T!L
//
كأنّ الوقتُ تجمّد، و كأنّ العالم قد توقّف و أعطى الإنتباه للإثنان حيث أصبح كُلّ شيء مُعتم في رؤيا الأكبر، عدا عن الواقِف أمامه؛ ذلِك ذو التَّجعيدات المُميّزة، و البشرة الصافية النقيّة ، يرتشِف مِن كُوبِه والذي كان مُحتواه الشاي الأسود البريطانيّ " سابِقاً أخبرتني بِأنّك أردت قول شيء. " هو تحدّث، يجعل الآخر يُبعِد شفتيه عن الكوب الدَّافِئ.
إبتسامتُه المُرتاحة الّتي كانت هُناك تبدّلت بِواحِدةٍ خائِفه و أنظارُه أصبحت تتجنّب النظر في عينا الأكبر ، إعتدل جالِساً حيثُ كان مُستلقياً بِداخل الكُرسي المُتأرجِح في زاوية الغُرفة الصغيرة، وضع كوب الشاي على الطّاوِلة أمامه ليرفع قدماه ضامّاً إيّاها لِصدره، كُلّ من سينظُر إليه سيرى رعشته التي ظهرت بِشكلٍ مُفاجِئ و قلقه.
نظر مِن أسفل رموشِه إلى الآخر الذي كان يضع قدماً فوق أُخرى يستنِدُ على الأريكة، ينتظِرُ حديثه " أنا لا أعلم حقّاً، لا أعلم كيف أبدأ، كيف سأجعل مغزى حديثي يصِلُ إليك مِن دون أن أنطِق، أو كيف سأتقبّل ردّك.. " هو بدأ، يُغلِق عيناه بِقوّةٍ كبيرة، يشدُّ على قبضتيه و يتنهّد.
نستطيع القول بِأنّهُ تمنّى لو لم يتحدّث، هو كان مُتوتِّراً كما لو كانت هذهِ الليلة ستحكُم على حياته بِأكملها، ولكِن مالم يعلمه الصغير، بِأنّ الأكبر كان يعلم تماماً عمّا أراد البوح بِه " أعلم. " تمتم بِنبرةٍ مُنخفِضة ليجعل الصغير يفتح عيناه، مُشوّش و ضائِع، تابع جسده الذي وقف مُتقدِّماً نحوه بِكُلّ هدوء.
إنحنى جالِساً على رُكبتيه، يجعله يُنزِل قدماه لِلأرض حيث وضع كفّيه فوق رُكبتيه ماسِحاً عليهُما بِبُطء " كُلّ شيءٍ واضِح، بِدءًا بِعيناك التي تفضحُك في كُلِّ ثانية مُنتهياً بِتصرُّفاتك الواضِحة. " نطق بِإبتسامةٍ قاتِلة جعلت قلبُ الأقصر ينقبض بِشعورٍ لذيذ " لكِن أخبِرني على كُلِّ حال، أخبِرني بِها لِتؤكِّد لي صِحّة إعتقاداتي.. "
إرتعش جسد الصغير بِحرارةٍ حين تحرّكت يدا الرجُل على طول فخِذاه " قُلها! " قال بِإصرار جاعِلاً مِنه يعضّ شفته خجلاً، أراد الهروب مِن هُنا لِشدّة خجله " أُحِبُّك، لوي. " إتّخذ مِنه وقتاً طويلاً لِقولها، حيثُ كان يبتلِع توتّره و يُحاوِل نُطقها بِلا لعثمه و قد نجح، إبتسامةٌ إعتلت وجهُ من أسر قلبه.
في ثانية، شفتاهُما كانت قد إصطدمت معاً في قُبلةٍ سطحيّة لم تدُم طويلاً، و حين إبتعدا كانت وجنتا المُجعّد مُتورِّدةٌ كما لو أنّهُ كان يكتم أنفاسه " أمّا أنا فغرِقتُ في بحر الحُبّ بِكامل وعيي و إرادتي، مُهيماً بِك، هارولد. " هو نطقها بِلا تردُّد، بِلا خوف ، لطالما كان يعلم أن الفاتِن الذي أمامه يُبادِله المشاعِر، لكِن الإصغاء إليه ينطُق تِلك الكلِمة كان كُلّ ماتمنّاه، الإصغاء إلى صوته و طريقة نُطقه لها؛ كان مطلب فُؤاده.
→Done←🌙
أنت تقرأ
Random Short One Shots · Ꮮ.Ꮪ
Randomكلِمات مُبعثرة و مشاعر ضائعة وجدت محلُّها على أسطُري. عشوائية و قصيرة. إستمتعوا!