الفصل الثالث (شجرة عائلية)

21.2K 1K 160
                                    


.. ــــــــــــــــــــــــــــ

تزين الهواء بنسمات باردة يحاور اصوات زقزقة العصافير ... فى تلك اللى الصباح البارد نسبيا..

كانت الساعة تشير الى العاشرة صباحا، وهو قد صف سيارته امام احد البنايات فى القاهرة.

امسك الهاتف وهو يردف فى رسالة صوتية.. " انزلى يا ليلى انا تحت.. "

ارسل المقطع الصوتي وانتظر صامتا فى السيارة.. تارة ينظر على مدخل البناية واخرى ينظر فى الهاتف.

ظل هكذا لدقائق، حتى وجدها تهبط الدرج..
ازال نظارته الشمسية وهو ينظر لها بعيون حادة..

فتحت الباب الأمامي من السيارة بضيق وهى تستقله.. تقول " اية يا يونس عايز اية؟! "

اعطاها نظرة ضيقة وهو يضيف " انتِ قاعدة هنا وسايبة بيت ابوكِ لية؟ "
زفرت بعنف لتقول " قول بقى انه اللى بعتك.. "

جاء بكلماته جامدا " محدش باعتنى يا ليلى، ومن امتى بنات العيلة يباتوا فى شقة لوحدهم.. هو انا مش كذا مرة منبه انك ما تجيش الشقة دى لوحدك ابدا.. "

ابتلعت لعابها بخنق لتقول " مخنوقة شوية وكنت جاية عشان اهدى، فى مشكله؟! "

تسأل فى اصرار " سايبة البيت لجابر لية يا ليلى "

ازاحت رأسها نحو نافذة السيارة بضيق.. لم تجيب وهو مازال الاجابة على وضعه،.. لتلتفت له بهدوء " جايبلى عريس ومصمم انى اوافق عشان ابو العريس هينجحه فى انتخابات مجلس الشعب الجاية.. رشوة يا يونس يعنى، او سلعة حاجه مكان حاجة.. فاسيبت البيت وجيت هنا.. "

عقد انفه ساخرا وهو يعلق " هقول اية يعنى ابوكِ هيفضل طول عمره و**"

نهرته بسخط " اتلم يا يونس.. مهما كان ده بابا.. "

زادت ملامحه سخرية لها وهو يقلد نبرتها ساخرا " بابا!!!، ماشي يا اختى "

انهى عباراته وهو يفعل محركات السيارة ينطلق لتقول " هنروح فين..، انا مش عايزة اروح دلوقتي "

اجاب " لا مش هروحك لازم اربى ابوكِ الاول "

لكزته بذراعه " يا بنى اتلم.. اية انت لسانك ده عايز يتبتر! "

ضحك مشاكسا ليقول " اية ابنك دى، ابنك أزاي يعنى.. "

تسألت مرة اخرى " احنا رايحين فين "

اجاب متهكما " مش هخطفك يا ليلى مش هخطفك، هوديكِ عند أمي "

لتقول " محدش يقدر يخطفني اصلا "

صمتت لوهلة ثم تحدثت مرة اخرى " بس لو الخطف هيبقى زي مافيا الروايات انا معنديش مانع.. "

الخياطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن