رواية الخياط .
الفصل السابع عشر .
"كا خطيبها "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"جسد يفارق روحه بمغرب السبت
وتعود له عصر الخميس الرحابة"..
أطلق تنهيدة طويلة ، يقف واضعا يده اليمني فى جيب بنطاله ، ينظر حوله بهدوء في ذلك المنزل ، منتظرا مجيئها بعد ان استأذن عمها ان يصعد لمنادتها ، يفكر ماذا سيقول وبما سيبدأ و كيف سيكون رد فعلها ، هل من الممكن ان ترفض وإذا اتخذت ذلك القرار سيخسرها من كل الجهات ، شعر بدقات قلبه تعزف الطبول حين هبطت الي الاسفل يتأملها من شعرها المرفوع لأعلي تخفض بعض القصاصات الامامية على جبهتها ، لم تظهر مبتسمة كعادتها لاحظ سيطرة الارتباك و التوتر على ملامحها ، ملئته الرغبة فى انهاء كل شي يصيبها بالقلق ، يريدها مطمئنة ، يرغب فى رؤية ابتسامتها وفقط .تنفست بخفوت تتقدم نحوها ترسم بسمة ضئيلة على شفتيها تقول " ازيك يا يوسف ".
بادلها بابتسامة أكبر ، وهو يكاد يجزم ان قلبه يهلل من فرحته حين سمع أسمه منها ، ليردف " بخير يا فيروز ، طمنيني عليكِ " .
ابتلعت لعابها بتوتر ، لا تشعر كيف ستتحدث معه ، فى السابق كانت ترمي له ما يقابلها على لسانها تعامله معاملة اخوية ولكن الان اختلفت الامور تماما ، لتقول بهدوء " اكيد مش كويسة ، عايزة ارجع لماما " .
رمش بأهدابه يبعث لها الطمأنينة فى نظرة يقول " ان شاءلله هترجعي متقلقيش استحملي الفترة دي وهترجعي "
هزت رأسها و صمتت و وهو ايضا صمت ، نظرا لبعضهما لا يدريان بما يبدأوا الحديث ،ليحمحم يوسف " انا جاي عشان اسمع اللى انتِ حابة تتكلمي معايا فيه " .
زاغت ببصرها قليلا قبل ان تقول " هو انت عملت كدة عشان اية ؟"
نظر لها بهدوء وكأنه ينتظر هذا السؤال ، هو حفظ ما يريد قوله اجابة عليه ، ولكن الان مُحي كل شئ من رأسه ليقول " اكيد عشان عايز اتجوزك " .
نظرت له بانزعاج " يوسف ،انت عملت كدة عشان ترجعني لماما ؟"
ليقول مدافعا عن حاله " أكيد لا يعني ، واية لازمتها اللفة دي ، فيروز انا فعلا عايزك معايا ، كلام ده مش من يوم وليلة ".
نظرت له بحيرة " من أمتي الكلام ده ؟" .
ليقول بنبرة خافتة " من زمان اوي يا فيروز ، من زمان اوي ، ولما حاولت اتقرب منك انتِ فكرتيني اخوكِ بجد " .لتقول بتيه " انت كنت خاطب يا يوسف ، وانا كنت بحب اخو .."
بترتب عبارتها سريعا ليقول " انا خطبت عشان اتخطاكِ ، بس معرفتش '
أنت تقرأ
الخياط
Actionربما... أحيانًا يكون الطريق الذي نسلكه مليئًا بالشكوك والتحديات، ولا ندري إن كان سيأخذنا إلى ما نرجو، لكن ربما الصواب ليس دائمًا فيما نعرفه، بل فيما نتعلمه ونكتشفه خلال الرحلة نفسها. بدأت 2023/5/23 انتهت 2024/12/13