رواية الخياط ٣.
الفصل الرابع .
_ ربما حطمها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــفي عالم تتشابك فيه خيوط القدر، لا يكون الألم مجرد شعور عابر، بل هو لغة الروح التي تكشف عن أعماق الوجدان.
حينما تسقط الأقنعة وتُعرى الحقيقة، نواجه أنفسنا بما نحن عليه حقًا، وليس بما نريد أن نظهره للآخرين.
ننحدر إلى أعماق القلوب المثقلة بالجراح، نلامس زوايا الألم الخفية، ونستشعر نداءات الاستغاثة الصامتة التي تهز كياننا.إنها رحلة إلى حيث تلتقي الضعف بالقوة، وحيث يتحدى الحب أوجاعه ليصير أكثر صلابة.
في تلك اللحظات الحاسمة، تُصقل النفوس وتُبنى من جديد، تُخلق من بين الرماد كطائر الفينيق.
هنا، لا نبحث عن نهاية مثالية، بل عن الحقيقة الكامنة في التفاصيل الصغيرة، عن الجمال الذي ينبع من الشقاء، وعن الأمل الذي يولد من رحم المعاناة.تنبثق من أعماق التجربة الإنسانية بكل تعقيداتها وتناقضاتها.
نحن نرى كيف يمكن للخيانة أن تحطم، وكيف يمكن للصداقة أن تلتئم، وكيف يمكن للحب أن ينمو في أكثر الأماكن غير المتوقعة. إن هذا ليس مجرد جزء من القصة، بل هو انعكاس لصراع دائم بين ما نريد أن نكونه وما نحن عليه بالفعل.ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حينما علم يوسف أن أخيه زكريا مفقود، أو بمعنى أصح، أنه ترك المنزل منذ الصباح في حالة من السخط والغضب، غمره القلق الشديد عليه. فزكريا لم يكن من طبيعته أن يغادر المنزل بهذه الطريقة.
كان معتادًا على الانعزال والاعتكاف عندما تشتد عليه الأمور، ولكن هذه المرة كان غيابه مختلفًا؛ هو غير موجود في أي مكان معروف، وهاتفه مغلق.بدأت الأفكار تتقافز في ذهن يوسف، يتساءل أين يمكن أن يكون زكريا قد ذهب.
انقطعت به كل الوسائل التي يمكن أن يتواصل معه من خلالها. ربما أراد أن يجده الآن لكي يعنفه على ما قصته سما لفيروز على مسامعه، ولكن يجب أن يجده أولاً وسيفعل به ما يستحقه.تأفف يوسف بضيق شديد وهو يتفحص المكان البعيد الذي توقع أن يكون زكريا فيه.
كان هذا المكان عبارة عن ساحة من النجيلة الخضراء، مجرد ملعب بدائي.كان قد أحضرهم إلى هنا في يوم من الأيام، حينما كانوا يشاركونه إحدى مُبارياته العشوائية .
هبط يوسف من السيارة بوجه محتقن، تعتلي ملامحه علامات القلق والغضب.
بدأ يترجل نحو المكان بخطوات متسارعة، عيناه تبحثان في كل زاوية عن أثر لأخيه. كانت الساحة هادئة، والهواء يلفها برائحة العشب الطازج.اقترب من منتصف الساحة، حينما لمح طيف زكريا جالسًا في زاوية بعيدة، بدا كأنه يغرق في أفكاره العميقة.
تأكد يوسف حينها أن أخاه هنا بالفعل.
أنت تقرأ
الخياط
Actionربما... أحيانًا يكون الطريق الذي نسلكه مليئًا بالشكوك والتحديات، ولا ندري إن كان سيأخذنا إلى ما نرجو، لكن ربما الصواب ليس دائمًا فيما نعرفه، بل فيما نتعلمه ونكتشفه خلال الرحلة نفسها. بدأت 2023/5/23 انتهت 2024/12/13