مخيف

128 14 18
                                        

عصرٌ مُملٌّ ليومِ عطلةٍ أكثرَ مللاً ، أنهَتْ يوري واجباتِها باكراً ، تابعت دورايمون و برنامجَ ووني ، تناولتْ قليلاً من كعكٍ خبزته والدتُها في يومٍ سابق ، و لم ينتهِ يومُ السّبتِ بعد ، يوري لا تُحِبُّ العطلاتِ عندما تظلُّ ناري في البيت ، فهي تستيقظُ مباشرةً على أعمالِ البيت ، و على أسطواناتِ الأوامر؛
يوري لا تجلسي هنا ، يوري قومي من عندكِ ، يوري أعطني الممسحة ، يوري لملمي أغراضكِ ، فضلاً عن أوامرِها لكيكو في المطبخ ، و كلّما فعلَتِ البنتان شيئاً توبّخهما ، لا شيءَ يعجبُها ، و كأنّها ملكةٌ مُجبرةٌ على العيشِ في بيتهم ، الأمرُ مضجر.
كيكو في الغرفةِ الآن ، تتجهّزُ للخروجِ مع جيسونغ بعدَ قليل ، و يوري تقفُ عند البابِ و تفكّر ، هل تدخلُ و تتفرّجُ عليها؟ أم تخرجُ و ترى إن كانَ وون في السّاحة؟
تُحِبُّ الخيارين ، تُحِبُّ عندما تشاهدُ كيكو تختارُ الملابسَ بعناية ، تصفّفُ شعرها ، و تضعُ مستحضراتِ التّجميلِ و كأنّها ترسمُ لوحةً ما ، كيكو موهوبةٌ في الرّسمِ و الفنون ، جدّاً ، لكنّها تدرسُ القانون ، الأمرُ مربكٌ بالنّسبةِ إلى يوري إذا ما فكّرَتْ فيه ، و لا تفعل ، لا فائدةَ من ذلك على أيّةِ حال ، فلا أحدَ يعرفُ ما سيحدثُ فيما بعد ، و لا يمكنُ تغييرُ كثيرٍ من الأمور ، قالَ جونغوون هذا الكلامَ ذاتَ مرّة.
سمعَتْ صوتَ الجرس ، فتركَتْ عنها الحيرة ، كانَتْ ستركضُ من فورها لولا أن نادتها كيكو من الغرفة ، لا بدّ أنَّه جيسونغ ، قالَتْ في نفسها

_"يوري! افتحي البابَ و أخبري جيسونغ أن ينتظرني!"

_"حسناً!"

_"اطلبي منه أن يتفضّلَ إلى الصّالة! بتهذيبٍ يوري!"

_"حسناً!"

تأفّفَتْ يوري متضايقة ، رفعَتْ صوتها بحيثُ تسمعُ أختها المتأمّرة ، ثمَّ استعادَتْ نشاطها و ركضَتْ ناحيةَ الباب؛
كيكو تظلُّ تطالبُها طوالَ الوقتِ بالتّهذيبِ أمام جيسونغ ، و عندما يكونُ حاضراً ، تحسبُ عليها الحرفَ لتشارعها فيه بعدما يرحل ، و كلّما تكلّمتْ تحاولُ إسكاتها ، و كأنّها غبيّةٌ تتكلّمُ أمام أمير ، حسناً ، يوري لم تكن لتنزعجَ من هذا الأمرِ حقّاً لولا أن تكلّمَتْ فيه ناري ، لم تكن لتنتبهَ إليه حتّى لولاها ، ستخبرُ هاروتو على أيّةِ حال ، ما تزالُ تصبرُ حتّى محينِ إجازته.
و على الرّغمِ من كلِّ ذلك ، لقَدْ وتّرها كلامُ كيكو ، كيف ستتصرّفُ أمامه الآن؟
ماذا قالَ ووني؟ نعم ، كما هي ، ستتصرّفُ كما هي ، ستقفزُ و تعانقُه ، جيسونغ يُحِبُّ ذلك.
فتحتِ البابَ أخيراً ، و هوَتْ كلُّ التّوقّعاتِ أرضاً ، لم يكن جيسونغ ، كانَ شابّاً نحيلاً شعرُه طويل ، يرتدي ملابسَ فضفاضةً و يضعُ نظّاراتٍ مضحكة ، كواقياتِ العيونِ في المختبرات ، لكنّها ورديّة ، شكلُه مضحك ، لا لا ، بل مخيف

حديقةٌ و زنبق ~ يانغ جونغوونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن