الفصل 50

6.4K 144 17
                                    

ضحك زياد بفرحه و قال : انتي حامل يا سهيله
أتسعت عينيها بصدمه و قد أنقبض قلبها بهلع و هي لا تصدق ما قاله ....ماذا يعني هذا الاحمق ....هل يعني انه لم يعد امامها مفر منه فقد ربطهم ببعض طفل صغير ينمو في أحشائها للأبد
أطرقت رأسها و أنفجرت باكيه بحده مما جعله يجفل من حدة بكائها لذا وضع يديه علي كتفه و قال بحنان معتقداً انها سعيده بذلك و تبكي من فرحتها : انا كمان مكنتش متوقع ابدا انك تكوني حامل و أتفاجأت زيك كده ....
لكن صرخت سهيله في وجهه قائله ببكاء شديد : ابعد عني و متلمسنيش ...حرام عليك ليه كده
أتسعت عينيه بذهول و قال : ايـــه
بكت سهيله أكثر و قالت : ليه بس يا ربي ده حصل ....اخر حاجه كنت اتمناها تحصل .... ليه كده
اتسعت عينيه اكثر و قال بصدمه : انتي مش فرحانه
صرخت سهيله قائله رغم انها تشعر بدوار عنيف يثقل رأسها : افرح علي ايه .....افرح لما يجي أبني او ابنتي و يلاقوا حياتنا مذبذبه و مش مستقره ....و حياتنا اصلا محكوم عليها بالفشل ....و هنطلـ....
و لم تكمل جملتها حيث شعرت بذراعيها يعتصران بين يديه و يصرخ هو بغضب قائلاً : قولتلك الكلمه دي مسمعهاش منك أبداً .....و حياتنا هتبئي مستقره غصباً عن اي حد لما قررت اني اتجوز كنت واثق ان انا أد مسؤلية الجواز و خدت عهد علي نفسي ان حياتنا مع بعض هتنجح
صمت لثواني و هو يلهث بينما هي ترتجف بين يديه و تبكي لكنه اكمل هو قائلاً بخفوت خطير : اسمعيني يا سهيله .....أبننا هيجي علي وش الدنيا و مش هسمح ان تكون عيلته مذبذبه زي ما بتقولي .....قدمنا ٨ شهور عشان نصلح من نفسنا
هتفت سهيله ببكاء و هي مازلت ترتجف : بس انا مش بحبك
أطرق زياد رأسه للأسفل و قال بنبرة تقطر ألماً : عارف
ثم رفع رأسه اليها مره اخري و قال برجاء : بس عشان خاطر أبننا اللي في بطنك أديني فرصه واحده أحاول أصلح كل اللي حصل
ثم صمت و ترك ذراعيها و عاد للخلف و هو ما زال جالساً و ظل مطرق الرأس بحزن واضح عليه بشده
اما سهيله فظلت تنتحب و دموعها تبط بسرعه علي وجنتيها و هي تراقبه و فجأه أرتمت علي صدره تجهش في البكاء
أبتسم زياد بحزن و لف ذراعيه حولها يحتضنها بشده بينما هي تبكي بقوه علي صدره حتي انها بللت قميصه لكنه لم يهتم و أخذ يهمس في أذنيها برقه قائلاً : متخافيش أوعدك ان كل حاجه هتتصلح لكن مش هسمحلك تبعدي عني
ثم أخذ يهمس في أذنيها عن جمال الاطفال و كيف سيكون أبنهما و كيف سيستقبلونه و اخذ يحدثها عن الغرفه الذي تركها مغلقه و لم تكن مجهزه لأجلها فهو قد تركها هكذا لسهيله لتقوم هي بتصميمها و اخذ يحدثها عن برائة الاطفال و كم هم رائعين و كيف سيتعاملون معه حتي انها كنت تسمتع اليه و تقل حدة بكاؤها تدريجياً حتي وعدها في أخر الحديث الطويل بأنه لم يتخلي عنها أبداً طالما في صدره نفس يتردد
حتي غفت علي صدره و ذهبت في سبات نوم عميق فأطرق زياد رأسه و وضع قبله حنونه علي رأسها ثم جعلها تستلقي علي الفراش ثم أتجه الي خزانة الملابس و اخرج لها ملابسها و عاد اليها ثم بدأ بخلع ملابسها عنها ثم بدأ في إبدالها بمنامه ناعمه كصحبتها باللون الوردي الهادئ مما جعلها تشبه بأميره صغيره مدلله نائمه في فراشها
نهض زياد و هو يتنهد بتعب و أرهاق ثم أبدل ملابسه هو الاخر و أغلق نور الغرفه ثم عاد اليها و أستلقي خلفها و كالعادة جذبها لحضنه حتي ألصق ظهرها بصدره لكن هذه المره لف ذراعيه حول بطنها حتي أستقرت يداه علي بطنها و كأنه يعلن عن تمسكه بهم للأبد

اسيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن