XLIV

923 76 9
                                    


'أليس سُخفًا أن تستيقظ كُلّ يومٍ بِنفس الحنين و اللهفة لِتُقابل شخصًا يجعلُك تشعُر بِالسَّعادة، لكِنّهُ ليس سِوى حُلم؟'

- سراب، كان مُجرّد سراب، مُجرّد وهم.

      تخنُقني الحقيقة عِندما أفتح عينيّ كُلّ مرّةٍ يكون فيها بِجانبي، و يتبيّن بعدها أنّ كُلّ ذلِك لَم يكُن سِوى حُلم.

      كان الشيء الوحيد الجيّد في حياتي، ما إن أُغًلِق عينيّ حتّى يظهر أمامي و يأخُذ بيدي؛ يُغرِقُني حُبًّا بِقُبلاته و همساته بِكم يُحِبُّني.

      كُنت أجوب العالم معه بِجانبي، كُنت على جُزُرٍ معه لِوحدنا، فعلنا الكثير معًا، لكِن كُلّ ذلِك كان مُجرّد أضغاث أحلام.

      أستيقظ مِرارًا بِنفس الشوق و السَّعادة، ما إن أستوعب أنّ كُلّ ذلِك كان مُجرّد حُلمٍ؛ أعبس و أبقى حزينًا طوال يومي.

      تنهّدتُ مُغلِقًا الكِتاب عِندما بدأ القِطار بِالتوقّف، تمسّكتُ بِالكتاب جيّدًا بين ذِراعيّ و خطيتُ مُتقدِّمًا. دخلتُ القِطار و إكتفيتُ بِالوقوف مُتمسِّكًا بِالحديد العلويّ.

      تنهّدت مُعيدًا فتح الكِتاب و بقيتُ أقرأ حتّى توقّف القِطار، و كَـكُلّ ليلة كانت؛ عُدت إلى الفندق الذي أسكُن بِه مشيًا.

      أدخلتُ الكِتاب في حقيبة ظهري عِندما وصلتُ إلى البوّابة، مُلقيًا التحيّة على مُوظّف الإستقبال و الذي بادلني بِابتسامة و إيماءةٌ خفيفة.

      عِدّة دقائِق و كُنت قد وصلتُ الطّابق الثالث بعد الجري على السلالم، وصلتُ إلى شِقّتي؛ لكِن الغريب أنّ كانت هُناك صناديق لِلشقّة المُقابِلة.

      تجاهلتُ كُلّ شيء حتّى الباب المفتوح و أصوات الضجيج الصّادِرة مِن الجناح و إتّجهتُ لِشقّتي؛ ما إن أمسكتُ المِفتاح بِيدي لِأفتح الباب حتّى تدحرجت كُرةٌ حتّى ضربت بِقدمي مِن الخلف!

      إنحنيتُ لِإلتقاطُها و إستدرت بِابتسامة "أعتذِر سيّدي." تمتم الفتى!

      إختفت إبتسامتي و هو كذلِك، تقدّمت مِنه؛ مُتأمِّلًا خُضرة عينيه الّتي بدت مُشرِقةً في الواقِع، و شفتيه المُنتفِختين، كَـعادتهما!

      أحد كفتيّ إرتفعت لِتُعيد شعره القصير لِلخلف، كان ملمسه ناعِمًا لِدرجة أنّني شددتُه بِخفّة لِيبتسم مُتمسِّكًا بِذراعي. "هاري.." همست، مُحدِّقًا بِعينيه.

      هو أومئ، و لاحظتُ الدّموع الّتي تجمّعت في عينيه "لقد مضت شهور، لو." تمتم، يحتضِنُني بِتردُّد، لِأرمي الكُرة بعيدًا و أُبادلِه العِناق بِشدّة.

      بدأ بِالقهقهة أثناء بُكاؤه، لِأبتسم بِشدّة؛ صوته أجمل في الواقِع!

      في الحقيقة؛ كُلّ شيءٍ فيه جميل.

      لقد أصبح هُنا أخيرًا، و قد قضيتُ معه ليلته الأولى في شُقّتي بعدما رتّبنا أغراضُه معًا مُستغلّين الفُرصة لِلتعرُّف على أحدُنا الآخر أكثر؛ رُغم أنّي أعرُف كُلّ شيءٍ عنه وهو كذلِك.

      في النِّهاية؛ يبدو أنّ الأحلام تتحقّق.

- DONE  💤 -

Random Short One Shots · Ꮮ.Ꮪحيث تعيش القصص. اكتشف الآن