..
"في اللحظة التي تقرر فيها أنك لا تريد شيئاً من الحياة ؛ تبدأ الحياة بتحقيق ما كنت تتمناه منها ."- محمود درويش
.. §~~~~~~~~~~~~
كان يتمدد على فراشه، يشعر بأرق بسبب تلك الافكار العاصفة برأسه حول الجميع " ناريمان، والدته، اخواته، فيروز "، فيروز
تلك الرجفة التي تستوطن جسده حين يتخيلها، و خفقات قلبه التي تلحن مقطوعة موسيقية حين يراها تكفي لجعله قلق لشأنها ، وقلق حين هددت عمته بالرحيل بها خارج. منزله.
ولكن لن يكف ضميره من التأنيب حول" ناريمان " تلك الفتاة التي خطبها لمجرد الاستقرار بعد يأسه من ان تكن فيروز له.
انتبهت جميع حواسه إلي تلك الصرخات الأتية من الخارج..
ليذهب ليتفحصها حين وجد خروج والدته أيضا ولم يكن مصدر الصوت الا " عايدة " عمته.هبط" يوسف " الدرجات سريعا يرمي ببصره أعلي عمته " عايدة " التي صاخت بملئ صوتها " بنتي مش هتتحرك من هنا يا فضل و اللى عندك انت وأبوك اعمله "
نظر فضل لها ليقول بحدة " ابويا قايلي مجيش غير وفيروز معايا "
ثم تابع بسخرية لاذعة " مش معني ان ابوها غايب اننا هنسبها من غير لا حاكم ولا كاسر "تجمع جميع من كانوا بالعمارة وخرج عامر يصعد للطابق الذي يدور به الشجار حتي يحاول التهدئة وحل الامور ودية .
نظر له يوسف يقول فى نبرة مليئة بالتحدي " وريني بقي هتاخدها ازاي يا روح امك "
تأفف" فضل" وهو يردف متجاهلا يوسف يتقدم من " عايدة " " يا مرات عمي انا حتي الان عامل حساب الدم اللى بينا ، خلي بنتك تلم حاجتها وتيجي معايا ، مش احنا اللى هنسيب لحمنا كدة "
لتقول " عايدة " بعنف وهى تدفعه للخارج " وكنت فين يا فضل انت وابوك واعمامك و ولاد عمامك من سبع سنين لما فتحي سافر وسبني انا وبنتي ، دلوقتي افتكرت انك ليك لحم وعايز تلمه "
ليقول عامر بخشونة " عيب يا فضل كدة تتهجم على بيوت الناس فى نصاص الليالي "
تدخل يوسف بحدة وهو يدفع عمته لداخل شقتها " خشي جوا يا عمتي كدة ، اتفضل من غير مطرود يالا ، واياك اشوفك هنا تاني عشان صدقني مش هرحمك "
ابتسم فضل ساخر يهمس " مش هخرج من هنا غير وبنت عمي فى إيدي "
" يبقي مش هتخرج من هنا يا وحش "
لم تأتي تلك الجملة من أي الواقفين ، بل هي جاءت من خارج الدائرة لم يكن الا " يونس "تقدم يونس منه بمنتهي البرود " ها يا وحش ، صوتك عالي لية كدة حد قالك ان هنا تقديم مواهب غنا ؟"
أنت تقرأ
الخياط
Actionربما. أحيانًا يكون الطريق الذي نسلكه مليئًا بالشكوك والتحديات، ولا ندري إن كان سيأخذنا إلى ما نرجو، لكن ربما الصواب ليس دائمًا فيما نعرفه، بل فيما نتعلمه ونكتشفه خلال الرحلة نفسها. بدأت 2023/5/23