تراكُم

79 6 76
                                    

_"الملعبُ ينتظرُنا جونغوون! أنا روني و أنتَ رونالدو!"

هذا جايهيون المستعجلُ واقفٌ مع جونغوون أمام بابِ بيتِه ، أو أمام بيتِ والدتِه ، يقفزُ بقصدِ أن يستفزّ حسَّ الحماسةِ الخامدَ لديه بعدَ خبرِ حجزِ ملعبِ المدينةِ المُصغّرِ مع الرّفاق ، و الآخرُ يراقبُه بهدوءٍ ريثما أفاقَ عقلُه ، لقَدْ أيقظته والدتُه منذُ دقيقتين ليستقبلَ صديقه هذا ، و لم يكن قَدْ نامَ طوالَ اللّيل ، حسناً ، لا شيءَ سيوقفُه عن الجري إلى الملعبِ الآن ، و لا حتّى قلّةُ النّوم؛
لقَدْ توقّفَ فريقُ الحيِّ عن لعبِ كرةِ القدمِ تدريجيّاً في سنواتِ الإعداديّة ، فقدوا اللّاعبين واحداً تلوَ الآخرِ بسبب الدّراسة ، حتّى فقدَ الجميعُ شغفَ الفريقِ الكبير ، الشّغفَ الأجملَ و الأمتع ، و الأكثرَ قدرةً على إراحةِ قلوبهم من أتعابِ الحياة ، يجبُ أن يعودوا إليه و قَدْ تثاقلَتْ عليهم أعباءُ هذه الحياة ، يجب.
أحسّ جايهيون بأنّه يكادُ يفشلُ في مهمّته ، فوجهُ صديقِه راكدٌ ركوداً لا تحرّكُه أفعاله ، بل و يكادُ يتثاءبُ أيضاً؛
عليه أن يتحرّكَ في سبيلِ إنقاذه ، جونغوون يفقدُ مع الوقتِ شيئاً ما ، يفقدُ شيئاً غالياً لا يستطيعُ تحديدَه بعد ، بيدَ أنّه قلقٌ فيما يخصُّه ، لن يتركَ شعلةَ صديقه تخمدُ بهذه البساطة

_"أفق! يجبُ أن نكونَ هنالك خلال ساعة! إذا تأخّرتَ ستبدأُ على الدّكّةِ وون! الكابتنُ يحذّرك!"

استندَ وون إلى خشبِ الباب ، و ابتسمَ بهدوء ، كانَ يرمي على النّعاسِ كلّ شيءٍ يشعرُ به ، فيواري به حُزناً عميقاً لا يكادُ يتركُه قبلَ أن يعودَ و يثقلَ كاهله ، في كلِّ يوم ، و يفشلُ في المواراةِ دون أن يعي؛
كانَ في الأسابيعِ الماضيةِ يخفّفُ عن نفسِه بالسّهراتِ مع الزّنبقةِ و النّجوم ، أمّا الآن ، يرى أنَّه قَدْ فقدَها ، فقدَ فرصتَه في الوجودِ مع طفولته من جديد ، مع ذكرياته هنالك في السّاحة ، مع يوري.
تحمحمَ في وجهِ جايهيون العابسِ على سبيلِ المزاح ، ثمَّ شدّ على عضلاته قليلاً حتّى استطاعَ الوقوفَ باستقامة ، عليه أن يصطنعَ هذا الدّور ، عليه أن يطمئن قلبَ صديقه الآن

_"و من هذا الذّي أعادَ إليك شارةِ الكابتن من جديد؟"

_"أنا ، حتّى خطُّ الكبارِ لم يعترضوا على ذلك"

_"حسناً حسناً ، سأتجهّزُ و ألحقُ بكَ حضرةَ الكابتن"

ابتسمَ الكابتنُ مزهوّاً بنفسه ، و انتهتِ المسرحيّةُ عند هذا المشهدِ الطّريفِ القصير ، أبدى كلُّ وجهٍ قليلاً ممّا أخفى ، أبدى ليناً حُلواً محبوباً تجاهَ الآخر ، وجهُ جايهيون اتّسمَ بالعطفِ بغتةً؛ لقَدْ كانَ يحاولُ منذُ وقتٍ أن يعرضَ عليه ذاتَ السّؤالِ الذّي يعرضُه منذُ وقت ، أن يأتي ليسكنَ معه و مع قريبيه في الشّقّةِ الإضافيّةِ لبيتِ جدّه ، حصلَ على جميعِ الموافقاتِ اللّازمةِ حتّى الآن ، إلّا موافقةَ جونغوون ، منعته عزّةُ نفسه من أن يؤخذَ بالشّفقة ، و ليس شعوره صحيحاً

حديقةٌ و زنبق ~ يانغ جونغوونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن