اختلفَ كلُّ شيء على حديقةِ الزّنبق؛
اختلفَتِ الأمورُ بعدَ أشهر من إعلانِ المقاطعةِ الإجباريّةِ بين يوري و وون ، و ظلّتْ تختلفُ في كلّ فترةٍ حتّى تلوّتِ المشاعرُ و تحوّرتْ بدورها إلى أشكال أُخرى يحاولُ أحدهما تعريفها كلّما مرّ بالآخر ، و لا يحسن؛
في الفترةِ الأولى ، أصبحَ وون يعرجُ على صفّها في مناسباتٍ قليلة ، يحادثُها و يغادر ، لم تكنِ الطّريقةُ ما تزعجُ يوري ، و إنّما شيءٌ آخر ، كانَتْ تفرحُ لقدومه ، و لم يكن يبدو عليه ذاتُ الأمر ، كانَ كلّما جاءَ يبدو أكثرَ كآبةً و أكثرَ يأساً ، يسألُها عن حالها فقط ، و يقولُ لها جملةً فقدَت معناها مع الوقت
"اشتقتُ إليكِ"
صحيح ، لقَدْ كانَ يشتاقُ إليها في أعماقه ، بيدَ أنّها لم تشعر يوماً بهذا الشّوق ، كانَتْ ترى أنّه فقدَ حماستَه فيما يتعلّقُ برفقتها ، و بدأ يرخي يديه عن الوعودِ الأبديّةِ حتّى نُسيَتْ ، ثمّ تعزّزَ شعورُها في عامه الأخيرِ في الابتدائيّةِ ، حيثُ ازدادَتْ واجباتُه و توسّعَتْ مجموعةُ أصدقائه ، باتَ يعرجُ على صفّها في مناسباتٍ نادرة ، يسلّمُ عليها و يغادر.
ما عادَتْ هذه اللّقاءاتُ منذُ ذلك الحينِ حادثاً مُهِمّاً لا يستطيعُ أحدهما متابعةَ حياته بغيرها ، بل و أصبحتْ تقتصرُ على مصادفاتٍ سريعةٍ يرتّبها القدر ، إمّا في شارعهم أو أمام المدارس ، يبتسمُ فيها الاثنان لبعضهما و يمضي كلٌّ في سبيله ، كانَ الأمرُ يحدثُ خلسةً عن أهلهما ، و على الرّغمِ من ذلك ، لم يكن بهذه الأهميّة.
و في المقابل ، ما استطاعَتْ يوري أن تعرّفت إلى غيرِ جيا و ريكي ، اللّذان ما فارقاها كثيراً حتّى مع كثرةِ النّاسِ حولهما ، كانَ ريكي يعرّفُها إلى أصدقائه أيضاً و يأخذها للّعبِ معهم ، كانَتْ تشعرُ بالأُلفةِ معهما و كأنّهما من أهلها ، و لكن..
كانَ ظلُّ جونغوون مفقوداً في خضمِّ مرورِ هذه السّعادةِ الضّئيلة ، كانَ مكانُ ظلِّه في الأرضِ شاغراً ، و لم تكن تنظرُ إلى سواه من الظّلال.
لقدِ اشتاقَتْ إليه ، بل و تشتاقُ إليه كلّما نظرَتْ إلى الحديقة ، تشتاقُ إليه كلّما جلسَتْ و فكّرتْ ، تشعرُ برغبةٍ في سبِّ كيكو و جيسونغ و كينجي و أمّها و ناري و هاروتو و كلِّ هؤلاء معاً ، و تعرفُ أن لا فائدةَ من ذلك على الإطلاق.
و لكن الآن ، و بعدَ أن أصبحَتْ في السّنةِ الإعداديّةِ الثّانية ، يفترضُ بالمخاوفِ أن تهوي ، لقدْ أصبحَتْ كبيرة ، تزوّجَتْ كيكو و انشغلَ هاروتو بخطيبته في اليابان بعض الشّيء ، أبواها في المحلّ و ناري في مكتبها طوالَ اليوم..
و لكن.. ليسَتْ قادرةً على فعلِ شيء حتّى لو رأته ، يعلقُ لسانُها في جوفِ حلقها كلّما وقفَتْ أمامه ، و وقعَتْ عينُها في عينه ، لا تستطيعُ قولَ شيءٍ في وجهه ، تبتسمُ كما يفعل ، و تتمنّى له يوماً سعيداً قبل أن تقفَ و تراقبَه راحلاً ، لقَدْ أصبحَ جذّاباً جدّاً ، طويلاً و حلواً ، كانَ يزدادُ حلاوةً ما بين لقاءٍ و آخر ، و ما يزالُ هادئاً و لطيفاً جدّاً ، و هي ، هي ربّما اختلفَتْ ، ليسَتْ تدرك.
تجلسُ وحدها طوالَ اليومِ منذُ أشهر ، تأكلُ وحدها ، تشاهدُ البرامجَ وحدها ، تدرسُ وحدها ، كانتِ الوحدةُ تعنونُ كلّ تفصيلٍ من تفاصيلِ حياتها تقريباً ، و ذلك كانَ خوفها الأكبر..
أنت تقرأ
حديقةٌ و زنبق ~ يانغ جونغوون
Fanfictionأتعرفين؟ إذا فارقَ أحدُنا الآخر في يومٍ من الأيّام سيدعو لأجله و سيزورُ الحديقة سيراه هنا ، حيث التقاه لأوّلِ مرّة لن نفترقَ أبداً جونغوون و يوري في حديقةِ الزّنبق تمّ صنعُ الغلاف بوساطة المُبدعة ميساء: @maigrphx 27/04/2024🌷 22/12/2024🌷 ملاحظة؛ تن...
