7_|حين تنقلب الفوضى إلى مصير|

6.2K 469 99
                                    

الخياط الجزء الثالث .
الفصل السابع .
_ حين تنقلب الفوضى إلى مصير
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفصل إهداء لـلجميلات / منى صبحي _ شهد محمد
احتفالاً بيوم ميلادهن .
وإلى عزيزتي / مريم حمدي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

داخله ، كان يعصف صراع خفي أشبه بعاصفة عاتية لا تهدأ.
بين ركام الماضي الذي يطارده بلا هوادة، وحلم المستقبل الذي يحاول التمسك به، كان يقف على شفا هاوية لا يرى لها نهاية.
ظن يومًا أنه قد أغلق أبواب الماضي خلفه، لكن الحاضر كشف له أن تلك الأبواب لم تكن سوى ممرات لا مهرب منها.

روحه متأرجحة بين عالمين؛ عالم مضيء بالهدوء الذي يتوق إليه، وعالم آخر مظلم يتربص به في كل خطوة.
في داخله، كانت الأفكار تتصارع بشراسة: صوت العقل يدعوه للثبات والمضي قدمًا في طريق الإصلاح، وصوت أعمق وأشد مكراً يحاول إقناعه بأن الماضي لا ينسى ولا يُغتفر، وأنه مهما سعى للهروب، سيظل محاصرًا بأخطائه كظل لا يفارقه.

كان يشعر بأن كل قرار يتخذه الآن هو أشبه بمواجهة مريرة مع ذاته القديمة، تلك النسخة من يونس التي كانت تتقن فنون الخداع والسيطرة، وتخرج منتصرة من معارك الحياة مهما اشتدت.
لكن اليوم، كان الإدراك ثقيلًا؛ لم يعد الأمر كما كان. شيء ما تغيّر.
ربما هو ثقل الندم، أو ربما هو الخوف من أن تلك المرة لن تكون كسابقاتها، وأن العودة إلى تلك الحياة قد تكون بمثابة سقوطٍ لا نهوض بعده.

بينما كان يجلس وحيدًا، يراقب الحياة تمضي من حوله، شعر بأن السلام الذي يطمح إليه لم يكن سوى سراب بعيد.
كانت كلما اقترب منه، تباعد أكثر، وكأن قدره هو المراوغة بين الهدوء والضياع.
ورغم كل ذلك، كان هناك في أعماقه بريق من الأمل، خافت لكنه موجود، يُنذره بأن هذه الحرب الداخلية لم تنتهِ بعد، وأنه ما زال هناك بصيص من الخلاص.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بينما كان «يحيى» يقف مستنداً على الجدار، عيناه تتنقلان بلا تركيز بين أصدقائه الذين كانوا يتحدثون بحماس، لكنه لم يكن يستمع لهم حقاً.
مرت بجواره فتاة على دراجة بخارية، جاذبةً كل انتباهه.
لم تكن مجرد وسيلة نقل؛ بل كانت قطعة فنية بحد ذاتها.
تصميمها عصري وأنيق، بهيكل معدني لامع يعكس ضوء الشمس، منحنيات انسيابية توحي بالقوة والسرعة.
لونها، خليط من الأسود اللامع والأحمر الناري .

لم يكن ذلك المشهد عادياً، فالنظرة الأولى إلى الدراجة، ثم إلى من يستقلها ، كانت كافية لتثبيت اهتمامه.
نزلت الفتاة عن الدراجة بخطوات واثقة، وكأنها متآلفة مع تلك الآلة .

ترتدي سترة جلدية أنيقة باللون الأسود، مشدودة على جسدها .
أسفل السترة، تي شيرت أبيض بسيط ، فيما كان بنطال الجينز الضيق .

الخياطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن