الخياط الجزء الثالث .
الفصل الحادي عشر .
_ لنمحو أخطاءنا السابقة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للكرة أحكام، أحكام قاسية و عادلة في آنٍ واحد، تشبه أحكام الحياة نفسها، بل تكاد تكتسي منها رداءً لتصير جزءًا من نبض العالم.
كرة القدم ليست مجرد لعبة، هي معركة يومية تحمل في تفاصيلها كل ما يثير الإنسان؛ صراعه مع نفسه ومع الآخر، شغفه وانكساراته، هي لغة يفهمها الكل، يتقنها من يعرفها ومن لا يعرفها، لأنها تُنطق بحركة الأقدام وخفقات القلوب.
كرة القدم هي حلم الفقير الذي يركض حافيًا في الأزقة الضيقة، يتخيل أن الركلة التالية ستأخذه إلى الملاعب العظيمة، هي نبضات قلب الأم التي تتابع ابنها بحذر وهو يلاحق الكرة كأنها قدره، وهي الصرخة المختنقة في صدر الجماهير، التي تنتظر لحظة الفرح لتنفجر، هي شهقة الحزن عندما تذهب الكرة في طريقٍ آخر غير مرادها، هي الضحكة المختبئة خلف دمعة أمل جديدة تتجدد مع صفارة البداية.
الكرة تعطيك دروسًا قاسية عن الخسارة، عن الوقوع ثم النهوض، عن الطموح الذي لا يخبو رغم العثرات.
هنا البطولة في الصبر، في المحاولة بلا توقف، في تقدير الجهد حتى لو لم يؤدِ للنتيجة المرجوة.
رحلة مليئة بالتعب والألم، ولكن ما يصنع منها عشقًا لا ينطفئ هو لحظات المجد، حينما تصبح الركلة هدفًا، والهدف انتصارًا، والانتصار فرحًا لا ينسى.
قوة تحرك الصغار والكبار، تثير الدهشة في عيون طفل يراقبها لأول مرة، وتخلق ذكريات لا تُنسى في قلوب الشيوخ الذين تابعوها لعقود. ومن هنا، تنشأ تلك الصلة الغريبة بين الملاعب والقلب، بين الأمل والقدم، بين الخيبة والانتصار.
هي ليست مجرد هدف، بل هي حياة تزخر بالتحديات التي تجعل الإنسان يواصل رغم كل شيء، تصنع منه شخصية تعرف معنى الكفاح، وتعلّم القلب أن ينبض بحبٍ لا يعرف الانكسار.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هنا، داخل المستطيل الأخضر، القواعد لا تعرف الرحمة.
التركيز .
لا مجال للشرود، عيناك على كل حركة، كأنك في ساحة معركة، كل ثانية قد تكون الفارق.
التمرير ،
الثقة المطلقة التي تربطك بزملائك، تمريرتك تقرأ الملعب وتفتح الطريق.
القوة ،
صمودك، جسمك كسورٍ لا ينكسر، تدافع وتتصدى بلا تردد.
السرعة ،
خاطفة كالسهم ينطلق، تفاجئ الخصوم وتسبق تفكيرهم بخطوات.
المراوغة ،
خفة، خديعة، رقصة على إيقاع النصر، تكسر الخطوط وتزرع الفوضى بين المدافعين.
تحقيق الهدف ،
الغاية، اللحظة التي يتوقف عندها كل شيء، عندما تصيب الشباك، وتُلهب المدرجات، وتكتب اسمك على صفحات المجد.
أنت تقرأ
الخياط
Actionربما... أحيانًا يكون الطريق الذي نسلكه مليئًا بالشكوك والتحديات، ولا ندري إن كان سيأخذنا إلى ما نرجو، لكن ربما الصواب ليس دائمًا فيما نعرفه، بل فيما نتعلمه ونكتشفه خلال الرحلة نفسها. بدأت 2023/5/23 انتهت 2024/12/13
