1_ |العيد والعيدية |

13K 714 165
                                    


الفصل الأول .
الخياط "الجزء الثالث" .
_
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عقب انتهاء صلاة الفجر ، بدأت نسمات الفرحة تملئ الهواء ، و أصوات التكبير تنطلق بشكل جعل الأجواء تشع بهجة و سعادة ، أجواء تنشرح لها الصدور .

رغم أن الطقس حار إلا أن تلك الفترة كان طقسها لطيف على كل الأنحاء .

أسندت يدها إلى خصرها كحركة تدعم سيرها بسبب صعوبة حركتها فهي الأن في شهورها الأخيرة من الحمل ، و باليد الأخرى تحمل هذا الجلباب الأبيض حتى تضعه داخل أحد معلقات الملابس .

شعرت بطيفه حولها قبل أن تشعر بيده أيضاً التى احتضنتها بلمسات حانية لتبتسم "فيروز" بخفة حينما همس لها :
_ كل سنة وانتِ معايا يا فيروزة .

أطبقت يدها على كفه ثم أضافت بنبرة هادئة :
_ كل سنة واحنا مع بعض يا يوسف .

ثم تحسست بطنها المُنتفخة تضيف :
_ العيد الجاي ان شاءلله يبقى معانا "يامن" .

لثم وجنتها بحب ثم قال :
_ يارب بقى ، حاسس ان رحلة وصوله طولت .

التفت إليه تقول بنبرة ضيقة :
_ أنت تعبت من الانتظار ، أنا تعبت من الحمل بقى ، يارب اولد بقى أنا حاسة اني بقيت قد الفيل .

ضحك وهو يبتعد عنها قليلاً ثم أضاف مستنكراً :
_ فيل إيه بس أنا أول مرة اشوف واحدة حامل بتخس ، مفيش غير بطنك يس .

توجهت نحو الفراش متذمرة :
_ عشان مش بتجيبلي الوحم اللي انا بعوزه

رفع حاجبيه يقول بعدم تصديق بعد أن أشار على ذاته :
_ أنا ؟

رمقته ثم قالت بنبرة ظهر بها الغيظ :
_ اه أنت ، كام مرة اقولك إني عايزة رنجة يا يوسف و أنت بتقول لا .

لوى فمه ساخرًا :
_ أنا قايل انها مش هتخش البيت ، وبعدين ده مش وحم ، أمي قالتلي ان الوحم في الشهور الأولى بس .

رمقته بغيظ قبل أن تمتم :
_ هو إيه اللي أمي قالتلي ، أنا بقولك بتوحم يبقى تصدقني على طول يا يوسف .

اهدل كتفيه بيأس من محاولة اقناعها من عدم تناول تلك الأكلة ثم أضاف وهو يسحب المنشفة يحدد وجهته نحو المرحاض حتى يتوضأ :
_ عايزاني أكل ابني سمك منتن ؟ ليه يا بنتي كدة !

رمقت أثره متأففة ثم امسكت هاتفها قبل أن ترمي على مسامعه عبارتها الساخطة :
_ ماشي يا يوسف ، لما ابنك يطلعله سمك في وشه مبقاش اشوفك بتتكلم نص كلمة .

عبثت بالهاتف تحدد جهات الاتصال وجهتها حتى تهاتف "سما" لتتأكد من استيقاظها ولكن باءت محاولتها الأولى بالفشل و الثانية أيضًا ، تنتهي بالمكالمة بلا رد لتزم شقتيها بتوعيد :
_ يا مهزقة يا سما ، فضلت سهرانة طول الليل نامت قبل الصلاة على طول .

الخياطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن