بِداية يومٍ جديد، يكادُ ينتهي و يُنهي العام معه.
أليسَ الوقتُ يمُرُّ سريعاً؟ قد لا يكون كذلِك بِالنِّسبة لِجميع النّاس؛ و لكِن بلا، إنّهُ كذلِك بِالنِّسبةِ لي، لِهذا لا أحصُل على فُرصةٍ لِلإستمتاع بِوقتي.
لا فُرصة لِلـرّاحة؛ و لا العمل، فَكُلّ شيءٍ بدأ يُصبُّ فوق كاهلي و كأنّي الوحيدُ الذي يجدُر بِه أن يعمل بينما الجميعُ ذهبوا لِلمرح و اللهوا.
ليس كثيراً إنّما الأمرُ بدأ يُتعِبُني مُنذ سنتين، و الآن بدأتُ أكرهُ الأمر و ما هو عليه.
و عائِلتي لا تُساعِدُني مُطلقاً؛ أنا حقًّا مُنزعِج، لِأنّي أُعامل كَـآلةٍ لعينة.
الأمرُ فقط يتحسّن عِندما أكون بِجانِب ذلِك الشابّ، لا عائِلةٍ و لا أصدِقاء مُقرّبين يجعلونني أشعُر كما يُشعرني عِندما أكون إلى جانِبه.
قد أصغرهُ سِنّاً لكِنّي صديقُه، و الجميعُ يكره حقيقة أنّي أُماشي شخصًا يكبِرني سِنّاً، فرقُ سنةٍ لا يُغيّرُ شيء.
عِندما يحتضِنُني مِن خلفي مُحيطاً خِصري بِذراعيه أثناء عملي، ذلِك ما يحثُّني لِلإسترخاء فِعلاً.
كان دوماً يُفاجِؤني بِظهوره في مكتبي، بِالرُّغم مِن أنّ كِلينا يعمل في نفس المبنى، لكِنّهُ في الطابق العُلويّ. تبسّمتُ بِخفّة مُفكِّراً بِه أثناء طِباعة الأوراق "من يشغِلُ بالك؟" صوته ظهر مِن خلفي فأقفِزُ فزعاً عِندما أمسك بِخصري.
تِلك الضِحكةُ الصّاخِبة؛ كم أنا واقِعٌ لِأجل بسمتِه "مُضحِكٌ جِدّاً؛ في الواقِع، كُنتُ أُفكِّرُ بِك." ارتفعا حاجِبيه تعجُّباً عِند نِهاية جُملتي، لكِنّهُ لا يزالُ يبتسِمُ بِعُمق "حسناً يا جميل، أترغب بِمُرافقتي إلى أحد المطاعم؟ إنّها تُقارِب السابِعة الآن على أيّ حال."
اِستدرتُ ساحِباً آخِر ورقةٍ قد طُبِعت، و ما زال يتمسّكُ بِخاصِرتي "لا مانِع لديّ، إنتهت فترةُ عملي مُنذ دقائِق." أنهيتُ حديثي، فاقترب طابِعاً قُبلةً على فكّي "رائِع، سأكون بِانتظارك عِند سيّارتي!" و لقد رحل!
أكانت تِلك قُبلةً لِلتّو أم أنّي أتخيّل؟ أيفعلُ هذا مُتعمِّداً لِعِلمه بِأنّي واقِعٌ لِأجله، أم لِرغبته بِفعل ذلِك؟
إستدرتُ مُحدِّقاً بِه يخرُج مِن مكتبي الزُجاجيّ -و الذي أظُنّ بِأن زُملائي كانو يحدّقون بِنا عبره- بِـبِدلته الرسميّة الضيّقة على جسده، مُبرِزة عضلات صدرِه كما استدار مُتبسِّماً؛ ثُمّ غادر مُستخدِماً المِصعد.
استدركتُ الأمر سريعاً مُستديراً لِأضع الأوراق بيدي في أحد الملفّات بِعشوائيّة؛ ساحِباً مِعطفي و مفاتيحي مِن فوق المكتب خاصّتي لِأُغادِر واضِعا المِعطف فوق كتفي، مُقفِلاً مكتبي الخاصّ.
أنت تقرأ
Random Short One Shots · Ꮮ.Ꮪ
Randomكلِمات مُبعثرة و مشاعر ضائعة وجدت محلُّها على أسطُري. عشوائية و قصيرة. إستمتعوا!