XXV

1.6K 93 38
                                    


   تتحدّث و تتحدّث لكِن لا أحد يستمِع، تتذمّر و تشكي لكن لا أحد يُعيرك إهتمامًا؛ فقط كأنّك قِطعةٌ أُخرى مِن ذلِك الأثاث القابِع بِزاوية المكان مع الغُبار فوقه و الذي لا أحد قد يُتعِبُ نفسه بِالتفكير في الإقتراب مِنه حتّى.

   عبوسٌ طغى على ملامِحي لِلحظاتٍ حينما أدركتُ أنّي أُحاوِلُ التحدُّث مُنذ دقائِق لكِن لا أحد كان يهتمُّ حتّى، فَـكعادتي؛ وقفتُ هامًّا بِالرحيل مُتظاهِرًا بِأنّ كُلّ شيءٍ بِخير مُحاوِلًا ألّا أجذُب إهتمامهُم.

    لكِن على من أكذُب؟ لا أحد حتّى إنتبه لِرحيلي.

    أخذتُ قارورة مِياه دافِئة و شربتُها دُفعةٌ واحِدة و رميتُها في القُمامة، خارِجًا مِن المطبخ الآن. لِأعود أدراجي مارًّ بِهُم لِأخرُج مِن غُرفة المعيشةِ الآن و لا يزالون لَم ينظِروا إليّ!

   ذهبتُ أسفل السلالِم واضِعًا سمّاعاتي في أُذنيّ و شغّلتُ موسيقى كما استلقيتُ بِهدوء على الكُرسيّ المُتأرجِح.

    تصفّحتُ برامِج التّواصِل جميعُها حتّى أُبقي نفسي مشغولًا، و حقًّا، لقد مرّت ساعةٌ تمامًا و لَم أنتبِه لِلوقت.

    لاحظتُ تحرّكهُم الكثير و بحثهم في المكان لِأُغلِق هاتِفي و أقِف مُقرِّرًا أن أذهب إلى غُرفتي "هاري؟!" صرخَ نايل لِأرفع رأسي "نعم؟" هو أدار عيناه لِأرى لوي يأتي ركِضًا بِاتِّجاهنا.

    حصلتُ على عِناقٍ مُفاجِئ مِنه و بادلتُه بِتعجُّب "ما بِكُم؟" تسائلتُ عِندما أتيا ليام و زين كذلِك "تختفي ثُمّ تسألُنا مابِنا؟ مابِكَ أنت؟" سأل لوي بِاستِنكارٍ عِندما ابتعد عنّي لِأُقهقه.

    "بِحقّكُم، تُمضون معي ليالٍ عديدة و تأتون لِتخبروني الآن أنّكُم لا تعلمون أنّي أقضي غالبيّة وقتي لِوحدي على هذا الكُرسيّ المُتأرجِح؟!" نطقتُ مُقهقِهًا ليذهب الثلاثة الآخرون و يبقى لوي "و لِمَ بِحقّ المسيح قد تقضي وقتُك لِوحدك و نحنُ هُنا؟" سأل مُتكتّـفًا لِأُدير عينيّ.

   "ليلةً سعيدة، رِفاق." ما إن نطقتُ بِذلك حتّى لاحظتُ تكشير ملامحه لِتجاهُلي سؤاله و إنخفاض يديه إلى جانِبيه.

    صعدتُ السلالِم بهدوء و دخلتُ غُرفتي راميًا الهاتِف على السرير فوراً؛ إمتدّت يداي حتّى حافّة قميصي لِأخلعه كما مشيتُ نحو الخِزانة لِأرميه بِداخلها و نفسُ الشيء مع البِنطال.

    إستدرتُ عودةً لِلسرير لكِنّني لاحظتُ ذلِك الذي يقفُ مُستنِدا بِجانبه على الباب لِأتوقّف مكاني "لو؟" تمتمت و تقدّم لِيُغلِق الباب و يأتي ناحيتي "لِمَ الحُزن، حبيبي؟" همهمَ مُعيِدًا أحدَ خِصلات شعري الطويل خلف أُذني لِيقشعرّ بدني.

    مدَّ ذِراعيه لِلجانِبين حاثًّا إياي على الغوص في حُضنه الدَّافِئ؛ و لا، لَم أستطِع يومًا مُقاومة أحضانه!

Random Short One Shots · Ꮮ.Ꮪحيث تعيش القصص. اكتشف الآن