51_|اتخذ قراره|

10.8K 749 89
                                    

..
الخياط2.
الفصل الواحد والخمسون .
|اتخذ قراره|.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كانت مشكلتهُ أنه مندفعٌ بِما يشعُر به، ويُعطي نفسه بالكاملِ دون أن يخاف، ومتشبث جداً بمن يحبهم يتّسع لِمخاوفهم وعيوبهم، ويمنحهم الطمأنينة ويفعل آي شيءٍ مِن أجلهم دون تردد وسؤال .

"مُقتبس"

ـــــــــــــ

وفي غيابه لا جديد يُذكر على كل الجوانب ، مرّ فيما يقرب من خمسة أيام لا يعلمون عنه خبر ، قلوبهم مُضطربة للغاية ، طال اختفاؤه و طال شعورهم بالخطر والذعر عليه ، يحاول اخواته أن يتماسكوا قليلاً حتى يسيطرون على ذعر "سلوى" اللامتناهي ، يتمنون لو يجدونه مُعافى فاذا استمر هذا الحال ، لن تستمر حياتها من كثرة هلعها .

أما "مريم" فقدت جميع صبرها ، لا تفعل أي شيء سوى الاختلاء بذاتها تاركة كل شيء خلفها ، خمسة أيام امتنعت فيهم عن الذهاب لدروسها أو حتى دراسة أي شيء أحياناً تبكي و أحياناً تترجي ربها أي يعيده سالماً .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في منزل ليلى ، رمقت "أيمن" الذي دلف للمرحاض تحت أنظارها الضيقة تزفر بضيق وهي تعود النظر نحو هاتفها لتجد مكالمة هاتفية من "معتز" ، بللت شفتيها قبل أن تجيب :
_ أيوا يا معتز ، في جديد ؟

أجابها بصوت متحفز :
_ أيمن عندك صح ؟

نظرت نحو باب المرحاض ثم أجابته ب"نعم" بخفوت قبل أن يضيف
_ آه ، تعرفي تعمليلي share location " مشاركة موقع " من موبايل "أيمن" ؟

نهضت من مكانها تتجه نحو هاتفه الذي كان يُوضع أعلى الطاولة لتسحبه بخفوت وهي تراقب الباب حتى تطمئن لعدم خروجه لتزفر قائلة :
_ في password .

جاءها صوته المُستاء :
_ ليلى ، معلش حاولي تفتحيه من غير ما ياخد باله ، لو عرفتي تعملي حاجة كلميني على طول .

أغلقت معه الخط قبل أن تضع هاتفه جانباً ثم عادت لمجلسها ،تهز قدميها بارتباك تحاول التفكير في أي طريقة تسطيع بها فك شفرة الهاتف .

مرت دقائق حينما وجدته يترجل للخارج يبتسم لها بلزوجة قبل أن يهدر بنبرة ذات مغزى :
_ جهزي نفسك بقى عشان اتفقنا قرب يخلص أهو .

الخياطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن