T!L
//
مَنزِلٌ لطيف، صغير؛ و هادِئ، يحوي السلام، و الشعور بِالحُبّ فقط، لكِن لِلأسف، أحدهُم لم يكُن يشعُر بِذلِك؛ حيثُ كان يُراقِب البقيّة يتحدّثون معاً و يُقهقهون، و مِن بينهم ذلِك الشابُّ اليافِع، ذو التجعيدات ذات لون الشوكولا، هاري.
بِالنِّسبة إليه، هو لطالما أحبَّ هاري، لكِن كم مِن الموجِع أن يُشاهِده يجلِسُ في حِضن أحد ' أصحابِه المُقرَّبين ' كما يقول، الأمرُ في الواقع ليس كذلِك، و لوي يعلم؛ هاري كان يكذِبُ عليه بِشأن حبيبه، لكِن ما كان مُهِمّاً، هو لِماذا كَذبَ عليه و أخبره أنّهُ ليس حبيبه؟
هل لِأنّهُ لا يزالُ يهتمّ لِمشاعره ياتُرى؟
بِالرُّغم مِن ذلِك، هو يبقى يشعُر بِالألم لِمُشاهدته يُداعبه بِكُلّ وضوح أمام الجميع، يُلامِسُ حبيب قلبِه بيديه الضخمتين، ذلِك جعل قلبه ينقبض بِألم لِدرجة أنّهُ إكفهرّ و أخفض بصرهُ لِلأرض داعِكًا صدره بِقسوة مُحاوِلاً إيقاف هذا الألم عن وخز قلبِه الضعيف، لكِنّهُ لم يتوقف!
هو يعلم بِأنّ الجُلوس هُنا أكثر سوف يُزيد مِن ألمِه وحسب، لكِنّهُ لم يستطِع فقط المُغادرة، حتّى لو غادر هذهِ الغُرفة الآن، وجوده في نفس المنزِل جعلهُ يشعُر بِأنّهُ دخيلٌ وحسب، بِالرُّغم مِن أن هذا منزِلُه هو و هاري، المنزِل الذي إتّفقا مُنذ زمن على الحصول عليه و العيش معاً لِبقيّة حياتهُم، لكِن يبدو بِأنّ هاري يُخطِّط لِلإنتقال إلى منزل حبيبه الآن.
لوي إستقام فور شُعورِه بِتقلّب مِعدته و هرول إلى الخارِج مُغطّياً فمه بِقبضته البارِدة، هو فتح باب دورة المياه و إنحنى إلى المِرحاض سريعاً لِيُخرِج مابِمعدته، هو لم يأكُل شيئًا، لكِن ماخرج مِنه كان ذا لونٍ أصفر و رائِحةٍ كريهة.
هو تمسّك بِجوانِب المِرحاض و شعر بِيدين تُحيط مِعدته مِن خلفِه، الألم، كان مايشعُر بِه في مِعدتِه الآن، و المرارةُ تخرُج مِن حُنجرته و أنفِه كذلِك، هو أنَّ بِصوتٍ عالٍ و أغمض عيناه المُرهقه، تِلك اليدان سحبتهُ لِلخلف ليستند على حِضنه الدَّافِئ، فجأةً؛ لوي يشعُر بِالبرودةِ الآن و جسدُه بِأكمله يرتعش.
رفع نفسه ليقف أمام المِغسله مُغسِّلاً فمِه و أنفِه بِالماء، حالما أغلق الصنبور هو رأى المناديل الممدودةِ له ليأخُذها مُتنهِّداً بِألم ليمسح وجهه، بعد ذلِك هو رماها في القُمامة لِيتمسّك هاري بيداه و يسأله " ماذا أكلتَ اليوم؟ " هو سأل، و لوي أبقى نظره على الأرض.
هو خرج كما أبعد يداه عن خاصّتي هاري و وضع يده على بطنِه و يضغطُ هُناك بِقسوة مُحاوِلاً إيقاف الشعور بِالتقلّب، ذهبَ إلى المَطبخ ليُخرِج قارورة مياه بارِدة و يبتلِع مِنها كميّةً كبيرة لِطرد ذلِك الطعم المُرّ " لوي، ماذا أكلتَ اليوم؟ " صوته عاد مُجدّداً مِن خلفِه.
أنت تقرأ
Random Short One Shots · Ꮮ.Ꮪ
Randomكلِمات مُبعثرة و مشاعر ضائعة وجدت محلُّها على أسطُري. عشوائية و قصيرة. إستمتعوا!