُ لغيره بإدخالِ المشروبات ، كما لا يسمحُ لمن في سنّه بالبقاءِ وقتاً طويلاً في المكتبة ، و لكن جونغوون مختلف؛
كانَ الشّابُّ يقضي يومه بأكمله عنده ما لم يخرج مع جايهيون ، يدرسُ و يقرأ و يساعدُه في ترتيبِ الكتبِ و البيعِ و اقتراحِ رواياتٍ على الزّبائن ، حياتُه تسيرُ على هذا النّهجِ منذُ قرابةِ أربعِ سنوات ، لا يعودُ إلى البيتِ إلّا وقتَ النّوم ، و وقتَ يحتاجُ بعض المال أو الطّعام ، اعتادَتْ والدتُه الأمر مع الأسفِ بسرعة ، و أضحَتْ لا تسأله أين كنتَ و لماذا لا تجلسُ معنا ، تمرّرُ الأمرَ هكذا ، كأنّه لا شيء ، و فعلاً ، لم يكن شيئاً.
كانتِ المكتبةُ داخليّةً طويلةً و ذاتَ عرضٍ قليل ، مستطيلٌ له واجهةٌ صغيرة ، و مقسومةٌ في الدّاخلِ إلى قسمين ، قسمٌ خارجيٌّ تتوزّعُ فيه طاولاتُ القراءةِ و مقاعدُ الجلوس ، و قسمٌ داخليٌّ يحتوي أرفف الكتبِ و المجلّدات ، تغطّي الأرففُ الجدران في الدّاخلِ بالكامل ، و تتركُ مساحةً ضئيلةً لبابٍ يؤدّي إلى الحمّامِ الدّاخليّ و المطبخِ الضّئيل.
دخلَتِ امرأتان إلى المكتبةِ عند الخامسة ، عندما كانَ جونغوون يتهيّأ للمغادرة ، إحداهما ذاتُ بطنٍ منتفخٍ كبطنِ والدته عندما كانَ يحملُ أخاه الصّغير ، أسرعت هذه تبادلُ الرّجلَ السّلام ، بدا أنّها تعرفُه ، كما بدا أنّه يحاولُ عصرَ ذاكرته لاستعادةِ اسمها و لا يقدر ، كانَ مظهره مضحكاً و هو يتلكّأ و يناديها بعمّي.
كانَتِ الأُخرى في هذا الوقتِ مأخوذةً بشكلِ الكتبِ المصفوفةِ فوقَ الرّفوف ، كانَت تتأمّلُها بعينين برّاقتين ، بريقهما جذبَ وون للحظة ، ثمّ ما لبثَ أن ما عادَ مُهِمّاً ، هاتان ليستا عيني يوري ، ليس فيهما ما يلفتُ حتّى لو كانَ ولعُها بالكتبِ يفعل ، صحيح ، يوري ليسَتْ قارئةً نهمةً كمثله ، لذلك كانَ يشعرُ أنّ عليه تعريفَها على عالمِ الكتب ، سيكونُ سعيداً إن أعجبها الأمر ، و ما لم يعجبها لا بأسَ بذلك ، هو يُحِبُّ شخصيّتها كما هي و ليس يطمحُ إلى تغييرها
_"بعدَ إذنكَ عمّ نيشيمورا ، هل نستطيعُ رؤيةَ الكتب؟"
سألتِ المرأةُ الأولى ، ذاتُ البطنِ المنتفخ ، و التّي بدَتْ لوون مألوفةً جدّاً ما إن نظر إلى وجهها ، و هزّ السّيّدُ نيشيمورا صاحبُ المكتبةِ برأسه سريعاً ، ثمّ دعاها للدّخولِ بإيماءاتِ يديه ، و بالفعل ، انتقلَتْ مع رفيقتها إلى القسمِ الدّاخليّ ، و وقفَتْ أمام أحدِ الأرففِ تحاولُ خدمةَ نفسها في أمرِ البحث ، ثوانٍ و عادَتْ تلتفتُ إلى صاحبِ المكتبة ، و على محياها ابتسامةٌ خفيفةٌ محرجة ، لم تفهم شيئاً ممّا رأت
أنت تقرأ
حديقةٌ و زنبق ~ يانغ جونغوون
Фанфикшнأتعرفين؟ إذا فارقَ أحدُنا الآخر في يومٍ من الأيّام سيدعو لأجله و سيزورُ الحديقة سيراه هنا ، حيث التقاه لأوّلِ مرّة لن نفترقَ أبداً جونغوون و يوري في حديقةِ الزّنبق تمّ صنعُ الغلاف بوساطة المُبدعة ميساء: @maigrphx 27/04/2024🌷 22/12/2024🌷 ملاحظة؛ تن...
