XXVIII

1.5K 95 28
                                    


     راحة، جوٌّ ربيعيّ و أحد معزوفات بيتهوڤن تصدعُ في المكان بِصوتٍ مُنخفِض يجلب السكينة لِلرّوح.

    عينيّ تتنقّل في الغُرفة باحِثةً عن حبيبي و الذي وجدتُه في أحد أركانها، بِـفُرشاةٍ في يده و اللوحة البيضاء و التي كانت نِصف مُلوّنة الآن. تقدّمتُ مِنه بِهدوء لِأقف خلفه بعيدًا بِبضع سنتميترات حتّى لا يفزع؛ و دقّقتُ في تفاصيل تِلك اللوحة و التي كانت نُسخةً عن صورةٍ لنا، لكِن غير مُكتمِلة بعد.

    تبسّمتُ كما تحسّستُ الكوب في يدي لِأضعه على الطّاوِلة على جانِبه الأيسر ثُمّ وجدت قبضتيّ طريقُها لِكتفيه لِأُدلّكه بِخفّة. هو تجمّد في مكانه لِوهلةٍ ثُمّ سرعان ما إستدار مُحدِّقًا بيَّ بِابتِسامةٍ خلّابة!

    عضضتُ شفتي مُنحنيًا لِسرقة قُبلة مِن شفتيه المُتورِّدة لِيلعق شفتيه بِخجل ثُمّ يُعيد أنظاره لِلّوحة. سِرتُ ناحية الأريكة مُستنِدًا لِلخلف و يدي اليُمنى استقرّت فوق ذِراع الأريكة اليُمنى؛ مُتأمِّلًا بِاللطيف الذي يجلُس أمامي.

    بلوزةً سوداء بِلا أكمام، شفّافة بعض الشيء، و بِنطال قصير حتّى رُكبتيه؛ يجلسُ مُتربِّعًا فوق الكُرسيّ و يده تُلوّن بِحركةٍ بطيئة مُحاوِلًا ألّا يُفسِدُها.  بِالرُّغم مِن علمه أنّهُ سيُلطِّخ نفسه بِالألوان مِن غير قصد، إلّا أنّهُ لَم يخلع الخواتِم الّتي تُزيّن أصابعه الأربع عدا الإبهام، و لَم تسلم خواتِمه مِن الألوان كَـقبضتيه تمامًا.

    هو توقّف واضِعًا الفُرشاة جانِبًا في حين شرودي بِه و الإبتسامة على وجهي؛ رأيتُه يُمسِك بِالكوب الذي قد وضعتُه هُناك سابِقًا على الطّاوِلة لِيرتشف بعضًا مِن الشّاي.

    حبيبي لا يُحِبُّ القهوة، أبدًا.

    الكوب وُضِع مُجدّدًا و كان قد إستقام لِيأتي ناحيتي و يجلُس على جانبي الأيسر واضِعًا فخذيه فوق خاصّتي. و فورًا وضعتُ يديّ فوقهما لِأتلمّسهما بِبُطء.

    "صباحُك خير، لو." هو نطق مُداعِبًا وجنتي اليُسرى بِأنفه لِتتّسع إبتسامتي أكثر، إن أمكن حتّى. رفعتُ يدي اليُمنى لِتستقرّ على وجنته و أسحبُه لِنثر قُبلاتي فوق زهريّتيه اللذيذتان.

    "صباحي أنت؛ فأنتَ خيرُ كُلّ شيء!" تمتمتُ بعد تعنيفي لِشفتيه اللتين قد تورّمتا الآن، لِأطبع قُبلةً أخيرة رقيقة فوقهُما و أسحبُ رأسه فوق كتفي لِأضُمّه. هو قهقه مُغطّيًا عينيّ بِكفّ يده لِأعلم أنّي قد نجحتُ بِإخجاله.

     "أنت مُبتذل جِدًا، حبيبي." هو سخر طابِعًا قُبلةً فوق عُنقي لِيقشعرّ جسدي، لِأُبادله بِواحِدةٍ فوق رأسه. "إذًا علِّمني كيف لا أكون مُبتذلًا، حُبّي؟" قهقهت لِيرفع رأسه مُحدِّقًا بي؛ يبتسم مُومِئًا.

Random Short One Shots · Ꮮ.Ꮪحيث تعيش القصص. اكتشف الآن