XLVIII

1K 74 34
                                    


أهلًا، أتمنّى لكُم يوم/ليلة لطيف/ة، مع كل الحُب.

استمتعوا. 💕

___

توقّعتُ أنّني بعد كُلّ تِلك البساطة قد إكتفيت مِن الإعطاء و لَم أهتمّ لِأخذ شيءٍ مُقابل ما أُعطي. لَم أعلم حينها أنّني قد أقع بِقوّة لِذلك الشّابُّ صاحِب الشعر المُجعد، بطريقة لَم أتخيّلها في حياتي.

    لَم أعلم أنّني رُغم ما قضيتُه في حياتي مِن إعطاء، سأرغب الآن بِإعطاء لا قلبي ولا مشاعري فقط؛ بل سأُعطي بِحياتي كُلَّها إن استطعت. أنّي قد أستطيع حتّى أن أُحِبَّ أكثر مِمَّا أحببت سابِقًا، أن يكون لدي المزيد مِن الحُبّ و الكثيرُ مِن الأشياء التي قد أُعطيها إيّاه!

   هل ظننتُ يومًا أنّي سأكون يائِسًا هكذا لِلحُبّ؟ هل عَلِمتُ حتّى أنّي قد أقع بِحُبّ أحدهم؟ حسنًا، ذلِك لَم يكُن ما خطّطتُ له؛ ليس قبل تَخَرُّجي مِن الجامِعة على الأقل. لقد كان الطَّالِب في السّنة الثانية و قَد أوقعني بِحُبّه بِلا مُحاولاتٍ مِنه حتّى.

   سابِقًا قد أُعجِبت، تقرّبتُ مِن، و قبّلتُ الكثيرين؛ لكِن لَم تكُن أبدًا بِطريقةٍ عفويّة كما فعلتُ مع هذا الشّابُّ اليافِع. أُعجِبتُ بِأجسادهم، بينما أُعجِبتُ بِه لِشخصيّته، لِجماله، و لِكونه هو. تقرّبتُ مِنهُم لِلحصول على المُتعة فقط، حينما تقرّبتُ مِنه لِلحصول على فُرصةٍ بيننا و التي قد تكون أكثر مِن صداقة مع مرور الوقت كما آمل.

   قبّلتهُم بِدافع الشهوة فقط، بينما.. لَم أُقبِّله أبدًا بِطريقةٍ قذرة، لَم أجرأ و أقترِب مِن تينك الكرزيّتين حتّى. لقد كانتا أفضّل مِن أمسّهُما بِلا إذنٍ مِنه؛ و عينيه كانتا أنقى مِن أن أُفسِد ما بِهُما مِن برائة، ثُمّ أنّ روحه و هو بِأكمله فقط أطهر مِن أن يُلوّث.

   الملائِكةُ لا تأثم، و هو كذلِك؛ لِأنّهُ واحِدٌ مِنهُم.

    رفعتُ أنظاري فور أن دخلتُ الشِّقّة التي كان فيها، هو قد عاد مُنذ مُدّة حيثُ هاتفني قائِلًا أنّهُ أنهى إختباره بِالفعل؛ لكِنّي بقيتُ في المقهى في الأسفل حيثُ درستُ لِإختبار الغد حتّى أتفرّغ له.

   وقفتُ مكاني بِكتابي الذي أحمله في ذِراعي اليُسرى و الهاتف في قبضتي اليُمنى حيثُ السمّاعاتُ المشبوكة بِه محشورةٌ في أُذناي.

    توقّفتُ لِبُرهة في مكاني فقط لِأتأمّل كَم يبدو لطيفًا وهو مُستلقيًا على الأريكة بِقميصه المُرتفِع حتّى ظهر نِصف بطنِه. كِتابه فوق صدره بِشكلٍ فوضويّ و أحد ذِراعيه ساقِطة بِإهمال على الجانِب.

   بِلا وعيٍ مِنّي وجدتُ نفسي أرفع الهاتِف مُلتقِطًا صورةً له، مالضرر مِن الإحتفاظ بِواحِدة؟ رُبّما أملُك أكثر لكِن.. من يعلم؟!

    تركتُ ما بِيداي و ذهبتُ فورًا لِأُعدِّل طريقته في الإستلقاء ساحِبًا الكِتاب مِن فوقه. ما إن حرّكتُ ذِراعه حتّى فتح عينيه مُتحرِّكاً بِانزعاج "لُو.." تمتم فتبسّمتُ فورًا، فِعلاً أُحِبُّ صوته النَّعِس!

Random Short One Shots · Ꮮ.Ꮪحيث تعيش القصص. اكتشف الآن