الخياط 2.
الفصل الثلاثة والخمسون .
الأخير .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُشرد و ضائع ، لكن يجد مَوطنه في أرض بُنية يتوسطها بُقعة سوداء ، يزين ضفافها تفرعات من الرموش الكثيفة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بأقدام مُرتعشة ، و أنفاس لاهثة و شهقات مُتقطعة تنظر نحو جثة ذلك المُلقى على مرمى بصرها ، ضرب الأرتجاف جسدها برعب وهي تشاهده غارق في دماءه .
ولأن الباب كان موصد استطاع "يونس" الدخول متعجلاً على إيجادها ، وبالفعل ترجل نحوها يرميها بنظرات مُستاءة على حالتها تلك ، ليذهب نحو جثة "أيمن" يضع يده على رقبته عله يجد نبض ، ولكن لم يجس أي شيء كان بالفعل قد رحل ، زفر يونس بضيق وهو يتجه نحو ليلى يحثها :
_ قومي معايا .لكنها كانت مشغولة بانهيارها ، تمسك تلك السكين بهسترية يصدر شهقاتها المُتمزقة ، رمق السكين ثم امسك معصمها يهمس :
_ سبيها يا ليلى .نفت بقوة برأسها وحالتها تتبعثر وتزداد سوء وهي تبعد يدها عنه بهسترية ، حاول إحكام قبضته حتى يجعلها تترك ما بيدها إلا أنها صرخت برعب وهسترية بعبارات مُتلعثمة غير مفهمومة صرخ بها محاولاً افاقتها :
_ لــيلى ، سيبي السكينة .و لكن في تلك الأحيان كان يتجوب أن يهدئها لا التعنيف الذي جاء بنتائج عكسية جعلت حالتها تزداد بكاء وهسترية صارخة :
_ قتلته ، أنا قتلته .نجح بالفعل من إفلات تلك السكين من يدها بعد أن نال رسومها عبر جرح عميق زين كف يده ، لم يلمس السكين ، ثم وقف سريعاً يحضر شيء ما يحمل به السكين ومن ثم يضعه في كيس أسود ، كل حركاته تلك كانت على مرئها و هي مازالت تنحب بقسوة ، جذب شيء أخر يلفه حول كفه يقول لها بنبرة متحفزة :
_ يلا قومي ._ انا ، عايزة اسلم نفسي .
قالت عباراتها ولاحقته هدوء مرعب من تجاها ، ليزوي حاجبيه بحنق قبل ان يسحب يدها بحدة يجذبها نحو الخارج .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت الساعة دقت الرابعة فجراً ، وهي تقف في إنتظاره ، تتأفف بين حين والأخر بعدما تجاهل مهاتفتها لمرات كثيرة ثم أُغلق الهاتف تماماً ، بالطبع كانت مُتلهفة و تشعر بالرعب من غيابه هذا ، لقد ترك جلسة أبيها و أبيه بعدما وصلا لأتفاق مبدأي غلى خطوبتهما و حتى لم يتحدث بعدها معاها او يخبرها بأي شيء مغادراً بسرعة دون اضافة أي تفاصيل .
وحتى الأن لم يعود ولا تعرف كيف تصل إليه ، ودّت البُكاء شاعرة بالألم خوفا ان يكون أوحل نفسه في مُصيبة جديدة .
أنت تقرأ
الخياط
Actionربما. أحيانًا يكون الطريق الذي نسلكه مليئًا بالشكوك والتحديات، ولا ندري إن كان سيأخذنا إلى ما نرجو، لكن ربما الصواب ليس دائمًا فيما نعرفه، بل فيما نتعلمه ونكتشفه خلال الرحلة نفسها. بدأت 2023/5/23