ⅩⅣ

2.3K 141 54
                                    


T!L

//

الوضع بين الإثنين بدأ يتشتّت قليلاً؛ هُما لم يتقابلا لِعدّة أيّام، و حَتّى رسائِلهُما لم تكُن كَسابِقها؛ المُشكلة ليست في عِلاقتهما، ليست في مشاعِرهُما، بل في واحِدٌ مِنهُم، و الذي كان الأصغر المُدلّل ، هاري.

لوي لاحظ ذلِك بِه حين كان يُراسِله في الأيّام السَّابِقة، حاول الإتِّصال بِه لكِنّهُ يتحجّج دوماً بِأنّهُ لا يستطيع و أنّهُ مشغول و هُما سيتقابلان قريباً، و عِندما يطلُب لوي مُقابلته هو يتجاهل تِلك الرسائِل فقط، أو حين يحين موعد لِقائهُما هو لا يذهب حيثُ إتَّفقا و يعتذِر بِأنّهُ نَسي الأمر.

لِذا صباح اليوم لوي إستيقظ باكِراً، قبل وقت إستيقاظ هاري بِنحو نِصف ساعه؛ هو تجهّز و توجّه إلى منزل هاري، صفّ السيّارة جانِبًا و ضغط على جرسِ المنزِل لِيُفتح بعد دقائِق مِن قِبل والِدته الّتي إبتسمت في وجهه بِبشاشة مُرحِّبةً بِه " مرحباً؛ مضى وقتٌ طويل مُنذ آخِر مُقابلة لنا! " هي هتفت بِسعادة كما إحتضنته لِيبادِلها.

" أعلم عزيزتي؛ و أنا آسِف، سآتي إلى هُنا أكثر، أعِدُكِ! " أمسك بيداها، لِتسحبه لِداخل المنزِل و تُغلِق الباب " إذاً، لا بُدّ مِن أنّك هُنا لِأجل هاري، أجل؟ " نطقت كما جعلته يجلس على الأريكة في غُرفة المغيشة و تجلُس بِجانبه ليتنهّد مُومِئًا ، هي لاحظت العبوس الذي إعتلى وجهه لِتُقطِّب حاجِبيها.

هو رفع أبصارُه إليها " لا أعلم مالخطبُ معه، أصبح يتجاهل رسائِلي؛ يكذُب و لا يرغب بِمُحادثتي! " شكى إليها لِتتأوّه، هي أخفت إبتسامتها، هي أعلم لِماذا هاري يفعل ذلِك فهو قد عاد إلى المنزل مُتذمِّراً إليها و هاهو خطيبُ إبنها هُنا الآن، آتيًا ليسحبه معه نحو منزلهم مُجدّداً.

يدها وُضِعت على ظهرِه لِتمسح عليه بِحنيّة " لا تقلق بِشأن شيء، أنا أعلم مابِه؛ لكِن أنتُما الإثنان يجِب أن تتفاهما. " قهقهت بِخفّة ليُقطِّب حاجِباه بِعدم فِهم، لكِنّهُ أومئ إليها " و الآن إذهب إليه، أيقظه و تحدّثا. " هي دفعته بِخفّة ليزفُر بِخوف.

أخذ خطواته بِبُطء و حماس نحو الأعلى، يقِف أمام باب الغُرفة لِثوانٍ مُلتقِطاً أنفاسه قبل أن يدفعه بِخفّة و يدخُل ناظِراً في الأرجاء، لم يكُن هُناك أيّ شخص في الغُرفة، فهو خمّن أنّهُ قد إستيقظ باكِراً أيضاً، هو توجّه نحو السرير ليستلقي هُناك مُستنشِقاً رائِحة الصغير خاصّته.

هي كانت عِدّة دقائِق - و التي كانت كالقرون لِلوي الذي ينتظِرُه - قبل أن يدخُل هاري بِمنشفةٍ على خِصره و أُخرى يُجفِّف بِها شعره، ما إن رفع رأسه إلّا و تصنّم في مكانِه مُحدِّقًا في الرجُل الذي كان يرمُق جسده المُبلّل " أُمّي! " هو صرخ بِصوتً عالي.

" نعم، حبيبي؟ " هي أجابته مِن الدور السُفليّ ليتأفّف مُستديراً لينزُل إلى الأسفل متبوعاً بِـلوي " ماذا يفعل هُنا؟ أخبرتُكِ أنّني قد أُغادِر المنزِل إلى الأبد إذا أتى! " هو تحدّث، غير مُباليًا إن كان لوي يستمِع أم لا، و فكُّ لوي وقع لِلأسفل بِخفّة مُستمِعاً إلى مانطق بِه هاري!

آنِ شاهدت ملامِح لوي تتغيّر إلى الصدمة كما سأل " ماذا تعني؟ " صوته خرج هادِئً، يجعل هاري يستدير إليه " لا شأن لك. " كان الغضب يعتلي ملامِحه ، وهذا جعل لوي يغضب كذلِك ليُزمجِر في وجهه " أنّى يكون لا شأن لي بينما أنتَ تتحدّث عنّا هُنا؟ أنا و أنت، مالخطبُ معك! "

" هل قررت الإنفصال عنِّي فجأةً؟ هل وجدتَ لكَ شخصًا آخر أم أنّك ترغب بِأن تبقى وحيداً؟ " لوي صرخ جاعِلاً مِن هاري يرتعِش و تتبدّل ملامِحه إلى الخوف و القلق، هو هزَّ رأسه سريعاً " ل-لا! إلّا لو كُنتَ ترغب بِذلِك.. " قطّب حاجِباه كما نطق بِخوف ليُطلِق لوي قهقهةً ساخِرة.

هو إقترب بِبُطء، ينطِق بِحدّة رامِقًا هاري الذي تراجع لِلخلف خوفًا " لن أرغب بِذلِك أبداً، بِالإضافة إلى أنّك حتٌى لو أردت الإنفصال عنّي، أنا لن أسمح لك، أنت تعلم بِأنّك الوحيد الذي أحتاجُه! " يداه إرتفعت مُحيطةً خِصر هاري العاري لِتُقاطِعهم آن " تمهّلا؛ لا تتصرّفا كالأطفال، إذهبا إلى الغُرفة و تفاهما قبل أن أُفصِح بِكُلّ شيء بِطريقةٍ لن تُعجِبك هاري! " كان ذلِك كُلّ ماقالته هي، و كان كافيًا ليجعل هاري يسحب لوي لِلأعلى مُمسِكاً بِمنشفته حتّى لا تسقُط.

هاري سحب ثيابه ليختبئ خلف أبواب الخِزانة و يرتديها مُحاوِلاً تجاهِل نظرات لوي التي كانت تتبعه لِأيّ مكان يذهبُ إليه " توقّف عن النظر إليّ هذا يوتِّرني! " هو قال و وقف أمام لوي الذي كانت ملامِحه خاليةً مِن التعابير " لِماذا تغيّر حالُنا؟ " هو تسائل، ينظُر في الزُّمردتان اللتين نظرتا لِلأرض.

" هل المُشكلة بي؟ " نطق مُجدّداً، يضعُ يده فوق وجنة هاري ليجعله ينظُر إليه، تماماً في عيناه " لا، لأكون صريحاً، أنا هي المُشكلة. " هاري إعترف بِخجل، يسحب يد لوي بعيداً عن وجنته ليتمسّك لوي بيده بِشدّة " أنا أنانيّ.. " نطق بِهدوء، يُحوِّل أبصاره بعيداً عن عينا لوي غير قادِراً على الإعتراف أمامها " أنانيٌّ بِك. "

بقيَ لوي بِملامح مُتجمِّدة قبل أن يتحدّث " وكيف ذلِك؟ " هو لاحظ إنعقاد حاجِبيه بِشكلٍ لطيف و شفته السُّفلى التي برزت لِعبوسه " أنتَ تبقى بعيداً كثيراً، في عملك، عِند أصدِقائُك، و أنا أبقى لِوحدي لِوقتٍ طويل، أنا أكرهُ ذلِك! " صرّح ناظِرًا إلى الأعلى أخيراً، إلى لوي؛ خطيبُه.

إبتسامةٌ خفيفة رفعت شفتيّ لوي كما أكمل هاري حديثه " و أنا أُريدُك أن تبقى معي بِضعف الوقت الذي تبقاهُ بعيداً عنِّي، هل هذا سيِّء بِأنّي أرغبُ بِك بِأكملك لي وحدي؟ هذا كيف أنا أنانيٌّ بِك، لِأنّي أرغبُ بِك، هل هذا سيِّء لو؟ " يدُ لوي أحاطت خِصر هاري ليُقرِّبه مِنه كما أطلق ضِحكةً صاخِبة.

رأسُه سقط لِلخلف كما بدأ بِالضَّحِك ليعبس هاري، هو نظر سريعاً إلى هاري " لا، حبيبي؛ هذا ليس سيّء! " يده الأُخرى مسحت على وجنة هاري النَّاعِمة " لَم تُخبِرني أنّك غيّور بِهذا الشكل مِن قبل! " أدار هاري عيناه " هنيئًا لك؛ ها أنت الآن تعلم. "

لم يستطِع لوي مُقاومة شكل هاري الغاضِب فإنحنى لِطبع قُبلةً سريعة خطفت أنفاس هاري و نبضاته.. و رُبّما القليل مِن عقلِه " سأكون بِأكملي لك وحدك، سأبقى معك إلى الأبد، ملاكي! "

→Done←🏩

Random Short One Shots · Ꮮ.Ꮪحيث تعيش القصص. اكتشف الآن