5_ |اشتاقت له الملاعب|

8.4K 482 267
                                    

رواية الخياط ٣.
الفصل الخامس .
_اشتاقت له الملاعب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هناك شعور ثقيل يتربص في أعماق النفس، كظل خفي يتسلل مع كل قرار وكل خطوة جديدة.
هو ذلك الإحساس بأن كل طريق مجهول يحمل في طياته احتمال الوقوع في الهاوية. تتكاثر في العقل صور الفشل، كأنها أطياف لا تفارقك، تهمس في أذنك: "ماذا لو تعثرت؟ ماذا لو لم تكن كفؤًا؟"

كلما حاولت التقدم، تجد نفسك مشدودًا إلى الخلف بسلاسل غير مرئية، وكلما اقتربت من هدفك، تعود تلك الأفكار المظلمة لتغرقك في بحر من الشك.
العالم من حولك يبدو كميدان ملغم، تنتظر فيه الأخطاء لتلتهم أحلامك وطموحاتك.

هذا الشعور يحول كل مهمة إلى جبل شاهق، وكل قرار إلى مغامرة محفوفة بالمخاطر. تتردد بين الاستمرار والتراجع، تتساءل إن كانت خطوتك القادمة هي نحو الضوء أم نحو الظلال.
لكن، ربما يكمن السر في التحرر من هذه القيود التي نصنعها بأنفسنا، في الإيمان بأن الفشل ليس النهاية بل بداية جديدة.

في النهاية، قد تكون الحرية الحقيقية هي أن تتجرأ على المواجهة، أن تتحدى تلك الظلال، وأن تنطلق بثقة نحو المجهول، لأن الحياة لا تبدأ حقًا إلا عندما تتحرر من تلك الأوهام التي تحاول أن تحبس روحك في قفص الخوف.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان يعيش في دوامة من الأفكار المتشابكة، كل واحدة منها تقود إلى أخرى أكثر تعقيدًا.
عندما علم بحمل زوجته، شعر بأن العالم حوله بدأ يدور بسرعة أكبر، وكأن الأرض تهتز تحت قدميه. التشتت كان رفيقه الدائم، يجعل من الصعب عليه التركيز على أي شيء .

الخوف تملك قلبه، ليس فقط من المسؤولية التي تنتظره، ولكن أيضًا من فكرة أنه قد لا يكون قادرًا على تلبية توقعات الجميع.
كلما حاول إقناع نفسه بأنه قادر على مواجهة التحديات، كانت شكوكه تتسلل إلى عقله كالدخان، تغمره وتجعله يشعر بالضياع.

يشعر بأنه يسير على حبل مشدود فوق وادٍ عميق، وأن أي خطوة خاطئة قد تودي به إلى هاوية لا قرار لها.
يحلم بالهروب من هذا الضغط، ولكن كلما حاول الابتعاد، كان يجد نفسه محاصرًا بمسؤولية أكبر.
في أعماقه، يريد أن يكون الأب المثالي، الزوج الداعم، ولكنه كان يخشى أن يكون غير كفؤ لهذا الدور، وأن يخيب آمال زوجته وجنينه الذي ينتظر قدومه.

ولكن لم يفهمه أحد ،كل ما فهموه هو أنه يرغب في قتل ابنه ، وها هم اجتمعوا جميعهم ضده يسفرون على أنه طرف خاطئ فقط.

عندما دخل «زكريا» ووالده «حسن» إلى غرفة المعيشة، كان التوتر يملأ الأجواء.
نظرت «سلوى» إليهما بعينين مشتعلة بالغضب، تحاول السيطرة على مشاعرها ، أبعدت «سما» الباكية عن أحضانها ، التي اخفضت عيونها لا تود مطالعته من الأساس

الخياطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن