13_|لا تفعل ، أخي|

2.6K 304 86
                                    

رواية الخياط الجزء الثالث .
الفصل الثالث عشر .
_ لا تفعل ، أخي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"حين تتساقط الكلمات كخناجر على أذنيك، تُدرك أن الحياة قد تكون قاسية بطريقة لم تتخيلها يومًا هناك لحظات لا تمنحك فيها الخيارات رفاهية التردد، بل تُلقي بك في قلب عاصفة لا تعرف نهايتها.

كيف يتحول الأمان إلى غربة؟ وكيف يصبح القريب رهينةً للبعيد؟

في داخلي حرب ، بين صوت يصرخ: "قاوم!" وآخر يهمس: "استسلم قبل أن تخسر أكثر." لكن كيف أستسلم ودمه يجري في عروقي؟ وكيف أقاوم وأياديهم تطوقه كقفص؟

هذا الليل ثقيل، يضغط على صدري كأنه يحمل كل الأحمال التي هربت منها طوال حياتي لكن الأثقل هو هذا السؤال: ، ماذا تبقى لي إن لم أفعل؟

أخافُ الفقدَ حين يكونُ وجهكَ في الخطر،
وحين تلوّحُ الحياةُ بأيدٍ لا ترحم،
أخافُ عليك كما يخافُ الغصنُ سقوطَ الورقة،
وكما يرتجفُ القلبُ من صوتِ الرحيل.

أنتَ لستَ أخي فقط،
أنتَ مرآةُ وجهي في الأوقاتِ العصيبة،
أنتَ كتفي حين تُثقلني الهموم،
وصوتي حين يعجزُ الكلام.

يا أخي،
الحياةُ مليئةٌ بالخذلان،
لكنّ وجودكَ كان دائمًا حصني،
فكيف أواجهُ الدنيا،
وأنتَ لستَ بجانبي لتشدَّ أزري؟

أخافُ الفقد،
لأن فقدكَ ليس كأي غياب،
فقدكَ هو انهيارُ عالمي،
هو النهايةُ التي أخشى أن تأتيني يومًا.

هي النهاية التي يخشاها !
ضياع ..
يقود السيارة في صمت مطبق، يده على المقود لا تشعر بحركتها، وعينيه ضائعتين بين الطريق الذي يمتد أمامه والظلال التي تلتف حول عقله.

عينيه محملتين بالتعب، يحاول أن يركز في الطريق أمامه بينما الصداع ينهش رأسه كما لو أنه يشتعل من الداخل.
  يشعر وكأن هناك كرة ثقيلة تضغط على جبهته، تتنقل بين عينيه، وكأن كل نبضة في رأسه تُحدث زلزالًا صغيرًا.

تلك كانت الليلة الثانية وهو يحاول جاهداً أن يجد حلاً ، ويخرج أخيه من تلك الورطة ..
ربما عناده قاده إلى هنا أنه رفض أي مساومات و قرر أنه سيفعل هذا بمفرده .

رفع الهاتف يجيب على حهة الاتصال التي كانت تحمل اسم «بدر» ، فتح المهاتفه وأنتظره يتحدث :
_  يونس بعتلك عنوان كدة ، تقريباً ده المكان الوحيد اللي متوقعه فيه ، اجي معاك .

_ لا أنا رايح لوحدي .

قالها حاسماً قبل أن يضيف الأخر :
_  مفيش لوحدك  أنا هروح على هناك ، مذ هدخل من غيرك .

اغلق الخط ولازال عقله يجوب ،  كيف حال شقيقه الان ، كيف سيجده ؟
ربما يتوقع لأجله الأسوء  ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

على ذكر سيرة شقيقه «يحيى» والذي كان فاق من اغماءه ، لا يتذكر كيف جاء لهذا المكان ، وما يحدث ، ومن هؤلاء  .

الخياطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن