الخياط2.
الفصل الثاني والخمسون .
|صغيرة على الحُب |
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ"قد عبرت الأفق لأجدكِ !! أعرفكِ .. لقد ســـرقوا القلب من جوفك .
هذا ما بدلكِ ، تعرفين نفسك عودي هيا الآن اظهري حقيقتك الواهية "ترغب بالأنهيار كثيراً حتى ولو كان إفصاح سرها هو الرسوم لتلك الأنهيار ولكن على الأقل ستهدأ نوبات هلعها القاسية حينما تسترسل حديثها الذي حبسته لأعوام داخل جوفها .
رمقت "بدر" الذي تقدم نحوها يبتسم بإشراقة مُشعة يمزح عابثاً :
_ بعد ما كنا بنشرب فودكا وبتاع بقينا بنشرب سينا كولا !استنكرت وهي ترفع ساقيها تربعهما مُضيفة :
_ مالها سينا كولا ، على الأقل مش حرام ، و مش مُضرةرمقها ببرأة :
_ أنا معنديش اعتراض والله .تنفست بخفوت قبل أن تسأله :
_ صاحبك عامل إيه ؟كانت تقصد بحديثها "يونس" ارتشف القليل من مشروبه قبل أن يجيبها بنبرة هادئة :
_ تمام ، خرج من المستشفى خلاص .لم تعلق قبل أن تجده يكمل بصوت خالٍ من الانزعاج :
_ الدنيا فضيت و بقت زي الفل ، و عزت الحناوي اتحبس و كل حاجة هتبقى تمام ان شاءلله .قال أخر عباراته بنبرة صادقة وهو يرمقها بابتسامة بسيطة يحاول بعث الأطمئنان بها لتقول متنهدة بآسى :
_ عزت الحناوي اتحبس بس لسة الماضي بيجري ورايا يا بدر .ترك ما بيده يعتدل قِبالها يرمقها باهتمام شديد يقول :
_ الماضي بتاعي برضو وحش بس أنا رميته و بدأت من جديد عشان عندي حد عايز اعيشه حاضر ومستقبل حلو !ترقرقت الدموع بعيونها وهي تهدر :
_ بس أنا غيرك ، أنا أتاذيت أوي يا بدر .رمق ارتجافها بنظرة مُتألمة حينما ابتلعت ريقها ثم زفرت الهواء التي حبسته داخل رائتيها لتضيف مُقررة :
_ أنا خلاص مش هخبي تاني كفاية كدة ، وحتى لو اللي هقوله ده ممكن ميخليناش نكمل سوا بس الدكتورة قالت اني لو اتكلمت هرتاح .بالفعل انتفض وهو يضع كل حواسه معها حتى يسمع ما ستقوله بآذان صاغية لا اسمع أي شيء سوى نبرتها المهزوزة التي خرجت للتو :
_ أنا كنت عايشة مع بابا ، بعد ما امي ما ماتت مكنش ليا غيره دايماً كان بيشجعني في كل حاجة ، مذاكرة و هوايات و حفظ قرأن ، كل حاجة يا بدر ، من وانا 8 سنين لغاية 12 و انا بحفظ القرأن و تميت الحفظ و دخلت في مسابقة خدت مركز واتكرمت كمان ، كانت كل حاجة كويسة ، لغاية ما سبني لوحدي ومشي ، مات وانا 16 سنة سبني بعد ما كان فهمني ان " الدنيا جميلة زيك يا جميلة " .
أنت تقرأ
الخياط
Actionربما... أحيانًا يكون الطريق الذي نسلكه مليئًا بالشكوك والتحديات، ولا ندري إن كان سيأخذنا إلى ما نرجو، لكن ربما الصواب ليس دائمًا فيما نعرفه، بل فيما نتعلمه ونكتشفه خلال الرحلة نفسها. بدأت 2023/5/23 انتهت 2024/12/13