بطل

73 11 0
                                    

ركضَتِ الطّفلةُ حافيةَ القدمين فوق العشبِ المُصفرِّ و الأشواك ، ركضَتْ نحو السّاحةِ الخاويةِ ممّا سوى قطّةٍ شقراءَ و بضعةِ عصافير ، كانَتْ تحسبُ أنّها ستلتقي جونغوون هنالك ، يلعبُ بالكرةِ وحده ، أرادَتْ أن تشكو له هاروتو ، و أن يطبطبَ عليها و يأخذها معه إلى كوخِه الصّغيرِ المبنيّ فوق الشّجرة ، بيدَ أنَّه و مع الأسف ، كانَ موجوداً في خيالِها فقط.
ظلّتْ تلتفتُ إلى خلف على طولِ عشرِ دقائق ، تخشى أن يلحقَ بها هاروتو أو تركضَ ناري وراءها ، أو تصلَ أُمُّها إلى البيت ، لو أنّها استطاعتِ الذّهابَ إلى بيتِ الشّجرةِ الخاصِّ بجونغوون لما خافَتْ كلَّ هذا الخوف ، كانَتْ تتمنّى زيارته في كافّةِ الأحوال ، فقَدْ حكى لها عنه كثيراً فيما سبق ، أخبرها بأنّه يجلسُ فيه وحيداً ، يلعبُ و يقرأ طوال اليوم ، و وعدها بأنّهما سيجتمعان هنالك يوماً ما معاً ، في حالِ وافقَتْ كيكو على ذلك طبعاً ، لكنّها لم تسألها أبداً ، كانَتْ تغفلُ عن الأمرِ كلّما عادَتْ إلى البيت ، و لا تستذكرُه إلّا في صباحِ اللّعبِ التّالي ، و اليوم وون ليس هنا ، يا له من حظّ.
جلسَتْ وحيدةً في منتصفِ السّاحة ، فوق الحجارةِ الكبيرة ، حيث يجلسُ وون في العادة ، و رفعَتْ رأسها نحو السّماء ، كانَ هنالك غيمةٌ على شكلِ قطّة ، وون يُحِبُّ الغيومَ و هذه تشبهه ، فكّرَتْ يوري ، تشعرُ بشيءٍ ما ، شيءٍ غريب ، لكنّها لا تعرفُ ما هو ، و لن تبحثَ في الأمر ، هي أصغرُ من أن تفعل.
كانَتْ تتخيّلُ أنّ ووني هنا ، كانَ سيتكلّمُ معها ، تُحِبُّ عندما يتكلّمُ معها ، مهما كانَ ما يتكلّمُ عنه غامضاً أو غريباً ، فهو الوحيدُ الذّي يتكلّمُ معها بجديّة ، مثلما تتكلّمُ ناري و كيكو ، أو حتّى أُمُّها و ناري ، تشعرُ بأنّها كبيرةٌ عندما تجلسُ معه ، تستطيعُ أن تتحدّثَ أيضاً ، ليته كانَ هنا..
خطرَتْ لها فكرةٌ مفاجئة ، ما لبثت أن استجابت لها ، هبطتْ على ركبتيها و راحَتْ تنبشُ في الأرض ، أرادَتْ أن تجدَ زهيرةَ أمل ، أن تأخذَ الزُّهيرةُ أمنيتها إلى ووني و تأتي به فوراً ، بحثَتْ و بحثت ، و استغرقَتْ في البحثِ كثيراً ، حتّى غفلت عمّا حولها.
شعرَتْ ، بعد هنيهة ، بأنّ هنالك أحداً يركضُ في مكانٍ ما ، كانَتْ تسمعُ ضرباً على العشبِ كما في الأفلام ، أخافها الأمرُ قليلاً ، لذلك رفعت رأسها تبحثُ عن مصدرِ الجلبة ، و آنما فعلَتْ ، سُرَّ قلبُها كما يسرُّ برفقةِ الفراشاتِ و الدُّمى و برنامجها المُفضّل ، بل و ربّما أكثر ، لقَدْ رأت وون قريباً من الشّارعِ العامّ ، يركضُ في اتّجاهها.
هي حتّى لم تجد الزُّهيرة! يا له من مفعولٍ سحريّ!
نهضَتْ على عجلة ، نفضت يديها من آثارِ العشب ، و عندما لم تفلح ضربَتْ فستانها الصّغيرَ كي تتخلّصَ بواسطته من الأوساخ ، و عندما تجهّزت ، و اتّقدَ فيها ما اتّقد ، أخذَتْ أوّلَ خطوةٍ في اتّجاهِ وون ، الذّي أصبحَ قريباً ، و إذ بها و بدلاً من الرّكض تدهسُ على حجارةٍ قاسية ، تتعثّرُ و تسقطُ أرضاً ، على وجهها الصّغيرِ

حديقةٌ و زنبق ~ يانغ جونغوونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن