XXXVIII

1K 79 42
                                    

「 YOU 」

      "أَلَـم يعُد لوي بعد؟" مِن بين أحاديثهم الّتي صنعت ضوضاءٌ في المكان، قرّر ليام أن يسأل؛ لِيهدأ الجميع.

      فورًا عَبِس الشَّابُّ ذو عينيّ الزُّمُرّد، يتجاهل رفع رأسه لِلنَّظر ناحيتهُم مع عِلمه بِأنّ جميعهُم ينظرون إليه الآن.

      هو وقف "أظنُّ أنّهُ يجِب عليّ النّوم الآن." هو تحدّث، مُزيِّفًا إبتسامة فشلت في إخفاء حُزنه. و قبل أن يخطو بعيدًا عنهُم؛ أوقفتهُ يد أحدهُم "مهلًا،" كان زين.

      "أنت لا تستطيعُ إخفاء شيءٌ عنّا؛ هل حدث بينكُما شيءٌ ما؟" تسائل، جاعِلًا مِن الأصغر يجفل لِلحظةٍ ثُمّ يهزُّ كتفيه دلالةٍ على عدم عِلمه.

      رفع رأسه كما أعاد شعره لِلخلف بِقسوة، و كانت تِلك إحدى عاداته عِندما يتوتّر أو يغضب؛ فإنّهُ يشدُّ شعره بِعُنف.

      عينيه كانتا تحمِلان قليلًا مِن اللّمعة، إحمرارًا أحاط بِخضراوتيه؛ و شفتيه ترتعش "لا أعلم، لكِنّي قَلِقٌ وحسب." تحدّث بِنبرةٍ ضعيفه، كادت تكون همسًا لا يُسمَع.

      ثُمَّ استدار ليرحل، و لَكِن قبل تمكُّنه مِن تخطّي أولى درجات السِّلَّم؛ كان الباب قد فُتِح- أو بِمعنى أصحّ، دُفِع بِعُنف. كان لوي هُناك، كان قد هرول سريعًا ناحية غُرفة المعيشة حيثُ البقيّة، غير عالِمًا بِالشّاب الذي نظر إليه مِن الأعلى بِشوق!

      هو سَمِعه يلهث "أين هارولد؟!" و كان 'هارولد' حينها قد وقف تمامًا خلفه بعد نزوله مِن الأعلى سريعًا!

      "أنا هُنا." تحدّث بِصوتٍ ناعِم مِن خلفه، ليجعله يستدير سريعًا حتّى كادت عُنقه أن تنكسِر. إتّصلت عيناهُما لِلحظةٍ قبل أن يقطعهُ لوي بِالتَّقدُّم و ضمّ الصغير بين أحضانه!

      دفن الصغيرُ رأسُه تمامًا في عُنق الكبير، مُتمسِّكًا بِثيابه كما لو كان سيتلاشى في أيّ لحظة. "اللعنة، كم اشتقتُ إليك!" شهق الأكبر بِشوقٍ كما قبّل عُنق الآخر.

      "أنا.. أعتذِر، ليس لديّ تبريرٍ غير أنّي كُنت مُنشغِلًا... بِك." تحدّث بِغموضٍ، جاعِلًا هاري يبتعِد مُقطِّبًا حاجِبيه. هو أحاط ذِراعيه حول ذاتِه بِنظرةٍ مُحتارة في عينيه كما سمع اعتذاراته.

      "كُنتُ في حالة جنونٍ بِسببك، كُنتَ تسكُن في أعماقي، في عقلي؛ و في قلبي." كاد ينفد الهواء مِن رئتيه كما تحدّث. "كُنتَ أنت كُلّ ما أسمع و أرى، حتّى ما بين الواقع و الحُلم كُنت هُناك، ظننتُك حُلمًا جميلًا، و ظننتُك واقِعًا لطيفًا؛ و كُنت كِلاهُما. أتعلم؟ أنا فِعلًا لا أعرف ما أقول، أنت تُشتِّتُني عن كُلّ شيء!"

      "حتّى و أنت لستَ أمامي، أنا لا أستطيعُ التّفكير بِشيءٍ عداك؛ كأنّك سِمٌّ يتغلغلُ أعماق عروقي، و إن كُنت غير مُميت. أنا حتّى لا أُصدِّقُ أنّك أمامي، أنت مِثاليٌّ لِلغاية لِتكون بشرًا مِثلُنا؛ بل أنت ملاك!" صاح بِصوته الجهوريّ ذا البحّة، مُتناسيًا كونهُم مُحاطون بِأصدِقائهم!

Random Short One Shots · Ꮮ.Ꮪحيث تعيش القصص. اكتشف الآن