رواية الخياط.
الفصل التاسع والعشرون .
(البعد للترميم )ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تضع الدنيا في أول مبتغاك فعليك أن تحذر من ملاذ الحياة ، تحذرَ تقلباتها مهما بلغتُ من الإيمان عتياً ! فقد تظن أن لن يُضيِّقَ اللهُ عليكَ فاينتهى بكَ المطاف من سعة الأرض إلى ضيق بطن الحوت .
أنَّ قَدَرَ اللهِ نافذٌ لا محالة ، مرةً تلو المرة يعيدوا القرعة كي يكون المُلقى في البحر غيرك ، ويأبى الله إلا أن تكون أنتَ .
احسن ظنك بالله و لا تيأس من هداية أحد ، كنتَ بينهم تدعوهم ليلاً نهاراً ، فما آمنوا ، فلما تركتهم وذهبتَ آمنوا !
واعلم أن البلاء ينزله الله بأحبابه رفعةً وتطهراً وليس انتقاماً ، فسبحان من يبتلي ليرفع ويُطهِّر حتى يلقاه عبده وما عليه من خطيئة .
الإنسان لا يستطيعُ أن يخرجَ من قفص بشريته ، رغم نبوتك إلا أنك كنتَ مثلنا جميعاً تحبُّ أن ترى أثر دعوتك ، ونتيجة عملك ، وقد آلمك أنهم لم يؤمنوا .
تتعلم أن مؤمن الأرض له في السماء شُهرة ، من قبلكَ لمّا أرادوا أن يلقوا إبراهيم عليه السلام في النار ضجتْ ملائكة السماء ، وأنتَ لما ناديتَ "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين" قالت الملائكة : يا رب صوت معروف من عبد معروف .
لا يُنجينا من الكروب إلا أن نكون مع الله "فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يُبعثون" .
و كان الله يسمع نداء سيدنا يونس في أعماق البحار ، في بطن الحوت لما لم تجرب أن تنادي و تستغيث ؟! .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تتلاحق دقائق إلى ساعات ومن ساعات إلى أيام و البعض يتناسى همه انما البعض الأخر لم يتناسى ولم يتعافى بعد .
كيف ستتعافى رضوى بعد فقد ابنتها الغالية و كانت هي أحد أهم اسباب موتها .
أصعب من الفراق إن كانت لك يد فيه .
ولكن كما هناك الجزء البشع من الحياة فهناك بعد الالوان المُبهجة عند ' أميرة ' بالرغم من سوء الاوضاع إلا إن 'بشار ' جعلها تمر بسلام .
ويا ' فيروز ' ليتكِ رأيتِ ما يخبئه يوسف من الحب المتيم لكِ ، لو رأيتِ مكانتك بقلبه كانت الاحداث ستتغير ، و لكن دائما تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن يا ' يوسف ' وعلى كل سفينة تتخطي امواجها حتى تخرج من اختبارها بأقل الخسائر .
عيناك نافذتان على أمل حتى لو مُحطم يا ' زكريا ' ، ستخطو خطواتك الافضل في مكانك الأفضل و حينها ستجد أيضاً من ستشاركك "سماء " أحلامك .
أنت تقرأ
الخياط
Actionربما... أحيانًا يكون الطريق الذي نسلكه مليئًا بالشكوك والتحديات، ولا ندري إن كان سيأخذنا إلى ما نرجو، لكن ربما الصواب ليس دائمًا فيما نعرفه، بل فيما نتعلمه ونكتشفه خلال الرحلة نفسها. بدأت 2023/5/23 انتهت 2024/12/13