رواية الخياط .
الفصل الحادي عشر .
..قلتُ : هل ما زلتُ موجوداً هنا ؟ أَأَنا طليقٌ أَو سجينٌ دون أن أدري ، وهذا البحرُ خلف السور بحري ؟ قال لي : أَنتَ السجينُ ، سجينُ نفسِكَ والحنينِ ، ومَنْ تراهُ الآن ليس أَنا ، أَنا شَبَحي فقلتُ مُحَدِّثاً نفسي : أَنا حيٌّ وقلتُ : إذا التقى شَبَحانِ في الصحراء ، هل يتقاسمانِ الرملَ ، أَم يتنافسان على احتكار الليل ؟
- محمود درويش
.. ~~~~~~~~~~~~
دق صوت الجرس التابع لتلك المدرسة ، يعلن انقضاء مدة الاختبار ..
اندلع الطلاب من فصولهم سريعا وجميهم يزفرون تنهيدة فرحة فأخيرا كان هذا أخر اختبار فى تلك الصف الدراسي " الثاني الثانوي " .
ابتسمت مريم براحة تقول لصديقتها " الامتحان كان مش حلو بس فرحة انه أخر امتحان تكسب "
وافقتها صديقتها " منار " مردفة " بس افتكرت ان ثانوية عامة بعد تلات شهور " .
تأففت مريم تقول بضيق " لية يا منار العكننة دي بس يا حبيبتي ، بقولك عايزة انبسط بالاجازة " .
قالت منار بضيق " مهو ده اللى شاغل تفكيري " .
رمت مريم ببصرها نحو تلك الفتاه التي جلست على احد مقاعد فناء المدرسة تبكي وحولها مجموعة من الطالبات ، لتردف مريم " هي داليا دحيحة الدفعة لسة برضو بتعيط ، مستهونة ترحم اخر امتحان ".
نظرت لها منار بخنق تقول " دي عيلة سوسة ، اللى معاها فى اللجنة يبقولولي انها أول واحدة بتخلص ، لازم تخرج تعمل الشو الحمضان ده عشان مانحسدهاش !"
اطلقت مريم زجرة ساخرة وهي تنظر نحوها لتكمل منار ساخرة " سمعت انها هتحضر دروس تالتة ثانوي مع دفعة السنة دي ، من بكرة ".
سخرت مريم " منهم لله هيعلوا التنسيق ، انا نفسي اقولهم فى البيت اني مش عايزة اتعلم اصلا ".
ضحكت منار لتقول وهي تنظر نحو مبني الاولاد ، فالمدرسة منقسمة الي جزئين ، جزء للبنات ، وأخر للاولاد " تعالي نستني " يحيي " ابن عمك ونشوفه عمل اية "
نظرت لها مريم باندهاش " نستني يحيي ، انتِ عبيطة يا منار .. عايزة تروحي تقفي عند الولاد كدة ، وبعدين واحنا مالنا بيحيي يعني ؟!"
تزمرت منار وهي تردف " اية يا مريم ، ما احنا بقالنا يومين بنروح سوا ، انا وأنتِ وهو "
لتقول مريم بجدية " أيوا عشان هو اللي بيقابلنا واحنا خلاص مروحين ، واصلا بنكون داخلين الشارع بتاعنا ، ده غير ان بيكون لوحده ، عايزة نروح نقفله عند الاولاد كدة ، انتِ الكميا لحست دماغك "
أنت تقرأ
الخياط
Actionربما. أحيانًا يكون الطريق الذي نسلكه مليئًا بالشكوك والتحديات، ولا ندري إن كان سيأخذنا إلى ما نرجو، لكن ربما الصواب ليس دائمًا فيما نعرفه، بل فيما نتعلمه ونكتشفه خلال الرحلة نفسها. بدأت 2023/5/23