الفصل 32

5.9K 140 4
                                    

💞

في صباح اليوم التالي استيقظت اسيل و خرجت من غرفتها ثم هبطت الدرج ببطئ و حرص شديد حتي لا تؤلمها ساقيها ثم أتجهت الي الحديقه و جلست علي الائريكه و ضمت ركبتيها الي صدرها و أسندت ذقنها أعلي ركبتيها و نظرت أمامها بشرود
      _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
أما في الاعلي أستيقظ آسر من نومه و نظر الي شهد النائمه علي صدره ثم قبلها علي وجنتيها و أخذ الوساده و وضعها مكانه لتنام عليها ثم أتجه الي المرحاض ليستحم ثم بعد فتره هبط الدرج و أتجه للخارج وجد اسيل جالسه علي الائريكه ضمه ركبتيها الي صدرها و تنظر أمامها بشرود جاء آسر من خلفها و ربت علي كتفها حينها انتفضت اسيل لكن ما إن نظرت اليه قالت بحنق : يخربيتك يا آسر فزعتني
ضحك آسر و جلس أمامها قائلاً : صباح الخير
اسيل بأبتسامه هادئه : صباح النور
آسر : ايه اللي مصحيكي بدري كده
اسيل بهدوء : ده ميعاد الكليه فا بصحي فيه عادي
أومأ آسر برأسه بنعم ثم قال بتفحص : اسيل عايز اقولك حاجه
اسيل بترقب : ايه
أعتدل آسر قائلاً : بصي ....انتي لازم تروحي النهارده مع كريم عشان تقولي اقوالك عن اللي حصل
اسيل بأرتباك : ايه ..... لا لا مش عايزه اروح ....خلاص مش مهم ...اصلا كريم قالي انه هيتسجن
آسر بهدوء : مهو هيتسجن بعد اقوالك و خصوصاً لما لقوه هناك في الشقه 
اسيل بخوف : طب هتيجي معايا
آسر بحنق : و الله كان نفسي ....بس كريم قالي مش هينفع لازم انتي و هو بس
اسيل بسرعه : لالا خلاص مش هروح
ربت آسر علي كفها قائلاً بحنان : يا حبيبتي انتي مش هتبقي لوحدك كريم هيكون معاكي
اسيل : لالا ...بجد مش عايزه اروح خلاص يتصرفوا هما فيه
آشر : يا بنتي متخافيش كريم هيكون معاكي ....انتي خايفه من ايه
اسيل بقلق : طب انا هشوفه هناك
آسر بأستغراب : هو مين
اسيل : عماد
قال آسر ليطمنها لكنه لا يعلم : اكيد لا .... انتي هتقولي اقوالك و تمشي
أومأت اسيل برأسها موافقه علي مضض و توتر تحت انظار كريم الذي يقف في شرفته ينظر اليها ما إن جلست حتي الآن بقلق
        _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
بعد فتره كانت اسيل تجلس في سيارة كريم مطرقة الرأس تفرك يدها بتوتر شديد و كريم يجلس بجانبها يقود السياره بهدوء
نظر اليها كريم بطرف عينيه قائلاً : مالك
نفت اسيل برأسها قائله بتلعثم : لا ولا حاجه
كريم بأبتسامه هادئه : متخافيش انا جنبك
حينها نظرت اليه اسيل بسرعه تحدق به في صمت بدون تعابير واضحه علي وجهها بينما نظر اليها كريم بأرتباك ثم عاد ينظر الي الطريق مره اخري لكن ظلت اسيل تنظر اليه لفتره ثم نظرت هي الاخري امامها تتابع الطريق
     _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
       
بعد فتره كانت اسيل تجلس علي مقعد و ظهرها للباب و كريم يجلس أمامها و الضابط يجلس خلف مكتبه قائلاً بهدوء : عايزك تحكيلي كل حاجه يا آنسه اسيل
ضمت اسيل قبضتيها بشده و أخذت نفساً عميقاً تحت انظار كريم الذي يشعر بالقلق عليها
قالت اسيل بنبره مرتجفه : انا كنت في خطوبة بنت خالي ...و طلعت بره القاعه اتكلم في التليفون و .........
و قصت عليه اسيل كل ما حدث حتي تهجم عماد عليها لكن حينها أطرقت رأسها و تكلمت بخفوت و أرتباك و بين كل حين تصمت و تأخذ نفساً مرتجفاً و تعود تقص علي الضابط تحت انظار كريم القلقه حتي انتهت
الضابط بهدوء : طب احنا لاقينا السكينه دي في البيت و عماد قال انها كانت معاكي عشان تقتليه بيها
اسيل بأرتباك : لا كداب ...بس هي فعلا كانت معايا بس مش عشان اقتله
الضابط بتفحص : امال ايه
فركت اسيل يدها بتوتر قائله : عشان اموت نفسي
انتفض كريم قائلاً بصدمه : ايه
أنتفضت اسيل ايضاً علي أثر صوته بينما قال الضابط بترقب : و تموتي نفسك ليه
اسيل بأرتباك شديد : اصل ...عشان ...
كريم بقلق : عشان ايه
نظرت اسيل أرضاً قائله بأرتباك : زي ما قولت لحضرتك ...انه حاول يتهجم عليا بس انا كنت بهدده اني هموت نفسي لو قرب مني فا كان بيبعد
ضرب كريم بكلتا يده علي ذراعي المقعد بعصبيه
لكن فجأه أنفتح الباب و دخل العسكري قائلاً : تمام يا فندم
صدم كريم بشده ما إن وجد عماد خلف هذا العسكري ثم نظر الي اسيل الذي لم تنتبه لعماد لكن رأت هذا العسكري لكن ما إن سمعت صوت عماد قائلاً بغضب شديد : اسيل
أنتفضت اسيل فجأه و هبت واقفه ثم ركضت بسرعه واقفه خلف كريم متشبثه بملابسه تنظر الي عماد برعب
عماد بغضب : و الله ما هسيبك ....و الله ما هرحمك طول ما انا عايش
عاد كريم للخلف خطوتين حتي يبعد عنه لأجل اسيل قائلاً بقرف : بس يله ....و أتكلم كويس
أقترب منه عماد قائلاً بتوعد لكن أمسكه العسكري : انت بذات مش هسيبك تتهني في حياتك ....موتك هيكون علي ايدي ....انت فااهم ....موتك علي ايدي انا ....و محدش هيموتك غيري
أختبئت اسيل تماماً خلف كريم كما هي متشبثه بملابسه
كريم ببرود : أكتب الكلام اللي قاله ده في المحضر يا معتز
عماد بتوعد و بغضب و هو يميل برأسه ناظراً الي اسيل التي سوف تموت رعباً : و انتي يا اسيل ....خايفه ....و لسه هتخافي ...استني عليا بس لما اخرج من هنا......اصلي قولتلك قبل كده انتي بتاعتي انا وبس
حينها أحتدت عين كريم بشده و أندفع اليه بكل قوه و لكمه في وجهه حتي وقع أرضاً و جلس فوقه يلكمه بشده حتي ركض اليه معتز قائلاً : خلاص خلاص يا كريم ....ده لسه طالع امبارح من المستشفي
لكن أنتفضوا الاثنين ما إن سمعوا صوت شئ يسقط علي الارض بشده ألتفت كريم خلفه و ما إن رأي اسيل واقعه مغشياً عليها نهض من فوق عماد و ركض اليها صارخاً بقلق : اسيل
حملها كريم بسرعه قائلاً لمعتز : هخدها علي اي مستشفي قريبه هنا
معتز بقلق : ماشي روح بسرعه 
ركض كريم للخارج حاملاً اسيل بين ذراعيه و ركض الي سيارته و وضعها علي المقعد المجوار له و ركض الي مقعده و جلس ثم أنطلق بسيارته نحو المشفي لكن في الطريق حاول عدة مرات إفاقتها حتي أوقف سيارته و خرج منها ثم دار حول السياره الي مقعد اسيل و فتح الباب و جثي علي ركبتيه ارضاً بجانبها و ضع يده علي ذقنها يربت بأصبعه الاربعه قائلاً بقلق : اسيل ...اسيل
لم تستجب اسيل حينها وضع كريم يده أعلي صدرها اي أسفل عنقها بقليل و فعل بيده حركه دائريه علي عظام صدرها قائلاً بصوت عالي : اسيل ...اسيل ...سمعاني
اسيل بأعين مغمضه : هاه
أسرع كريم حركته و وضع يده الاخري خلف ظهرها و دفعه للأمام قائلاً بقلق : اسيل ...اسيل سمعاني 
شهقت اسيل عدة مرات متتاليه و فتحت عينيها الدامعه تنظر حولها حينها رفع كريم يده من أسفل عنقها و ظل ينظر اليها و هي تنظر حولها بخوف و رعب لكن ما إن ثواني أنفجرت في البكاء واضعه وجهها بين يدها تشهق عالياً
زفر كريم بضيق لكن ليس لأنها تبكي لأنه هو من جعلها تبكي و هو من جعلها تتذكر و تأتى معه لصديقه لكنه كان مرغماً علي فعل ذلك
نظر كريم اليها بأشفاق ثم ربت بيده علي ظهرها بحنان و لم يتكلم
بينما ظلت اسيل تشهق باكيه بشده
كريم بأسف و حزن : خلاص يا اسيل عشان خطري ....انا اسف والله اني وديتك هناك
بكت اسيل اكثر و لم ترد لكن سحبها كريم ببطئ من ذراعيها حتي وقعت رأسها المطرقه للأسفل علي كتفه تبكي بشده ثم حاوط كتفيها و ظل يربت علي ذراعها بحنان قائلاً بخفوت : ششششش
ظلت تشهق اسيل باكيه بخفوت و غير مدركه لما يحدث
لكن كل ما هو مسيطر علي عقلها في هذه اللحظه بأن عماد سوف يتخلص منها و من كريم حتي صرخت فجأه تخرج ما بداخلها قائله : هو الكابوس ده مش هيخلص بئي
شدد كريم علي كتفيها قائلاً بثقه : متخافيش ....و الله ما هيقرب منك تاني
اسيل ببكاء يفطر القلب : انا تعبت ...تعبت من القرف ده
ربت كريم علي ذراعها بحنان و لم يعلق ثم أسند ذقنه علي رأسها و ظلوا هكذا عدة دقائق حتي هدأت اسيل تماماً و وقفت شهاقتها و وقف بكاؤها حتي شعرت اخيراً بأنها بين احضان كريم و هو يربت علي كتفيها بحنان أنتفضت اسيل و ضربته في صدره قائله بغضب : انت ايه اللي بتعمله ده
وضع كريم يده علي صدره قائلاً بألم : ااه ...في ايه
أعتدلت اسيل و ضربته في صدره مره اخري بغضب شديد قائله : انت قليل الادب و انا مش هركب معاك العربيه دي تاني
أمسكها كريم من رسغيها قائلاً بضحك : بس بس خلاص اهدي
حاولت اسيل انت تنفض يدها قائله بغضب : يا كريم سيب ايدي
كريم بهدوء : طب أهدي الاول
نظرت اسيل أمامها قائله بحنق : اهو
كريم : لا بصيلي
تأففت اسيل و ألتفتت اليه بكامل جسدها حتي لامسته بركبتيها بينما أعتدل كريم و وقف علي ركبتيه حتي وقعت أشعة الشمس علي وجهه و أظهرت وسامته الشديده
كادت ان تنهض اسيل قائله بحنق : انا همشي لوحدي
لكن وضع كريم كلتا يديه علي كتفيها و أجلسها مره اخري قائلاً : يا ستي اقعدي بئي....عايز اقولك علي حاجه
اسيل بحنق : ايه هي
صمت كريم عدة ثواني يفكر ثم أبتسم بوسامه قائلاً : اسيل
اسيل بنفاذ صبر : نعم
كريم ببطئ شديد : تتجوزيني
أتسعت عين اسيل بشده و نظرت اليه بصدمه بينما أكمل كريم قائلاً بحنان : انا بحبك يا اسيل
اسيل بصدمه : ايه
كريم ببطئ : بحبك 
ظلت اسيل علي صدمتها لم تتوقع ذلك أبداً من كريم !
لا تعرف ماذا تفعل ..... او ماذا تقول
حتي داهمتها ذكرياتهما معاً و ظلت تتذكر و تتذكر لكن حينها تدخلت ذكرايات يزيد أيضاً حينها قالت بهدوء : انا عايزه امشي
أغمض كريم عينيه و أطرق رأسه للأسفل بأحباط لكن رفعها مره اخري قائلاً بأبتسامه هادئه : مش عايزك تفكري دلوقتي خدي راحتك
ثم نهض قائلاً : يلا
أدخلت اسيل قدميها داخل السياره
بينما دار كريم حول السياره و دلف بهدوء و أدار محرك السياه و أنطلق بها متجهاً للبيت 
        _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
بعد فتره كانت اسيل تجلس في غرفتها علي الفراش ضامه ركبتيها الي صدرها و تنظر لنفسها الي المرآه و تبكي و لا تعرف لماذا تبكي
سمعت طرق علي الباب فمسحت دموعها قائله : ادخل
دلف آسر مبتسماً قائلاً : حمد الله علي السلامه
اسيل بخفوت و بأعين دامعه : الله يسلمك
أتجه آسر اليها و جلس بحانبها قائلاً بهدوء : عملتي ايه هناك
اسيل بحزن و شرود : ولا حاجه ....فضل يسألني كام سؤال
آسر بترقب : شوفتي عماد هناك
اسيل بشرود : ايوه
آسر بخضه : طب حصل حاجه
اسيل بشرود : كريم ضربه
أومأ آسر برأسه قائلاً : الحمد الله علي اد كده
اسيل و هي ما زالت شارده : الحمد الله
آسر بأبتسامه هادئه : طب بالنسبه لكريم ...في موضوع عايز اقولك عليه
نظرت اليع اسيل بقلق قائله : ايه
وضع آسر يده علي يدها مربتاً عليها قائلاً : كريم متقدملك يا اسيل
لم ترد اسيل بل اطرقت رأسها للأسفل و أنفجرت في البكاء
آسر بقلق : ايه ده في ايه
بكت اسيل اكثر و لم ترد
آسر بقلق : في ايه يا اسيل مالك
اسيل بشهقات باكيه : مش عارفه
أستغرب آسر قائلاً : هو ايه اللي مش عارفه
ثم رفع رأسها قائلاً : انتي مش موافقه علي كريم
اسيل ببكاء شديد : انا بحب يزيد يا آسر ...و قولتلك اني مش هتجوز أبداً
آسر بحنق : يا اسيل افهمي بئي يزيد ده مات .....مات من سنه و نص .....و صدقيني لو هو كان مكانك مكنش هيفضل كده .... كان هعيش حياته و يتجوز
اسيل ببكاء : بس انا مش هقدر اعمل كده
آسر بحنان : ادي نفسك فرصه تعيشي اللي نفسك فيه ....كريم بيحبك بجد
اسيل ببكاء : و الله ما هقدر
آسر بهدوء : طب قوليلي كريم بالنسبالك ايه
مسحت اسيل دموعها قائله : كريم بالنسبالي زي مازن و زياد ....يعني بهزر معاه زي ما بهزر مع مازن .....بغض النظر انه الوحيد اللي ليه معذه في قلبي و غير كل ده انه هو اللي انقذني من عماد ....كريم طيب و راجل و دمه خفيف و اي بنت تتمناه بس انا مش هقدر يا آسر والله
تنهد آسر قائلاً بجديه : انا هسيبك تفكري دلوقتي و اجيلك بعدين
أومأت اسيل برأسها موافقه و ما إن خرج آسر أرتمت علي الفراش تبكي بشده لا تعرف ماذا تفعل لأنها قد بدأت تحبه
     _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
حينها كان كريم يجلس في غرفة والده بعد أن أخبرهم بأنه يريد ان يتزوج اسيل
مالك بدهشه : انت عايز تتجوز اسيل
كريم بأبتسامه هادئه : اه
مروه بلؤم : و انا اقول الواد عمال يبات معاها في المستشفي كل يوم .... ليه
ضحك كريم و أطرق رأسه للأسفل بأحراج
مالك بأبتسامه هادئه : طب و اسيل موافقه
كريم : لسه آسر هيسألها
مالك : ربنا يجعلها من نصيبك يابني
كريم بقلق : يارب يا بابا ....يارب
     _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ 
بعد فتره دلفت شهد الي غرفة اسيل بعد ان قص عليها آسر ما حدث وجدتها تدفن وجهها في كفيها و تبكي بشده
عقدت شهد حاجبيها بأستغراب و أتجهت اليها بسرعه قائله : مالك يا اسيل
نفت اسيل برأسها قائله ببكاء : مفيش حاجه
شهد بجديه : هو ايه اللي مفيش حاجه ...قومي كده قوليلي في ايه
ثم أزاحت يدها من علي وجهها قائله : ها في ايه
اسيل ببكاء : كريم قال لآسر انه عايز يتجوزني
شهد بهدوء : طب و بتعيطي ليه ....لو مش عايزاه ارفضيه مفيهاش اي حاجه خالص
اسيل ببكاء شديد : بس انا مش رافضه
شهد بأستغراب : امال بتعيطي ليه دلوقتي
شهقت اسيل ثم قالت بخفوت و بكاء : انا بحب كريم يا شهد
أتسعت عين شهد بصدمه بينما أكملت اسيل قائله : بس مش هقدر اعمل كده
شهد بأستغراب: طب ليه ...مش انتي موافقه عليه
اسيل بحنق و بكاء : ايوه ....لا
ثم أطرقت رأسها بأحباط و هي مازالت تبكي
ربتت شهد علي كتفيها قائله بحنان : بصي يا اسيل انا فهماكي ....انتي قولتي انك بتحبي كريم ....بس قلبك مش مطاوعك تعملي كده عشان لسه فاكره يزيد ....مش كده
رفعت اسيل رأسها قائله بلهفه و بكاء : صح ....ايوه صح
أبتسمت شهد قائله : طب خلاص متحيريش نفسك ....وافقي يا اسيل و جربي انتي مش هتخسري اي حاجه
اسيل بحزن : طب و يزيد
شهد بحزن : يا حبيبتي يزيد ده مات ....مبقاش موجود و هو عشان بيحبك اكيد هيكون فرحان ليكي صدقيني ....لازم تعيشي حياتك صح
أدمعت عين اسيل مره اخري قائله : بس
قاطعتها شهد قائله بحنان : من غير بس ....كريم بيحبك و هيعرف يحافظ عليكي ...بس انتي ادي نفسك فرصه
أغمضت اسيل عينيها و أطرقت برأسها للأسفل و لم تعلق لكن بداخلها تشعر بأن رأسها سوف تنفجر من كثرة التفكير و تشعر بأن قلبها ينزف من شدة الألم فهي تحب يزيد و تعشقه بكل جوارحها لكن أحبت كريم أيضاً و هي لا تعرف متي و لا تعرف ماذا تفعل
أخرجتها شهد من تفكيرها قائله بخفوت : طب اعتبر دي موافقه
بكت اسيل بشده لكن أومأت برأسها موافقه
نظرت اليها شهد بفرحه و خرجت بسرعه من غرفة اسيل و ذهبت لآسر في الغرفه قائله : آسر
أنتفض آسر قائلاً : ايه في ايه
شهد : اسيل وافقت علي كريم
هب آسر واقفاً قائلا بدهشه : بجد
شهد : اه و الله
آسر بفرحه : هقول لكريم
خرج آسر بسرعه متجهاً الي غرفة كريم لكن لم يجده فسأل سهيله و أخبرته أنه يجلس في غرفة والديها
أتجه آسر الي غرفة و طرق الباب عدة مرات حتي سمع صوت مالك قائلاً : ادخل
فتح آسر الباب و أدخل رأسه قائلاً : ازيكم
مالك بهدوء : الحمد الله يا حبيبي....تعالي اقعد
آسر : لالا
ثم نظر الي كريم و أكمل قائلاً بأبتسامه واسعه : انا جاي عشان اقول لكريم ....ان اسيل وافقت
هب كريم واقفاً و أتسعت عينيه بدهشه غير مصدقاً قائلاً : بتتكلم جد
آسر بسعاده : اه والله
أطلقت مروه زغروده عاليه علي أثرها تجمع كل من في البيت 
        _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
في غرفة اسيل ما إن أستمعت لهذه الزغروده دفنت وجهها في الوساده و أنفجرت في البكاء العنيف و هي تشعر بأن جزء من قلبها يتمزق و تشهق عالياً حتي كادت ان تختنق ثم رفعت رأسها و نظرت الي صورة يزيد قائله ببكاء عنيف : سامحني يا يزيد ....سامحني 
ثم أرتمت علي الفراش تبكي بشده لكن بعد عدة دقائق نهضت و أتجهت لخزانة الملابس لترتدي ملابسها ثم خرجت من غرفتها و هبطت الدرج بسرعه و لم يراها احد لأن الجميع في غرفة مالك ثم أتجهت الي سيارتها و أنطلقت بها بسرعه و هي ما زالت تبكي
        _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
كريم بسعاده : خلاص يبئي الخطوبه و كتب الكتاب بعد بكرا
آسر : بدري اوي يا كريم
كريم : لا مش بدري ولا حاجه عشان انا مسافر بعد ثلاث ايام هرجع الشغل
آسر بحيره : مش عارف والله
مازن بفرحه : يا عم خلينا نفرح و ننبسط بئا و نبل الشربات
ضحك الجميع و ضحك آسر ايضاً قائلاً بأستسلام : خلاص هسأل اسيل
      _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
بعد فتره أوقفت اسيل سيارتها أسفل أحد العمارات و جففت دموعها و خرجت من السياره ثم دلفت داخل هذه العماره
بعد عدة دقائق فتحت لها سيده عجوزه و ما إن رأتها أحتضنتها بشده قائله : اسيل
أنفجرت اسيل في البكاء قائله بحنان : وحشتيني اوي
ربتت السيده علي ظهرها بحنان قائله : و انتي كمان يا حبيبتي ...يلا ادخلي
دلفت اسيل للداخل و خلفها هذه السيده و جلسوا علي الائريكه بجانب بعضهم
اسيل : عامله ايه طمنيني عليكي
السيده : الحمد الله يا حبيبتي ....بس انا زعلانه منك
اسيل بحزن : ليه بس
السيده بحزن  : مبتسأليش عليا بقالك كتير
أطرقت اسيل برأسها للأسفل قائله : والله لو تعرفي اللي انا فيه هتسامحيني
السيده بقلق : في ايه يا حبيبتي قلقتيني عليكي
بكت اسيل بشده قائله : انا هتجوز
أحتضنتها هذه السيده بشده قائله بفرحه : يا حبيبة قلبي يا حبيبتي .....الف مبروك
اسيل ببكاء : انتي مش زعلانه ان خطيبة ابنك هتتجوز واحد غيره 
والدة يزيد بحنان : لا طبعا مش زعلانه ...يا حبيبتي يزيد مات و خلاص كل اللي فاضل منه ذكريات ...و الدنيا مبتوقفش علي حد
اسيل بصدمه و بكاء : انتي بتقولي كده
والدة يزيد بهدوء : ايوه بقولك كده عشان انتي زي بنتي و أكتر .....و عايزه مصلحتك
اسيل ببكاء : بس
والدة يزيد بحنان : مفيش بس .... انتي اتجوزي و عيشي حياتك اللي جايه و حافظي علي جوزك 
كادت ان تتكلم اسيل لكن ضرب جرس الباب و كادت ان تنهض اسيل لكن منعتها والدة يزيد قائله : استني شمس هتفتح
أتجهت الخادمه شمس و فتحت الباب و ما إن فتحت الباب دلف طفل صغير للغايه يمشي ببطئ و عدم إتزان كأنه يتعلم المشي قائلاً بتلعثم : (تيته ....تيته )
هبت خديجه والدة يزيد تنظر اليه بصدمه و أتسعت عينيها اكثر ما إن رأت والدته تدلف خلفه
اسيل بأستغراب : هو قال ايه
نظرت اليها خديجه بتوتر و إرتباك بينما أتجهت والدة هذا الطفل و أحتضنت خديجه قائله بحنان : ازيك يا ماما
اسيل بدهشه : ماما ؟؟
نظرت اليها والدة الطفل قائله بأرتباك : ازيك يا آنسه اسيل
اسيل بأستغراب : انتي تعرفيني
خديجه بأرتباك : اااه .....طب يا علياء ادخلي جوه دلوقتي
نظر الطفل الي خديجه و رفع ذراعيه لتحمله قائلاً بفرحه: تيته
خديجه بتوتر و غضب : خدي أبنك و أدخلي جوه يا علياء
كادت ان تحمله والدته لكن أمسكت اسيل ذراعيها توقفها و نظرت الي خديجه قائله بغضب :  مين دول
خديجه بأرتباك : خدي أبنك و ادخلي يا علياء
صرخت اسيل قائله : محدش هيدخل جوه قبل ما تقوليلي مين دول
نظرت اليها علياء بخضه بينما أرتبكت خديجه بشده و لم ترد
صرخت اسيل مره اخري قائله بعدم تصديق : الولد ده بيقولك تيته مع أنك معندكيش غير يزيد و مات .... و هي بتقولك يا ماما .... و انتي معندكيش بنات ..... يبئي مين دول
فركت خديجه يدها بتوتر شديد و لم ترد
صرخت اسيل بغضب قائله : حد يرد عليا
ثم ألتفتت الي علياء الذي تنظر أرضاً بأرتباك واضح قائله : قوليلي انتي ....انتي و أبنك تقربوا لطنط خديجه ايه
علياء بخفوت و أرتباك : أبنه
اسيل بأستغراب : لا عليي صوتك مش سمعه
علياء بأرتباك و بنبره اعلي قليلاً : أبن يزيد ....و انا مراته
أتسعت عين اسيل بصدمه و كأن وقع عليها دلو ماء بارد و ظلت تنظر الي علياء و أبنها الصغير و الي خديجه بصدمه حتي عادت خطوتين للخلف تنظر اليهم بعدم تصديق و تحدق بخديجه تنفي برأسها قائله بصدمه و ذهول : لالا الكلام ده مش حقيقي صح ......قوليلي ان الكلام ده مش حقيقي
أدمعت عين خديجه ثم أطرقت رأسها للأسفل بحزن
صرخت اسيل بقوه قائله : ردي عليا الكلام ده حقيقي
أنتفضت علياء علي اثر صرختها بينما بكي الطفل بذعر و حاوط ساق والدته معطياً ظهره لاسيل و يبكي بشده
نظرت اليه اسيل بصدمه ثم نظرت الي خديجه و أشارت علي هذا الطفل قائله بصريخ : ده أبنه
لم ترد خديجه بل أنفجرت في البكاء
اسيل بصريخ : ردي عليا ....ده أبنه
أومأت خديجه برأسها بنعم بينما حملت علياء أبنها و دلفت الي احد الغرف بسرعه 
أتسعت عين اسيل قائله بصدمه : لا مش معقول
خديجه ببكاء : يا بنتي والله انا
صرخت اسيل قائله : انتي ايه ....انتي ايه
ثم نظرت حولها بصدمه قائله : يزيد متجوز و مخلف ....يعني معني كده انه كان خاطبني و هو متجوزها
ثم صرخت قائله ببكاء : صح
أقتربت منها خديجه قائله ببكاء : اهدي بس يا بنتي وانا هفهمك
عادت اسيل للخلف بسرعه قائله بغضب رغم الدموع المتحجره في عينيها : اوعي تقربي مني ....اوعي انتي فاهمه
خديجه ببكاء يفطر القلب : متعمليش فيا كده يا بنتي
صرخت اسيل قائله بصدمه : انا اللي بعمل فيكي .....قوليلي عملت فيكوا ايه عشان تعملوا فيا كده
ثم أشارت علي نفسها قائله بصريخ هيستيري : انا تعملوا فيا كده
خديجه بألم : يا بنتي والله يزيد بيحبك و الجوازه دي كانت غصب عنه
اسيل بغضب : لو الجوازه دي غصب عنه ....مكنش خلف منها و جاب ولد
ثم أكملت بألم : انا حبيته ليه يعمل فيا كده
خديجه ببكاء : والله كان هيطلقها قبل فرحكوا بس ملحقش و مكنش يعرف انها حامل
لم تسمعها اسيل بل كانت غارقه في صدمتها
اسيل بألم : حرام عليكوا ليه عملتوا فيا كده .....ده انا حبيته اكتر من نفسي .....حبيته و هو عايش و هو ميت
خديجه بحزن و بكاء : والله هو كمان بيحبك
صرخت اسيل قائله بحده : لا ...لحد هنا و كفايه كدب بئا
ثم أتجهت الي الائريكه و أخذت حقيبتها و أتجهت لباب البيت و هي تعرج لكن هرولت خلفها خديجه قائله : استني يا اسيل ....استني يا بنتي
ألتفتت اليها اسيل قائله بغضب و كره : متجيش ورايا
خديجه برجاء : يا بنتي ....
قاطعتها اسيل قائله بكرهه : انا مش بنتك .....متقوليليش يا بنتي
ثم أكملت بحزن و بكاء : انا مش مسمحاكي .....و لا مسمحه أبنك ....مش مسمحاكوا كلكوا
ثم تركتها و ركضت للخارج بينما ألتفتت خديجه و سارت للداخل بتثاقل حتي أرتمت علي الائريكه تبكي بشده
         _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
هبطت اسيل الدرج بسرعه رغم تألم ساقيها و تمسح دموعها بظهر يدها كانت دموعه تمنع عنها الرؤيه من كثرتها ثم دلفت داخل سيارتها و ألقت رأسها بشده علي عجلة القياده تبكي بحرقه و ألم تشهق عالياً و صدرها الذي يعلوا و يهبط بسرعه غير طبيعيه ثم صرخت عالياً فجأه و هي تضرب بقبضتيها الصغيره علي عجلة القياده حتي أحمرت مفاصيلها قائله بصريخ : ليه تعملوا فيا كده .......ليه كده يارب حرام
شهقت اسيل عدة مرات متتاليه حتي تسيطر علي بكاؤها لكن أستمعت لرنين هاتفها فتحت حقيبتها و أخذته و جدته آسر فتحت الخط و صمتت تحاول كتم بكاؤها
علي الجانب الاخر يقف آسر في غرفتها و الجميع في الاعلي في غرفة مالك و هو يتكلم في الهاتف قائلاً بغضب : اسيل ....انتي فين ....انتي عارفه انا كلمتك كام مره
لم تستطيع ان تكتكم بكاؤها أكثر من ذلك و أنفجرت في البكاء مره أخري واضعه يدها المرتجفه علي فمها تكتم شهاقتها
آسر بخضه و قلق : اسيل في ايه ....انتي كويسه ....انتي فين
اسيل ببكاء : تعالي يا آسر
آسر : انتي فين اصلا
اسيل : انا تحت عمارة مامة يزيد
آسر بصدمه : ايه اللي وداكي هناك
اسيل ببكاء : تعالي بس
آسر بسرعه : حاضر حاضر
ثم أغلق الخط و أتجه الي غرفته يرتدي ملابسه بسرعه ثم خرج بسرعه بدون ان يشعر به احد
     _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

اسيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن