5.1K 241 109
                                    


" أنتَ تعلم.. أنا- " عجِزَ عن الحديث، كما لو أنّ لِسانه عُقِد، كما لو كان يبتلِعُ جمرةً مُلتهِبة؛ إبتلع لُعابه بِصعوبة، يزفِرُ جميع الأوكسجين خارِجاً، تبسّمتُ في وجهه بِهدوء ليفقُد أنفاسه و عقله معاً، سحبتُه لِلجلوس بِجانبي، مُحتضِناً جانِب خِصره بيدي و أشعر بِنبضات قلبه السريعة، وكأنّ قلبه يُحاوِل الخروج مِن قفصه الصدريّ.

قهقهت بِخفّة و ربتُّ على رأسه مُبعثِراً شعره البُنّي، جسده يكاد يذوب مِن السخونة " مالذي تُحاوِل أن تُخبِرني بِه، صغيري؟ " تحدّثت أخيراً لِتزداد ضربات قلبه سُرعةً " أنا.. " بقيتُ صامِتاً لعلّهُ يُحاوِل ترتيب حديثه - و الذي بقيتُ أنتظِرُه مِنه لِمُدِّةٍ طويلة - إلّا أنّهُ إبتسم بِحرج " لا شيء مُهِمّ، أنا فقط فتىً سخيف أملِكُ حياةً بائِسة. " أظُنّه يستطيع القول أنّي تحوّلت مِن الرجِل اللطيف الحنون إلى ذو الشخصيّة الحادّة الطِّباع و المُخيفه.

فَـقد تجهّمت ملامِحي فوراً و هو لم يُحاوِل حتّى أن يتحرّك مِن مكانه لِخوفه الشديد، و عيناه لم تُغادِر عينيّ الغاضِبة، حاولت عدم إفزاعه بِأيّ حركة، لكِنّ جسده إقشعرّ فور إقترابي مِنه " أنتَ أبعد ماتكون عن السُخف، أنتَ لطيف، فاتِن و نقيّ ، كما لو أنّك ملاك. " يدي إرتفعت لِتجذُب وجهه أقرب إليّ، إنحنيتُ لِطبع قُبلةً على جانِب شفتيه الطريّة المُحمرّة.

ذلِك الشعور الذي لم أظُن يوماً بِأنّي قد أشعُر بِه؛ الذي يجعل جسدي يُدغدِغني لِمُجرّد تلامس بشرتينا معاً - الذي ظننتُ بِأنّهُ مُجرّد هُراء - إبتعدتُ عنه مُحاوِلاً عدم فِقدان صوابي، ظننتُ بِأنّني أفعل ذلِك فقط لِأجله، لِأنّي أُحِبُّ كيف يتوتّر و يُصبِح مُحرجاً بِسببي، لكِنّني أيضاً أفعل ذلِك لِأجلي، لِقلبي الضعيف، لِأنّي أحتاجُه، و لِأنّي أُدرِك كم أنا أحترِق فقط لِلنظر إليه، فَـكيف لِتلامس شفتينا معاً؟

عينيه أُغلِقت بِسعادة و إبتسامةٌ إعتلت شفتيه، أستطيع القول بِأنّني سعيد لِتأثيري الشديد بِه " و حياتُك؛ ليست بائِسة على الإطلاق، فقط أخبِرني مالذي كُنت تُحاوِل قوله؟ " أنا تحدّثت، مُلصِقاً جسدي بِه ، لا أهتمّ كم أبدوا يائِساً لِصُنع إحتكاك بيننا، أو لِسماع تِلك الكلِمة تخرُج مِن بين شفتيه ، فَـمِن الواضِح بِأنّني لستُ الوحيد الذي يُعاني مِن هذهِ العِلاقة هُنا، و هذهِ الأفكار.

لِسانه إتخذ طريقُه لِيُبلِّل شفتيه أكثر، ينظُر إليّ عاضّاً شفتهُ السُّفليّة، أكادُ أنتشي بِسببِه " الأمر هو- أنا واقِعٌ في الحُبّ مع.. " أغلقتُ عينيّ مُعيداً رأسي إلى الخلف، نبرةُ صوتُه هي كُلِّ شيء " معك. " أكمل أخيراً لِيخرُج أنينٌ خافِت مِنّي، و حين فتحتُ عينيّ لِلنظر إليه، كان مُتورِّداً بِخجل.

يدي التي حول خِصرُه شدّتهُ نحوي أكثر، الحرارة تكاد تجعله يذوب " كم مِن الوقت إتخذت لِقولها أخيراً؟ " خرج صوتي بِبِحّةٍ شديده جعلتهُ يلهث " أسابيع.. " لم أكُن مُندهِشاً، كان دوماً يتردّدُ كثيراً " أتعلم كم مِن الوقت بقيتُ أنتظِرُ سماعها مِنك؟ " كانت عيناه مفتوحةٍ على وِسعها، مُحدِّقاً بِي ليجعلني أُغرَمُ بِه أكثر حتّى.

هو سبق و أن أخبرني بِأنّهُ يراني رجُلاً مِثاليّاً، و هذا ما كُنت أُحاوِل أن أكون طيلة الوقت؛ فقط لِأجلِه " أتعلم كم أنا مُتيّمٌ بِك؟ أتعلم كيف أفقُد عقلي بِسبب تخيُّلاتي لَك تقولها لي؟ تعلم كم عدد تِلك الليالي الّتي تخيّلتُك بين أحضاني، كم تخيّلتُ نفسي أُداعِبُك و أسمعُك تأنُّ بِإسمي؟ " لم أكُن يوماً بِهذهِ الصراحة، إنّهُ فقط هو من يجعلني أكون صريحاً لهذهِ الدرجة المُرعِبة.

عيناي بقيت تُراقِبُه، يُحاوِل إدراك ما تفوّهتُ بِه لِلتّو، هو ضمّ فخِذاه معاً، يجعلهُما يحتكّان كما أحاط نفسه بِذراعيه الصغيرة " أنتَ.. كيف لك أن تكون سببًا لِبدء صِراعاتٍ بِداخلي؟ كيف لي أن أتحمّل؟ " رفعتُه سريعاً، أسحبُه لِحُضني ليجلُس فوقي مُفرِّقاً كِلتا ساقيه حولي، يداه أحاطت عُنقي سريعاً بِخوف.

لو كانت ليلةً أُخرى، بِنفس وضعيّتُنا هذهِ.

مِن دون أيّ إستئذان أدخلت يديّ أسفلُ كنزته، مُتلمِّساً إيّاهُ و أشدُّه نحوي أكثر، رفعتٰ وجهي له حيثُ أصبح رأسُه في الأعلى، يدي اليُمنى أحاطت عُنقه عابِثةً بِأطراف شعره، أسحبهُ نحوي لِطبع القُبل؛ الكثيرُ مِنها، إن لم أكتفي مِنه اليوم، غداً، أو بعدُه، فأنا مُتأكِّد بِأنّي لن أفعل حتّى لو كان بعد العديد مِن السِنين.

إمتصاص شفتيه الحُلوة، مُلامسته و الشعور بِجسده، و حتّى سماعُه يأنّ بِنعومة ، جميعها لم تكُن سِوى أسباب قليلة؛ مِن زِليون سبب جعلني أقعُ لِأجلُه.

→Done←🎈🔥

Random Short One Shots · Ꮮ.Ꮪحيث تعيش القصص. اكتشف الآن