..
الخياط 2 .
الفصل الخامس والأربعون .
|يضيق صدره |
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ"الحياة تعلمك الحب ، التجارب تعلمك من تحب ، المواقف تعلمك من يحبك."
- محمود درويشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ترجل يوسف إلى الغرفة التي يجلس بها شقيقه في تلك المشفى ، طالعه يدقق النظر به ، كان يتسطح الفراش يستند برأسه على مقدمة الفراش ، مغمض العينين .
ولكنه حينما شعر به فتح عينيه سريعاً ، ثم رفع كفه يفرك عينيه ، تنهد يوسف وهو يجلس قِباله :
_ حاجاتك اللي كانت في العربية .تفحصها بعينه ثم زفر وهو يمد يده ليأخذ الهاتف ولكن ابعد يوسف يده سريعاً يسأله :
_ اية اللي عمل فيك كدة .اجاب ببساطة :
_ طلع عليا شوية بلطجية وكانوا عايزين يسرقوني ، بس الحمدلله ربنا ستر .هز الآخر رأسه :
_ الحمدلله ، بس الكلام ده تحوّر بيه على أي حد يا يونس ، مش عليا أنا .انهى عبارته بنظرة ضيقة ، فرمقه بهدوء ثم تأفف :
_ يوسف ، متصدعنيش بالله عليك ، أنا دماغي بتلف ، هبقى احكيلك .زمجر يوسف بحدة :
_ ماتبطل بقى طريقتك دي يابني ، ما ترسيني وعرفني في اية ؟طالعه الآخر بملل قبل أن يضيف :
_ طيب يا يوسف ، الزفت اللي اسمه الحناوي هو اللي عمل فيا كدة ، رسيت ؟_ تاني ؟ ، مش كنت بعدت عنه اية اللي رجعك .
طالعه ببراءة :
_ معملتش له اي حاجة ، هو اللي عمل كدة لوحده .عقد يوسف أنفه يتعحب من قناع البراءة الذي يرتديه بكل براعة حتى يخرج من كل كوارثه بكل براعة أيضاً ، ليسخر :
_ يابني ده انا توأمك يعني محدش هيهرشك قدي ، ما تصيعش عليا .ضحك بوهن وهو يطالعه ليهز يوسف رأسه بيأس منه في حين باغته يتسائل :
_بما انك عارف اننا بنفهم بعض من نظرة ، في إيه ؟رمقه يوسف بعدم استيعاب يستفسر :
_ في إية ؟ مش فاهم ._ مالك ياض ، مش مظبط خالص .
تنهد يوسف يقول بهدوء :
_ لا شوية مشاكل في الشغل بس ، مفيش حاجة .تدافعت روهان تدخل الغرفة تهمس بأسمه مصحوب بتنهيدة مطمئنة أخيراً ، و خلفها تقدم "حسن" الذي لم ينطق بحرف يقف في نهاية الغرفة بثبات تام ، يرمقه بضيق شديد غضبا من أفعاله تلك ، فهو يدري أن ابنه جاء فقط للمصائب .
أنت تقرأ
الخياط
Actionربما... أحيانًا يكون الطريق الذي نسلكه مليئًا بالشكوك والتحديات، ولا ندري إن كان سيأخذنا إلى ما نرجو، لكن ربما الصواب ليس دائمًا فيما نعرفه، بل فيما نتعلمه ونكتشفه خلال الرحلة نفسها. بدأت 2023/5/23 انتهت 2024/12/13