3_ |تشهد حقارته|

8.8K 516 294
                                    

رواية الخياط.
الفصل الثالث .
"تشهد حقارته"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الفصل المرة دي إهداء مختلف شوية، عشان هو إهداء ليا بما أنه النهاردة يوم ميلادي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في حضن العائلة، تنصهر كل مشاعر الحب والدفء في بوتقة واحدة. هناك، حيث يتلاقى نبض القلوب وتتعانق الأرواح، تجد السكينة والطمأنينة تغمر كيانك.

في كل نظرة حنان، وفي كل لمسة حب، تشعر بتيار من الدفء يسري في عروقك، يعيد لك الإحساس بالأمان والانتماء. هنا، بين أحضان من يفهمونك دون أن تتكلم، ويشعرون بك دون أن تبوح، تجد ملاذك الحقيقي وملجأك الدائم. في هذا المكان، تنبض الحياة بمعناها الأعمق، ويزهر الحب في أروع صوره. .

بعدما كانت أسرة واحد ، تحوي أفرادها السبعة فقط أصبح لكل فرد منهم شريك ، اختاره ليتمم معه مشوار العُمر ، كل منهم أختار من يرغب في مشاركته أسرة منفردة ، أسرة تحمل الدفء والاحتواء بين طياتها .

رغم الصعوبات التي يواجهونها والتي سيواجهونها ، ستظل جذور الحب بين كل منهم ثابتة ، صلبة يمكن أن تهزها الرياح ولكن لن تقتلعها ، أو ربما !

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شعرت بالإنهاك وهي تنتهي من لف حجابها. لم تفعل شيئًا كبيرًا لتتنفس بسرعة هكذا، وكأنها تركض في طريق طويل، لكن حملها في الشهور الأخيرة أصبح صعبًا للغاية عليها. ربما هي مُدللة قليلًا، ولكن جسدها هزيل بالفعل، ومشقة حملها ثقيلة للغاية. تتمنى أن تضع ابنها بخير وينتهي هذا العناء.

تنهدت بتعب وهي تجلس على المقعد، تنظر إلى خُفها بملل.
هو أسهل شيء يمكنها ارتدائه الآن لأنه لن يحتاج لأن تهبط إلى مستوى قدمها، ولكن تمكن منها الإحباط واليأس حينما وجدت النعل يضيق كثيرًا على قدميها، وكان هذا بسبب تورمها وتجمع المياه بها.

لاحظت اقترابه صوبها وهو يرتدي ساعة يده، ليرمقها متسائلًا بنبرة تخللها القلق من جلستها عابسة هكذا:
_ مالك يا فيروزة؟

نفت بضيق تعود بظهرها للخلف تقول:
_ مفيش حاجة.

رفع حاجبيه مستنكرًا ما بها قبل أن يجثو على قدميه أمام ركبتيها يسألها بصوت حانٍ:
_ تعبانة؟ لو تعبانة مش لازم منها الخروجة دي.

تنهدت بضيق ثم بدت عابسة تخفض نظراتها نحوه:
_ لا مش تعبانة، ده أنا نفسي في الخروجة دي عشان زهقت من مود البيت.

مسد على وجنتها بلطف يمسح جبهتها ثم سألها بصوت رقيق:
_ أومال إيه اللي مضايقك يا نور عيوني؟

الخياطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن