انتهى الجدالُ بين هاروتو و ناري بحضورِ الضّيفين ، و أُرسِلَتْ يوري إلى غرفتها ريثما أنهى الكبارُ المملّون طقوسَ التّرحيبِ و التّعارف؛
ليسَتْ منزعجة ، فهي تعرفُ الزّائرين جيّداً ، الزّائرين ال..
لا تحسنُ وصفهما الآن ، لأنّها لا تجمعهما في وصفٍ واحد ، تُحِبُّ أونجي كثيراً و تتمنّى لو أنّها تزورُ كيكو كلَّ يوم ، و لا تُحِبُّ عندما يأتي جيسونغ ، مع أنّ الأخيرَ يستلطفُها حقّاً ، أخبرَ كيكو يوم رآها لأوّلِ مرّةٍ بأنّها تبدو ملاكاً صغيراً ، و كيكو نسيَتْ إخبارها ، كانَتْ ستغيّرُ نظرتها إليه ، بل و كانَتْ ستُحِبُّه كثيراً لو أنّها سمعت.
صحيح ، يدُه مضمّدة ، قالَ أنَّه أُصيبَ و هو يعملُ في حديقةِ بيتهم ، تتمنّى له السّلامةَ برغمِ أنّه لا يعجبُها.
جلسَتْ في الغرفة ، إلى جانبِ دميتِها الحلوةِ الجديدة ، دميةِ فيلٍ محشوٍّ لها أذنان كالأجنحة ، رأته مرّةً في التّلفاز ، و أحبَّتْ أخذَه عندما كانَتْ مع هاروتو في السّوق ، أحضرَ لها أيضاً دميةَ بنتٍ من البلاستيك ، صغيرةَ الحجم ، معها ملابسُ و أحذيةٌ و زينةٌ ، لكنّها لم تفتحها ، لا تُحِبُّ يوري الألعابَ الصّغيرة ، بخاصّةٍ هذا النّوع ، فقَدْ كسرَتْ بالخطأ يدَ آخرِ واحدةٍ أحضرتها لها صديقةُ كيكو ، و أحسّتْ بندمٍ شديدٍ جعلها تبكي ، تكرهُ أن تخرّبَ الهدايا.
نظرَتْ نحو النّافذةِ مسدلةِ السّتائر ، لقَدِ اقتربَ المساءُ و الشّمسُ تكادُ تغرب ، و صوتُ الأطفالِ في السّاحةِ يحرّكُ فيها مشاعرَ جمّة ، يحرّكُ فيها طمأنينةً و راحة ، و رغبةً حثيثةً في الخروجِ أو حتّى مجرّدِ النّظرِ عبر النّافذة ، سيمسكُ هاروتو بها مهما حدث ، لكنّ الأمرَ يستحقُّ ألمَ الأذنين ، هي واثقة.
حملتِ الوساداتِ من جديد ، وساداتِ سريرِ كيكو و سريرها الذّي عادَ سريرَ ناري في هذه الفترة ، و رتّبتها أسفلَ النّافذة ، فتحتِ السّتائر ، و صعدتْ فوق الوسائد ، كانَتْ تهتزُّ أسفل قدميها ، و كانَتْ تتمسّكُ بما أمامها لكيلا تقع ، ثمّ و بصعوبة ، استرقتِ النّظرَ إلى السّاحة ، إلى مجموعةِ الأطفالِ في الخارج ، أتراه يقفُ بينهم؟
حاولَتْ أن تتوازن ، و فتحتِ النّافذةَ بتأنٍّ تحاولُ ألّا تصدرَ صوتاً ، ثمّ اتّكأتْ على أرضيّةِ النّافذة ، و تسلّقتها بنجاحٍ منقطعِ النّظير ، كانَ ساعداها يرتجفان ، بيدَ أنّ حسّ المغامرةِ استطاعَ أن بلّغها الوقوفَ هنالك ، شعرَتْ بسعادةٍ غامرة.
تلفّتَتْ ذاتَ اليمينِ و ذاتَ الشّمال ، و كما في المرّةِ الأُولى ، لحظَها جونغوون ، لحظها بغيرِ ضجّة ، برقّةِ الأطفالِ و براءةِ فكرهم ، لحظها لأنّه يتمنّى منذُ وقتٍ أن يفعل ، و ها قَدْ فعل.
كانَ يلعبُ بين الأطفال ، و ما إن رآها تفتحُ النّافذةَ و تطلُّ منها ، تركَ الكرةَ و من معها ، و ركضَ في جهةٍ من جهاتِ الحديقة ، كانَ يخبّئ بين الصّخورِ الكبيرةِ ثلاثَ زهراتِ زنبقٍ أبيض ، كانَ قَدْ زرعها منذُ فترةٍ في حديقةِ بيتهم ، لأجلِ يوري ، لأنّها زنبقةٌ و لا تعرفُ ما هو الزّنبقُ ، لم ترَه في حياتها ، أرادَ أن يعرّفَها إليه ، و قَدْ ساعدَته والدتُه مذ أنّها تُحِبُّ زراعةَ النّبتِ في العادة ، شعرَ بالإنجاز عندما رأى الزّهراتِ تكبرُ أمام عينيه.
ركضَ نحوَ النّافذةِ و الزّهراتُ في يدِه ، و وقفَ أمامها و ابتسامتُه تشرقُ شمساً لوحدها ، كانَتِ الطّفلةُ قَدْ جلسَتْ أخيراً في قلبِ النّافذة ، و أرخَتْ ساقيها الضّئيلتين إلى الخارج ، نظرَتْ إليه وقتما وصل ، و ابتسمَتْ ، رفرفَ قلبُها الصّغيرُ لرؤيته
أنت تقرأ
حديقةٌ و زنبق ~ يانغ جونغوون
Fanfictionأتعرفين؟ إذا فارقَ أحدُنا الآخر في يومٍ من الأيّام سيدعو لأجله و سيزورُ الحديقة سيراه هنا ، حيث التقاه لأوّلِ مرّة لن نفترقَ أبداً جونغوون و يوري في حديقةِ الزّنبق 27/04/2024🌷 ???🌷 ملاحظة؛ تنتمي هذه الرّوايةُ إلى الحديقةِ السّرّيّةِ التّي تحتوي عل...